الشهادة الجامعية في الهندسة - جامعة الملك سعود بالرياض..
اعمل في القطاع الخاص وحاصل على العديد من الدورات التخصصية ( الفنية والإدارية ) ..

أحمد ربي على نعمة الإسلام ، وافتخر بأني اكتب وأتكلم بلغة الضاد ، وأحب التعمق فيها ومعرفة أسرارها والبحث عن معاني مفرداتها ومترادفاتها ، فهي بحر عميق ، ولا عجب فهي لغة كتاب ربنا ومصدر عزنا ومجدنا.

إن الذي ملأ اللغات محاسناً **** جعل الجمال وسره في الضاد

اكتب ما يمليه علي ضميري من الواجبات الدينية والوطنية..


الأربعاء، 6 مارس 2013

نحن والفضائيات.... وجهة نطر

وهي عبارة عن مشاركة في موقع ( الإسلام اليوم ) عن موضوع ( نحن والفضائيات ...وجهة نظر ) وكانت بتاريخ  15 ذي الحجة 1422 هـ

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ..ثم أما بعد :
فقد اطلعت متأخراً على وجهة نظر الشيخ الفاضل الدكتور / عبد الله بن إبراهيم الطريقي حول موضوع " نحن والفضائيات " عبر هذا الموقع ( الإسلام اليوم ) الذي أسال الله العلي القدير أن يجعله منبراً من منابر الخير وأن يجزي القائمين عليه خير الجزاء وأن ينفع بهم وأن يجعلهم مباركين أينما كانوا . والحق أن الدكتور الفاضل منذ الأحداث الأخيرة وهو يتحفنا بقضايا الساعة ومسائل تعايش الوضع الحالي بأسلوب راق وماتع وتأصيل علمي ، فجزاه الله خير الجزاء ونفع بعلمه .
أما فيما يتعلق بموضوع" نحن والفضائيات " فلن أتطرق عن الحكم الشرعي فالشيخ حفظه الله تناول الموضوع من جميع الجوانب الشرعية وتحدث عن الآراء المؤيدة والمعارضة وأدلة الفريقين حول المشاركة بالقنوات الفضائية – وليس مثلي من يتحدث عن ذلك - . 
في البداية يجب أن لا نخلط بين من يملك هذه القنوات داخل بيته وبين من وفقه الله واستغنى عنها ، حيث اطلعنا على بعض الردود التي تقول بأن خروج الدعاة والمصلحين في القنوات الفضائية ومشاركتهم بها يشجع الآخرين على اقتناء مثل ذلك فهذا قول غير دقيق ، لأن البث المباشر والقنوات غزتنا منذ أكثر من ثمانية أعوام تقريباً وأهل الخير والصلاح لم يظهروا إلا في الأونة الأخيرة أي بعدما امتلأت المساكن بالأطباق " الدشوش " ، فخروج الدعاة والمصلحين ليس سبباً مقنعاً لاقتناء الأطباق ، ونعلم تام المعرفة أن فيها إثم كبير ومنافع للناس وأثمها أكبر من نفعها فكما أن اللسان الذي منك وفيك يمكن استخدامه في الخير فكذلك في الشر ، ولكن هل من المعقول أن يقف أهل الخير والصلاح مكتوفي الأيدي دون توجيه النصح لمن أوجد القنوات في بيته بحجة أن تلك القنوات من وسائل الإفساد ؟ .
إن المهمة صعبة جداً وعلينا معايشة واقعنا الحالي بما يعود على المسلمين بالنفع والفائدة امتثالاً لقوله تعالى( أدع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن ) ، وعلينا أن نسلك الوسطية في هذا الجانب وغيره فلا إفراط ولا تفريط وأن لا ندس رؤسنا بالتراب وكأن هذا الأمر لا يعنينا لا من قريب أو من بعيد ، وإن كان يعنينا فليس لدينا سوى الغمز واللمز بالداعية المشارك بموضوع هادف عبر إحدى القنوات الفضائية لتبصير الناس وحثهم على الخير ، فبالأمس كنا نفرط في مدح ذلك الداعية أو الشيخ وفجأة ينقلب ذلك المدح إلى ذماً ليس لشيء سوى خروجه في إحدى القنوات الفضائية مع أنه إذا لم يستجب ويخرج من نتوسم فيهم الخير والصلاح فسوف يخرج غيرهم – شريطة الالتزام بالضوابط الشرعية التي ذكرها الشيخ عبدالله الطريقي - . 
واذكر أنني حضرت محاضرة لفضيلة شيخنا الدكتور / ناصر بن سليمان العمر – حفظه الله ووفقه لكل خير – بعنوان ( البث المباشر ) قبل أكثر من عشرة أعوام وقبل أن تغزونا الفضائيات وقنواتها ولم يخطر على البال أن الأمر سيصل إلى ما وصل إليه في هذا الوقت ، حيث تحدث فضيلته (عن خطورة البث المباشر وصعوبة التحكم فيه وأن جهاز التلفزيون سيكون مثل المذياع يتنقل فيه الشخص من قناة لقناة دون بذل أي جهد وأن العالم سيصبح عبارة عن قرية صغيرة ) وكذلك ذكر فضيلته (تأثير البث المباشر ثقافياً واجتماعياً واقتصادياً وسياسياً وأمنياً وأخلاقياً وصحياً وقبل ذلك خطره على الدين وكيف حاربت كندا وفرنسا البث الأميركي لتأثيره على ثقافة شعوبهما )، وتطرق فضيلته في نهاية المحاضرة عن طرق العلاج ، وذكر (إحدى طرق العلاج التي ينادي بها بعض الكتاب أو المختصين الذين يهونون من البث المباشر والذين يطالبون بقنوات عربية مستقلة لتكون بديلاً عن الإعلام الغربي حيث بيّن – حفظه الله - عدم جدوى ذلك ) . وأعتقد أن الأمر أصبح أشد وضوحاً للذين يطالبون بقنوات عربية مستقلة وكيف أصبحت بعضها في وقتنا الحالي أشد فساداً وانحلالاً من القنوات الغربية وللأسف !!( يرجع للشريط لأهميته وكذلك شريط بعنوان الجديد في البث المباشر ) . 
إن الأمور في هذا الزمن قد تغيرت كثيراً وعلينا أن نساير هذا الزمن بما ينفع ومشاركة أهل الخير واستغلال ذلك خدمة للإسلام والمسلمين وإلا سوف يستغل ذلك أعداء الإسلام في بث معتقداتهم الباطلة ، فياأحبتي في الله أيها أهون عندما يخرج أو يقدم أحد الفسقة أو المنحرفين برنامجاً ويستضيف أمثاله ليفسد الناس أم الذي يدعو للخير ويقدم ما ينفع الناس ؟ اجزم بأن الأخير هو الأهون من عدة جوانب :
1- تبيين الحق للناس وخصوصاً من هم خارج بلاد الحرمين الذين ليس لديهم علماء ودعاة خير وصلاح يبصرونهم بأمور دينهم ودنياهم على بصيرة بدلاً ممن لديهم ملحوظات وبدع يعرفها الكثير تؤدي بالتالي إلى إظلال المشاهدين والمستمعين( ويتخذ الناس رؤساً جهالا ً .....كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم ) .
2- الدعوة الإسلامية ليست محصورة في مجال واحد بل في مجالات عدة ، وإلا فما الفرق بين أن يذهب عالم أو طالب علم للدعوة في الخارج لتبصير الناس مع وجود الكفر والشركيات في تلك البلدان التي يذهبون إليها وبين الخروج في الفضائيات وهو في بلده دون عناء ومشقة السفر أو الافتتان في بلاد الغرب لتقديم برنامج هادف ومفيد ، وحتى لو ذهب هناك هل سيكون عدد الحضور كعدد المشاهدين عبر القناة ؟ وأين الأماكن المهيئة التي ستستوعب ذلك ؟! 
3- القيام بما تبرأ به الذمة من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، فهل يعقل أن يقف أهل الخير والصلاح في هذه البلاد دون حراك وينتظروا لمن سيأتي من الخارج لدعوتهم وتقديم ما لديهم من أمور الخير؟ وهل يكفي أن يقوم الدعاة في هذه البلاد بنصح الناس في المساجد فقط ؟ وهل لو أقيمت محاضرة في ملعب من الملاعب نرفض ذلك بحجة أن الناس سيتعلقون في الملاعب ويحضرون المباريات ؟ وأيضاً هل نترك المشاركة في الشبكة العنكبوتية ( الإنترنت ) ونمنع الناس منها بحجة أن فيها بعض المواقع الإباحية ؟ لا شك بأن الأفضل والأجدى مشاركة الناس والذهاب إليهم في الميادين المختلفة كالاستراحات والأرصفة والمراكز .... ، واستغلال ما يمكن استغلاله في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر .

إذاً فالواجب تعاون الجميع والتفكير الجاد بأن يكون همنا الدعوة إلى الله وعلينا أن نكون بعيدي نظر وأن لا ننظر للأمور من زاوية ضيقة فالإسلام منتصر بإذن الله فكثير من مشاهدي القنوات الفضائية يطالبون بتكثيف البرامج الإسلامية النافعة والمفيدة لأنهم سئموا وملوا من الفسق والمجون والفن والرياضة ، فبالتدرج يُنال المراد دون التنازل عن الثوابث الشرعية ، وكما هو معروف فإن مصدر دخل القنوات الفضائية هو الإعلانات التجارية فليكن هذا الفعل هو المنطلق فالتاجر الذي يبث إعلاناته عبر القنوات الهابطة يناصح ثم يقاطع عندما لا يستجيب وكذلك القناة وبالتالي فإن تلك القنوات ستحترم المشاهد وتغير من سياستها ولا نحتقر أي جهد ، وكذلك واجب الدعاة والمصلحين الذين يشاركون في القنوات بأن يقدموا النصح بعدم بث الإعلانات التجارية عبر القنوات الهابطة بأسلوب مقنع يجعل المشاهد يتأثر من تلك الدعوة وعلى الذين يملكون الأطباق " الدش " في بيوتهم أن يطالبوا القائمين على القنوات بتقديم المفيد كالمحاضرات المسجلة على شريط (الفيديو) أو التي موجودة على أشرطة ( الكاسيت ) كالخطب والدروس العلمية أو شروحات بعض الكتب المفيدة للشيوخ وطلبة العلم المعروفين والذين لهم قبول عند الكثير ويتم عرضها وإخراجها للمشاهد بطريقة فنية وجذابة وهي ولله الحمد متوفرة وبكثرة وكذلك عقد الندوات والمسابقات الإسلامية وغير ذلك مما هو مفيد وبعد نجاح مثل ذلك تكون المطالبة بقنوات إسلامية مستقلة تنشر الفضيلة وتطرد الرذيلة وقد يقول قائل بأن هذا غير مجد ٍ فنقول كما قال الحق تبارك وتعالى ( ليس عليك هداهم ولكن الله يهدي من يشاء ) ولنلح على الله بالدعاء بأن يسخر القنوات الفضائية والقائمين عليها لخدمة الإسلام والمسلمين ولنستغل الفرص فإن الله إذا علم صدق نياتنا حقق لنا ما نصبو إليه .
وأخيراً آمل أن لا يفهم من كلامي أنني مع اقتناء وإدخال هذه القنوات الفضائية في البيوت وغيرها بل العكس ولكن أقول من عوفي فليحمد الله وليسأل الله الثبات وواجبنا أن لا نقف مكتوفي الأيدي ونترك الناس يغرقون في وحل هذه الفضائيات دون أي مشاركة كل بحسب استطاعته .
والله هو حسبنا وكافينا ، والله أعلم 

كتبه
المهندس / سامي بن عبد المحسن الطريقي 
الرياض
15 ذو الحجة 1422هـ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق