الشهادة الجامعية في الهندسة - جامعة الملك سعود بالرياض..
اعمل في القطاع الخاص وحاصل على العديد من الدورات التخصصية ( الفنية والإدارية ) ..

أحمد ربي على نعمة الإسلام ، وافتخر بأني اكتب وأتكلم بلغة الضاد ، وأحب التعمق فيها ومعرفة أسرارها والبحث عن معاني مفرداتها ومترادفاتها ، فهي بحر عميق ، ولا عجب فهي لغة كتاب ربنا ومصدر عزنا ومجدنا.

إن الذي ملأ اللغات محاسناً **** جعل الجمال وسره في الضاد

اكتب ما يمليه علي ضميري من الواجبات الدينية والوطنية..


الأربعاء، 6 مارس 2013

باختصار... هل نحن أمة لانجيد الاعتذار ؟!

نشرت هذه المشاركة في عدد من المنتديات بتاريخ 28 شوال 1430 هـ

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته 
بلا مقدمات وديباجات فالقصة التي بين أيديكم تغني عن  موسوعات ومؤلفات وقصائد ونثر ، وذلك كي نتعلم بأن أفضل البشر بعد الأنبياء الذين هم صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم وبالتحديد الخلفاء الراشدين ... 
جاء أبو بكر الصديق -رضي الله عنه - مرة إلي النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم فقال : (يا رسول الله إنه كان بيني وبين ابن الخطاب شئ فأسرعت إليه ثم ندمت فسألته أن يغفر لي فأبى ،
فأقبلت إليك فقال النبي صلى الله عليه وسلم : يغفر الله لك يا أبا بكر... يغفر الله لك يا أبا بكر ... يغفر الله لك يا أبا بكر.
ثم إن عمر ابن الخطاب رضي الله عنه ندم ألا يكون غفر لأبى بكر ،
فأتى منزل أبي بكر فسأل أثم أبو بكر؟
قالوا : لا ،  فجاء إلي النبي صلى الله عليه وسلم فسلم فجعل وجه النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم يتمعر حتى أشفق أبو بكر أن يقول النبي صلى الله عليه وسلم لعمر ما يكره ...
فجثا أبو بكر على ركبتيه فقال يا رسول الله والله أنا كنت أظلم ... والله أنا كنت أظلم ... 
أو كما ورد في الحديث .
كثيرون هم من يخطئون، وقليلون هم من يحسون بخطئهم ويعتذرون، وكثيرة هي المواقف التي نخطئ فيها مع الآخرين ولا نعتذر أو نطلب الصفح منهم، على الرغم من أن تسببنا في خطئنا هذا بجرح مشاعرهم، وإيذائها، وكثيرون منا يخطئون ولا يعيرون أخطاءهم أهمية أو حتى يلقون لها بالاً.
فقد يسيء البعض منا في اليوم عشرات المرات إلى الآخرين.. فيستصعب كلمة :معذرة ... عفواً.. ولا يعتذر! 
وفي المقابل في زمن كان الصحابة - رضوان الله عليهم - يضعون خدودهم على الأرض لكي يعبروا عن اعتذارهم وأسفهم على ما اقترفوه..

يذكر أنه اجتمع الصحابة في مجلس وكان أبو ذر - رضي الله عنه -  فيه حدة وحرارة فتكلم الناس في موضوع ما.. فتكلم أبو ذر فقال: أنا أقترح في الجيش أن يفعل به كذا وكذا.
قال بلال: لا.. هذا الاقتراح خطأ.
فقال أبو ذر: حتى أنت يابن السوداء تخطئني !!!
فقام بلال مدهوشاً غضبانا أسفا..
وقال: والله لأرفعنك لرسول الله عليه الصلاة والسلام.
واندفع ماضياً إلى رسول الله. 
وعندما وصل إلى الرسول عليه الصلاة والسلام.. 
قال: يا رسول الله.. أما سمعت أبا ذر ماذا يقول فيّ؟
قال عليه الصلاة والسلام: ماذا يقول فيك؟
قال: يقول كذا وكذا..
فتغير وجه الرسول صلى الله عليه وسلم.. وأتى أبو ذر وقد سمع الخبر.. فاندفع مسرعاً إلى المسجد..
فقال: يا رسول الله.. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
قال عليه الصلاة والسلام: يا أبا ذر أعيرته بأمه.. إنك امرؤ فيك جاهلية!!
فبكى أبو ذر رضي الله عنه.. وأتى الرسول عليه الصلاة والسلام وجلس.. وقال يا رسول الله استغفر لي.. 
ثم خرج باكياً من المسجد.
وأقبل بلال ماشياً.. فطرح أبو ذر رأسه في طريق بلال، ووضع خده على التراب..
وقال: والله يا بلال لا ارفع خدي عن التراب حتى تطأه برجلك.. أنت الكريم وأنا المهان!!
فأخذ بلال يبكي.. واقترب وقبل ذلك الخد ثم قاما وتعانقا وتباكيا. 
هذه هي حياتهم يوم تعاملوا بتعاليم الدين الإسلامي رضي الله عنهم أجمعين .

الاعتذار عن الخطأ يبدأ من الشخص في بيته ومع محبيه ومع مجتمعه ..
وكلما كان الاعتذار لمن هو دون منك في السن أو في الوظيفة أو في المكانة كان ذلك أرفع لك وأكثر تواضعاً .
ينقسم الناس في إدراكهم لثقافة الاعتذار الى ثلاثة أصناف :
1- الاعتذار السريع ومراجعة النفس مباشرة عند وقوع الخطأ .
2- الاعتذار بعد مراجعة النفس – وهو مايأتي متأخرا نوعا ما .
3- وهو ما نعانيه في مجتمعاتنا ، عندما يدرك الشخص تماما لحجم أخطاءه ، لكنه يكابر و يمتنع عن الاعتذار .. ويطالب الناس أن تتقبله كما هو . 
ويمكن أن يكون عندنا قسم رابع وهو الاعتذار بطريقة غير مباشرة ظناً من الشخص المخطئ بأن ذلك له إعتبارات ومدلولات ، فتجده يحاول التلطف واللين بالكلام بعبارات عامة وعدم الاعتذار في نفس المكان الذي وقع منه الخطأ - إن أمكن .
كما يحدث في الصحف وغيرها عندما تخطئ الجريدة على شخص فإنها تضخم الحدث وتبرزه للجميع . وعند الاعتذار فإنها تقلل من قيمته وربما تنشره في نفس المكان ولكن في حجم صغير !! 

إن ثقافة الاعتذار يجب أن تبدأ من مرحلة الطفولة المبكرة من خلال غرس تلك القيم في أطفالنا بين أصحابهم . 
فما يحصل الآن هو من أن الأم إذا رأت ابنها في خلاف مع أصدقائه أو زملائه ، تشجعه على هجرهم وعدم الاعتذار لهم حتى لايفقد مركزه وسطهم، على اعتبار أن الأقوى لايعتذر !!
وما يحصل في المدارس والشوارع والأسواق والحدائق وغيرها ... عندما تخطئ على أي شخص فإنك تكابر ولا تعتذر لأن ذلك الشخص أجنبياً وربما مواطناً !!
وما يحصل داخل البيوت بين الإخوة والأخوات ...الخ   

باختصار ...نحن امة لا نجيد فن الاعتذار!! 
فهل الاعتذار نوع من الذل والمهانه ، ام هو نوع من حسن التربيه والأدب؟
لماذا اصبح من الصعب علينا العفو والتسامح  ولو بكلمة آسف ؟
لماذا اصبح من الصعب علينا الاعتراف بالخطأ بقولنا (أنا غلطان)  ؟
لماذا اصبح من الصعب علينا الاعتذار عن الخطأ ؟
إذا كان ربنا جل وعلا يصفح ويسامح  ..فمن نكون نحن ، وما بالنا نستصعب الاعتذار ؟

(ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا ربنا إنك رءوف رحيم ).

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق