الشهادة الجامعية في الهندسة - جامعة الملك سعود بالرياض..
اعمل في القطاع الخاص وحاصل على العديد من الدورات التخصصية ( الفنية والإدارية ) ..

أحمد ربي على نعمة الإسلام ، وافتخر بأني اكتب وأتكلم بلغة الضاد ، وأحب التعمق فيها ومعرفة أسرارها والبحث عن معاني مفرداتها ومترادفاتها ، فهي بحر عميق ، ولا عجب فهي لغة كتاب ربنا ومصدر عزنا ومجدنا.

إن الذي ملأ اللغات محاسناً **** جعل الجمال وسره في الضاد

اكتب ما يمليه علي ضميري من الواجبات الدينية والوطنية..


الخميس، 7 مارس 2013

كلمات قرآنية متشابهة في الحروف والمبنى ... ومختلفة في النطق والمعنى..


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته 

من الأسباب المعينة على تدبر كتاب الله عز وجل ؛ فهم المفردات والألفاظ ، فحينما تفتح كتاب الله وتقرأ منه ، أو عندما تصلي خلف الإمام ويشرع في القراءة ، وأحيانا عندما تستمع لآية فإنك حتما ستمر بكلمات تحتاج إلى تأمل وتدبر ...
كنت في مجلس.... فنطق أحد الحاضرين كلمة خاطئة تغير المعنى كلياً ، فأحببت أن استزيد كي استفيد وأفيد..
فعلاوة على أن الحرف الواحد يغير كليا في معنى الكلمة فما بالكم بحركة من الحركات (الضم والفتح والكسر والشدة ...) ؟.
ولنضرب مثالا بكلمة (ملك)

مَلَكَ : بفتح اللام 
(مفرد من ملائكة) ويقصد به جبريل عليه السلام او غيره من ملائكة الرحمن ..

مَلِكٌ : بكسر اللام 
ويقصد به الحاكم وغيره من ملوك الأرض ..

فمن خلال هذا الموضوع الذي سيكون عن بعض الكلمات والمفردات المتشابهة في الحروف والمبنى ومختلفة في النطق والمعنى ، رجعت فيها إلى كتب التفسير والمواقع الموثوقة لمعرفة التشابه ولذلك جاءت نقطة البداية في هذا الموضوع الذي سيكون عبارة عن حلقات - بإذن الله
فأهلا بكم وسهلاً في هذه الصفحة .

==========
الأربعاء غرة محرم ١٤٣٧ هـ

لفظة ( جنة ) :

▪️ " جَنَّةُ " - بفتح الجيم 

▪️ " جِنَّةٍ " - بكسر الجيم

▪️ " جُنَّةً " - بضم الجيم


▪️ " جَنَّةُ  " - بفتح الجيم : 
وتطلق على البستان ، وفي الغالب على النعيم المقيم المعد للمؤمنين ، وجاءت في مواضع كثيرة جدا في كتاب الله تعالى معرفة بـ " الـ "  " الجنة " ، وهي سبعة 
كما قال ابن عباس - رضي الله عنهما -: " إنما قال جنات بلفظ الجمع لكون الجنان سبعاً : جنة الفردوس ، وجنة عدن ، وجنة النعيم ، ودار الخلد ، وجنة المأوى ، ودار السلام ، وعليين " انتهى .

قال تعالى : {قُلْ أَذَلِكَ خَيْرٌ أَمْ جَنَّةُ الْخُلْدِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ كَانَتْ لَهُمْ جَزَاء وَمَصِيرًا} (الفرقان/١٥)
وقال تعالى : {وَاللَّهُ يَدْعُو إِلَى الْجَنَّةِ وَالْمَغْفِرَةِ بِإِذْنِهِ} (البقرة/٢٢١)

▪️ " جِنَّةٍ  " - بكسر الجيم : 
من الجن ، وأصل الجن في اللغة : ستر الشيء عن الحاسة.
والجن مخلوقة من مارج من نار مستورة عن أعين الإنس .
وجاءت معرفة كما في قوله تعالى : {مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ} (الناس/٦)
وقال تعالى : {أَوَلَمْ يَتَفَكَّرُواْ مَا بِصَاحِبِهِم مِّن جِنَّةٍ } (الأعراف/١٨٤) ، أي من جنون .


▪️ " جُنَّةً " - بضم الجيم :
بمعنى سترة ووقاية . 
وفي الحديث الصحيح : (الصِّيامُ جُنَّةٌ) أي وقاية وحماية .
قال تعالى : {اتَّخَذُوا أَيْمَانَهُمْ جُنَّةً فَصَدُّوا عَن سَبِيلِ اللَّهِ إِنَّهُمْ سَاء مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} (المنافقون/٢)
جاء في تفسير الجلالين : أي سترة على أموالهم ودمائهم .

==========
(٢٦)
الأربعاء ١١ ذو القعدة ١٤٣٦ هـ


كلمة " امرا" 

وردت كلمة "امرا" على وجهين في كتاب الله تعالى :
" إِمْرًا " بكسر الألف .
" أَمْرًا " بفتح الألف .

كلمة " إِمْرًا " بكسر الألف 
ومعناه : منكرا . 
وردت في موضع واحد من سورة الكهف في قوله تعالى : { فَانطَلَقَا حَتَّى إِذَا رَكِبَا فِي السَّفِينَةِ خَرَقَهَا قَالَ أَخَرَقْتَهَا لِتُغْرِقَ أَهْلَهَا لَقَدْ جِئْتَ شَيْئًا إِمْرًا } - الآية [ ٧١ ]
إمرا : أي عظيما منكراً وعجباً .

كلمة " أَمْرًا " بفتح الألف ،
من الأمر : وهو طلب فعل الشيء أو قوله على سبيل الإلزام ، فالأمر : الشأن وجمعه أمور ، والمصدر منه " أمَرْته " : إذا كلفته أن يفعل شيئا .
كما ورد معرفا " الأمر " في مواضع كثيرة ، منها :
قوله عز وجل : { وَلِلَّهِ غَيْبُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَإِلَيْهِ يُرْجَعُ الأَمْرُ كُلُّهُ } - [هود/ ١٢٣] .

وقوله تعالى : { يَقُولُونَ هَل لَّنَا مِنَ الأَمْرِ مِن شَيْءٍ قُلْ إِنَّ الأَمْرَ كُلَّهُ لِلَّهِ يُخْفُونَ فِي أَنفُسِهِم مَّا لاَ يُبْدُونَ لَكَ يَقُولُونَ لَوْ كَانَ لَنَا مِنَ الأَمْرِ شَيْءٌ مَّا قُتِلْنَا هَاهُنَا } - [آل عمران/١٥٤]

وورد في حوالي سبعة عشر موضعا ، كما في قوله تعالى : { بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَإِذَا قَضَى أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُن فَيَكُونُ } . [ البقرة / ١١٧ ].

وكما في قوله تعالى : { هُوَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ فَإِذَا قَضَى أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُن فَيَكُونُ }[غافر/(68)].

وقوله تعالى : {وَمَا أَمْرُنَا إِلاَّ وَاحِدَةٌ كَلَمْحٍ بِالْبَصَرِ} [القمر / ٥٠].

وقوله عز وجل : { وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ } - [ الأحزاب / (36) ].

تنبيه :
وأنبه إلى أنه وردت لفظة " امرا " بهذا الشكل " امْرَأَ " في قوله تعالى في سورة مريم ، قال تعالى : { يَا أُخْتَ هَارُونَ مَا كَانَ أَبُوكِ امْرَأَ سَوْءٍ وَمَا كَانَتْ أُمُّكِ بَغِيًّا } الآية ٢٨ .
جاء في تفسير الجلالين :
(يا أخت هارون) هو رجل صالح : أي يا شبيهته في العفة .
(ما كان أبوك امرأ سوء) : أي زانياً .
(وما كانت أمك بغيا) : أي زانية فمن أين لك هذا الولد .


==========
٢٥
الثلاثاء ١٤ ربيع الآخر ١٤٣٦ هـ

الذُلُّ  : بضم الذال 
الذِلّ : بكسر الذال 

جاءت بكلمات مختلفة ( أَذِلَّة - الأَذَلَّ - الأَذَلِّينَ - الذُّلِّ - الذِّلَّةُ - تَذْلِيلاً - ذَلُولاً - ذَلُولٌ - ذُلُلاً - ذِلَّةٌ - نَذِلَّ - وَتُذِلُّ - وَذَلَّلْنَاهَا - وَذُلِّلَت )

الذُلُّ  :
بضم الذال ، 
نقيض العزِّ وهو الهوان ، قال الله تعالى : { قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَنْ تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَنْ تَشَاءُ بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِير } -[آل عمران / ٢٦]

وأصل هذه المادة يدلُّ على الخُضوع والاستكانة واللِّين .
يقال: ذلَّ يذِلُّ ذُلًّا وذِلَّة وذَلالة ومَذلَّة ، إذا ضَعُف وهان ، فهو ذليل بيِّن الذُّل والمذلة من قوم أذلاء وأذلة وذلال.
والذُّل: الخسة. وتذلل له : أي خضع .

وقوله تعالى { وَذُلِّلَتْ قُطُوفُهَا تَذْلِيلا } ، أي سُهِّل لهم أَخْذُ ثمارها تسهيلا وسويت عناقيدها ودليت و تَذَلَّلَ له أي خضع
قال ابن عاشور : (الذلة: خضوع في النفس، واستكانة من جراء العجز عن الدفع) . 
وقال العسكري : (الذلة الضعف عن المقاومة) .

الذِلّ :
بكسر الذال وإسقاط الهاء فإنه مصدر من الذلول من قولهم : دابة ذلول : بينة الذل ، وذلك إذا كانت لينة غير صعبة .

ذَلَّ يَذِلُّ ذُلاًّ وذِلاًّ، فهو ذَلُولٌ، يكون في الإِنسان والدابة . 
والذُّلُّ والذِّلُّ: الرِّفْقُ والرحمة.
قال تعالى : { واخْفِضْ لهما جَناحَ الذُّلِّ من الرحمة } 
يقال: ذلَّ يذِلُّ ذُلًّا وذُلالة - بالضم فيهما – والذُّلُّ بالضم، ويُكسرُ، ضد الصعوبة، ذلَّ يذِلُّ ذُلًّا فهو ذَلول، وجمعها : ذُلل ، كما في قوله تعالى : { وَذَلَّلْنَاهَا لَهُمْ فَمِنْهَا رَكُوبُهُمْ وَمِنْهَا يَأْكُلُونَ } –[ يس / ٧٢ ]
ومنه قول الله عز وجل :  { هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولًا فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا } - [المُلك / ١٥ ]
ذلولا : أي سهلة للمشي ممهدة تستقرون عليها،  وتُجمع (ذللا)  كما قال تعالى : { ثُمَّ كُلِي مِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ فَاسْلُكِي سُبُلَ رَبِّكِ ذُلُلاً } – [ النحل / ٦٩ ]
فـاسلكي سبل ربك ذُلُلاً : أي مُذَلّلَةً لك ، والذّلُل: جمع : ذلول ، فـاسْلُكِي سُبُلَ رَبّكِ ذُلُلاً قال: لا يتوعّر علـيها مكان سلكته
وقوله تعالى : { وَذَلَّلْنَاهَا لَهُمْ فَمِنْهَا رَكُوبُهُمْ وَمِنْهَا يَأْكُلُونَ} – [ يس / ٧٢ ]  ، أي سخَّرناها لهم .
وقال تعالى : {قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ لاَّ ذَلُولٌ تُثِيرُ الأَرْضَ وَلاَ تَسْقِي الْحَرْثَ مُسَلَّمَةٌ لاَّ شِيَةَ فِيهَا} – [ البقرة / ٧١ ]
قال ابن كثير : إنها ليست مذللة بالحراثة ولا معدة للسقي في السانية ، بل هي مكرمة حسنة صبيحة ( مُسّلمة ) صحيحة لا عيب فيها .
قال عز وجل : { وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا} - [الإسراء / ٢٣].
وقوله تعالى : {وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ وَالْمَسْكَنَةُ وَبَاؤُواْ بِغَضَبٍ مِّنَ اللَّهِ} - [البقرة /٦١ ]
وقوله تعالى : {ِإنَّ الَّذِينَ اتَّخَذُواْ الْعِجْلَ سَيَنَالُهُمْ غَضَبٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَذِلَّةٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا } – [ الأعراف / ١٥٢]  وهي الهوان وهذا عقوبة الله إياهم على كفرهم بربهم .
وفي قوله تعالى : {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ مَن يَرْتَدَّ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ } - [ المائدة /٥٤ ]. 
وفي قوله تعالى: { إِنَّ الَّذِينَ يُحَادُّونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ فِي الْأَذَلِّينَ } - [المجادلة /٢٠].
وقوله تعالى : { يَقُولُونَ لَئِنْ رَجَعْنَا إِلَى الْمَدِينَةِ لَيُخْرِجَنَّ الْأَعَزُّ مِنْهَا الْأَذَلَّ } – [ المنافقون / ٨ ]
أي بزعم الكافرين أنه الأضعف و الأهون.
وقوله عز وجل : {مِن قَبْلِ أَن نَّذِلَّ وَنَخْزَى} – [ طه / ١٣٤ ]
أي مِن قبل أن نَذلَّ ونَخزى بعذابك .

والله اعلم

===============
٢٤
الأربعاء ١٢ محرم ١٤٣٦ هـ

" كُره " : بضم الكاف .
" كَره " : بفتح الكاف .
" كَرِه " : بفتح الكاف وكسر الراء.


" الكُره" بضم الكاف :
وردت في ثلاثة مواضع من القرآن الكريم : 

الكُره :
هو التسخير والقهر بالقوة والسلطان ، أو ما يعافه الإنسان بالطبع والسجية ، قال تعالى : { كُتب عليكم القتالُ وهو كٌره لكم وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خيرٌ لكم  }.[البقرة/216].
التكليف بالقتال تكرهه النفوس وهو شاق عليها ، ولكنه واجب وضروري لدفع ضرر كبير . فالقتال : تكرهونه من حيث الطبع ، لكن فيه خير.
ومرتين في قوله تعالى : { ووصينا الإنسانَ بوالديهِ إحسانا ً حملته أمُّه كُرها ووضعتهُ كُرها ً }.[الاحقاف /15].
فالحمل أمر مرغوب فيه ، ولكن فيه مشقة كبيرة أثناء فترة حمل الجنين ، وآلام أثناء وضع المولود ، كل ذلك مكروه غير مرغوب فيها .

فإذاً " كُره " بالضمة :
وصف الشيء الذي فيه مشقة وصعوبة وألم ولكنه مطلوب وضروري فعله ؛ فالجهاد واجب لحماية الدين والعرض ، والحمل أمر ضروري لبقاء النسل.


"الكَره " بفتح الكاف :
هو الإكراه الخارجي والجبر .
وردت خمس مرات في القرآن الكريم ، منها :
قوله تعالى : { أفغيْر دين الله يبغون وله أسلم من في السمٰوات والأرض طوعاً وكَرها ًواليه يُرجعون } - [ آل عمران/83].
أي تحت التسخير والقهر والسلطان العظيم الذي لا يخالف ولا يمانع .

وقوله تعالى : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ يَحِلُّ لَكُمْ أَن تَرِثُواْ النِّسَاء كَرْهًا }. [النساء/19].
قال القرطبي  :
" والمقصود نفي الظلم عنهن وإضرارهن ... والخطاب للأولياء .
وقوله تعالى : (( قُلْ أَنفِقُواْ طَوْعًا أَوْ كَرْهًا لَّن يُتَقَبَّلَ مِنكُمْ إِنَّكُمْ كُنتُمْ قَوْمًا فَاسِقِينَ (  53)) [سورة التوبة].
وقوله تعالى : { وَلِلّهِ يَسْجُدُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ طَوْعاً وَكَرْهاً وَظِلالُهُم بِالْغُدُوِّ وَالآصَالِ } - [الرعد/15].
فالكَره هنا معناه : الإلزام والإجبار.


" كَرِهَ " :
بفتح الكاف وكسر الراء ، فجاءت في ثمانية مواضع ، منها : 

قال تعالى : { يُرِيدُونَ أَن يُطْفِؤُواْ نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلاَّ أَن يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ } -[التوبة/(32)]. أي وإن لم يريدوا ذلك ولم يعجبهم .

وقال تعالى : { وَلَكِن كَرِهَ اللهُ انبِعاثَهُمْ فَثَبَّطَهُمْ وَقيلَ اقْعُدوا مَعَ القاعِدينَ } - [ التوبة/46]
جاء في تفسير ابن كثير :
كَرِه : أي أبغض أن يخرجوا معك.

وقال تعالى : { فَادْعُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ} - [غافر / 14]
قال ابن كثير :
أي فأخلصوا لله وحده العبادة والدعاء ، وخالفوا المشركين في مسلكهم ومذهبهم .

وقال تعالى : { هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ } -[الصف/09].


الخلاصة :
فرق بعضهم بين الكره بالضم والفتح فقال :
الكُره : " بالضم " هو ما ينال الإنسان من ذاته من مشقة ، وهو لا يحبه بطبعه ، ولكن له فيه مصلحة .
وأما الكَره : " بالفتح " فهو المشقة التي تنال الإنسان من خارج ذاته وفيه إجبار وتسلط وقهر.

===============
٢٣
الأحد ٨ رمضان ١٤٣٥ هـ

"صَدَقٓ" : بفتح الصاد والدال.
"صَدّق" : بفتح الصاد ، وتشديد الدال .
"صِدْق" : بكسر الصاد ، وسكون الدال .

أولا :
"صَدَق" : بفتح الصاد والدال.

قال الله تعالى :
{ قُلْ صَدَقَ ٱللَّهُ فَٱتَّبِعُواْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفاً وَمَا كَانَ مِنَ ٱلْمُشْرِكِين } - [آل عمران/95 ].
جاء في تفسير ابن كثير : " أي قل يا محمد صدق الله فيما أخبر به وفيما شرعه في القرآن ". 


ثانيا :
"صَدّق" : بفتح الصاد ، وتشديد الدال .

قال الله تعالى : 
{ وَلَقَدْ صَدَّقَ عَلَيْهِمْ إِبْلِيسُ ظَنَّهُ فَاتَّبَعُوهُ إِلاَّ فَرِيقاً مِنَ الْمُؤْمِنِينَ  } -[سبأ/20 ].
قال مجاهد : " ظن ظنا فكان كما ظن فصدق ظنه."
وفي تفسير الجلالين : " ( ولقد صدق) بالتخفيف والتشديد (عليهم) أي الكفار منهم سبأ (إبليس ظنه) أنهم بإغوائه يتبعونه (فاتبعوه) فصدق بالتخفيف في ظنه أي وجده صادقا ".

وقال تعالى : (( فلا صدق و لا صلى )).[القيامة/31].
جاء في التفسير : " فلا صدق الإنسان ولا صلى : أي لم يصدق ولم يصل ".
وعند القرطبي : " أي لم يصدق أبو جهل ولم يصل .
وقيل : يرجع هذا إلى الإنسان في أول السورة ، وهو اسم جنس . والأول قول ابن عباس . أي لم يصدق بالرسالة ولا صلى ودعا لربه ، وصلى على رسوله . 
وقال قتادة : فلا صدق بكتاب الله ، ولا صلى لله . وقيل : ولا صدق بمال له ، ذخرا له عند الله ، ولا صلى الصلوات التي أمره الله بها . وقيل : فلا آمن بقلبه ولا عمل ببدنه . 

ثالثاً :
" صِدْق " : بكسر الصاد ، وسكون الدال .

قال تعالى : {وَقُل رَّبِّ أَدْخِلْنِى مُدْخَلَ صِدْقٍ وَأَخْرِجْنِى مُخْرَجَ صِدْقٍ وَاجْعَل لِّى مِن لَّدُنْكَ سُلْطَـناً نَّصِيرًا} -[الإسراء/80 ].
جاء في التفسير : " {وقل رب أدخلني} المدينة {مدخل صدق} إدخالا مُرضيا لا أرى فيه ما أكره {وأخرجني} من مكة {مخرج صدق} إخراجا لا ألتفت بقلبي إليها ".

===============
٢٢

السبت ١١ / ٧ / ١٤٣٥ هـ

البِر : بكسر الباء
البٓر : بفتح الباء
البُر : بضم الباء .


"البِر" بكسر الباء : 

معناه التوسع من الخير و الإحسان.
قال الراغب : البر خلاف البحر، و تصور منه التوسع فاشتق منه البر : أي التوسع في فعل الخير.
قال تعالى : { ليس البر أن تولوا وجوهكم قبل المشرق والمغرب ولكن البر من امن بالله واليوم الأخر والملائكة والكتاب والنبيين وأتى المال على حبه }. [البقرة/177].

وقال تعالى : { لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون وما تنفقوا من شيء فإن الله به عليم }.[آل عمران/92].

وقال تعالى : { وليس البر بان تأتوا البيوت من ظهورها ولكن البر من اتقى واتوا البيوت من أبوابها واتقوا الله لعلكم تفلحون } . [البقرة/189].


أما "البٓر" بفتح الباء : 

فهو اسم من الأسماء الحسنى للمولى تبارك وتعالى.
قال تعالى : { إنا كنا من قبل ندعوه إنه هو البر الرحيم }.[الطور/28].
جاء في تفسير الجلالين " ( إنا كنا من قبل ) في الدنيا (ندعوه) نعبده موحدين (إنه) بالكسر استئنافا وإن كان تعليلا لفظا ( هو البر ) المحسن الصادق في وعده (الرحيم) العظيم الرحمة ".

ومن معاني "البر" بالفتح : اليابسة ، وهو ما يقابل البحر.
قال تعالى : { وحرم عليكم صيد البر ما دمتم حرما واتقوا الله الذي إليه تحشرون }.[المائدة/96].
وقال تعالى : { ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس ليذيقهم بعض الذي عملوا لعلهم يرجعون } .[الروم/41].
وقال تعالى : { فإذا ركبوا في الفلك دعوا الله مخلصين له الدين فلما نجاهم إلى البر إذا هم يشركون }.[العنكبوت/65].


أما "البُر" بضم الباء :

فلم ترد هذه اللفظة في القرآن الكريم .
وفي اللغة : "البر" بضم الباء ، هو القمح . ومنه الحديث الشريف الصحيح المبين للأصناف الربوية : ( الذهب بالذهب ، والفضة بالفضة ، والبر بالبر ، والشعير بالشعير ...)

===============
الأربعاء ١٨ / ٥/ ١٤٣٥هـ

٢١

كلمة " يضل " وهي على ثلاثة أوجه :
1- " يُضِلُّ " بضم الياء ، وكسر الضاد.
2- " يُضَلُّ " بضم الياء ، وفتح الضاد.
3- " يَضِلُّ " بفتح الياء ، وكسر الضاد.


1- " يُضِلُّ " :
قال الله تعالى : { وَلَوْ شَاء اللَّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَكِن يُضِلُّ مَن يَشَاء وَيَهْدِي مَن يَشَاء وَلَتُسْأَلُنَّ عَمَّا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ } .النحل/39.
قال ابن كثير : يقول الله تعالى " ولو شاء الله لجعلكم " أيها الناس " أمة واحدة " كقوله تعالى " ولو شاء ربك لآمن من في الأرض كلهم جميعا " أي لوفق بينكم ولما جعل اختلافا ولا تباغض ولا شحناء " ولو شاء ربك لجعل الناس أمة واحدة ولا يزالون مختلفين إلا من رحم ربك ولذلك خلقهم " وهكذا قال هاهنا " ولكن يضل من يشاء ويهدي من يشاء " ثم يسألكم يوم القيامة عن جميع أعمالكم فيجازيكم عليها على الفتيل والنقير والقطمير .

وقال تعالى : { أَفَمَن زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ فَرَآهُ حَسَنًا فَإِنَّ اللَّهَ يُضِلُّ مَن يَشَاء وَيَهْدِي مَن يَشَاء فَلَا تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَرَاتٍ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِمَا يَصْنَعُونَ } . فاطر / 8

2- " يُضَلُّ :
قال الله تعالى : { إِنَّمَا النَّسِيءُ زِيَادَةٌ فِي الْكُفْرِ يُضَلُّ بِهِ الَّذِينَ كَفَرُواْ يُحِلُّونَهُ عَامًا وَيُحَرِّمُونَهُ عَامًا لِّيُوَاطِؤُواْ عِدَّةَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ فَيُحِلُّواْ مَا حَرَّمَ اللَّهُ زُيِّنَ لَهُمْ سُوءُ أَعْمَالِهِمْ وَاللَّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ }.التوبة/37

ذكر الطبري في تفسيره:
"واختلف القراء في قراءة ذلك, فقرأته عامة الكوفيين: يُضِلّ بِهِ الّذِينَ كَفَرُوا بمعنى: يضل الله بالنسيء الذي ابتدعوه وأحدثوه الذين كفروا. وقرأ ذلك عامة قرّاء المدينة والبصرة وبعض الكوفيين: يَضَلّ بِهِ الّذِينَ كَفَرُوا بمعنى: يزول عن حجة الله التي جعلها لعباده طريقا يسلكونه إلى مرضاته الذين كفروا. وقد حُكي عن الحسن البصري: يُضِلّ بِهِ الّذِينَ كَفَرُوا بمعنى: يضلّ بالنسيء الذي سنة الذين كفروا, الناس.
قال أبو جعفر: والصواب من القول في ذلك أن يقال: هما قراءتان مشهورتان, قد قرأت بكلّ واحدة القرّاء أهل العلم بالقرآن والمعرفة به, وهما متقاربتا المعنى, لأن من أضله الله فهو ضالّ ومن ضلّ فبإضلال الله إياه وخذلانه له ضلّ ، فبأيتهما قرأ القارىء فهو للصواب في ذلك مصيب ".ا.هـ


3- " يَضِلُّ " :
قال تعالى : { قَالَ اهْبِطَا مِنْهَا جَمِيعًا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُم مِّنِّي هُدًى فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلا يَضِلُّ وَلا يَشْقَى }.طه/123
قال ابن عباس : " لا يضل في الدنيا ولا يشقى في الآخرة ".

وقال تعالى : { قَالَ عِلْمُهَا عِندَ رَبِّي فِي كِتَابٍ لّا يَضِلُّ رَبِّي وَلا يَنسَى }.[طه/52].
قال ابن كثير : فقال له موسى - عليه السلام - في جواب ذلك هم وإن لم يعبدوه فإن عملهم عند الله مضبوط عليهم وسيجزيهم بعملهم في كتاب الله وهو اللوح المحفوظ وكتاب الأعمار { لا يضل ربي ولا ينسى } أي لا يشذ عنه شيء ولا يفوته صغير ولا كبير ولا ينسى شيئا يصف علمه تعالى بأنه بكل شيء محيط وأنه لا ينسى شيئا تبارك وتعالى وتقدس وتنزه فإن علم المخلوق يعتريه نقصانان أحدهما عدم الإحاطة بالشيء والآخر نسيانه بعد علمه فنزه نفسه عن ذلك .
===============

٢٠

في لغتنا العربية كلمات وألفاظ يدل كل لفظ منها على معان مختلفة ، يحددها السياق الذي وردت فيه ؛ فمثلاً لفظ( عين ) يطلق على :
(العين الباصرة - الشمس - عين الماء - الجاسوس  ..) ويطلق على معانٍ أُخر . 

وفي القرآن الكريم جاءت :
▪️ " عَيْنٌ " : بفتح العين.
▪️" عِينٌ " : بكسر العين.

🔅 " عَيْنٌ " بفتح العين  .
ولها معانٍ متعددة ، منها : 

🔸نبع الماء :
قال تعالى : { فِيهَا عَيْنٌ جَارِيَةٌ} (الغاشية/١٢)
 
🔸ما يقال لمن يُسَر به :
(قرة عين) ، قال تعالى : { وَقَالَتِ امْرَأَتُ فِرْعَوْنَ قُرَّتُ عَيْنٍ لِّي وَلَكَ } (القصص/٩)
وقال : {رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ } (الفرقان/٧٤)

🔸المشاهدة والمعاينة بعين الرأس: 
قال تعالى : { ثُمَّ لَتَرَوُنَّهَا عَيْنَ الْيَقِينِ }(التكاثر/٧) .

🔅 وجاءت مُعرّفة بـ ال " العين " وهي العين الباصرة الجارحة :
قال تعالى : {وَالْعَيْنَ بِالْعَيْنِ} (المائدة/٤٥)
وقوله : {يَرَوْنَهُم مِّثْلَيْهِمْ رَأْيَ الْعَيْنِ } (آل عمران/١٣) 


🔅 " عِينٌ " بكسر العين :

قال تعالى : {وحُورٍ عِينٍ} (الواقعة/٢٢)

وقال تعالى : { وَعِندَهُمْ قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ عِينٌ } (الصافات/٤٨)
قال السعدي - رحمه الله - :  أي  " فقصرت الواحدة منهن طرفها على زوجها ، وامتنعت الأعين أن تراها ..... ولا ينظرن إلى غير أزواجهن حسان الأعين ... وحسن العين في الأنثى من أعظم الأدلة على حسنها وجمالها " .

===============

١٩

"مَقام" : بفتح الميم 

"مُقام" : بضم الميم 


لفظة "مقام" : بفتح الميم 
معناها المكان المؤقت ، للحساب أو للشهادة ، أو للعرض ..
وقيل أنها مشتقة من الفعل " قام".
وقد وردت في أكثر من موضع من كتاب الله تعالى نحو :
قال تعالى : { وإذ جعلنا البيت مثابة للناس وأمنا واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى } .[البقرة/125]. المقام هنا : هو الحجر الذي قام عليه إبراهيم الخليل - عليه السلام - عند بناء البيت. 

وقال تعالى: { ولمن خاف مقام ربه جنتان } .[الرحمن/46].

وقوله تعالى : { وأما من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى فإن الجنة هي المأوى }.[النازعات/ 40]
أي قيامه بين يدي الله عز وجل .
وقال تعالى : { وما منا إلا له مقام معلوم }. [سورة الصافات / 164 ]
أي مكان معلوم لا يتجاوزه .

وقال تعالى : { قال عفريت من الجن أنا آتيك به قبل أن تقوم من مقامك } .[النمل/39].
أي الذي تجلس فيه للقضاء وهو من الغداة إلى نصف النهار .



"مُقام" بضم الميم : 
فمعناها الإقامة الدائمة سواء كانت حسنة أو سيئة .
وقيل أنها مشتقة من الفعل " أقام".
وردت في سورة الأحزاب ، وفاطر ، والفرقان
قال تعالى : { وإذ قالت طائفة منهم يا أهل يثرب لا مقام لكم فارجعوا }.[الأحزاب/13].
لا مُقام : بضم الميم : أي لا موضع قيام لكم ولا مكانة.

وقال تعالى : { إنها ساءت مستقرا ومقاما }. [الفرقان/66 ]
أي النار ساءت مكانا ومستقرا .

وجاءت بصيغة " المقُامة " بالضم ، في سورة فاطر : 
قال تعالى : { الذي أحلنا دار المقامة من فضله لا يمسنا فيها نصب ولا يمسنا فيها لغوب }.[ فاطر /35 ]. المقامة : أي الإقامة ، و دار المقامة المنزل الذي لا خروج منه و لا تحول وهي الجنة هنا .

=================
١٨
كلمة " رشدا " وهي على وجهين :
1- " رُشْدًا " بضم الراء ، وسكون الشين.
2- " رَشَدًا " بفتح الراء ، والشين.

أولا : " رُشْدًا " بضم الراء ، وسكون الشين . وجاءت في موضعين في سورة النساء (الآية/06) ، وفي سورة الكهف (الآية/66 ).
ومعنى الرشد : خلاف الغي ، ويستعمل استعمال الهداية .
وجاءت معرفة " الرُّشْدُ " في ثلاثة مواضع ، في سورة البقرة ، وفي سورة الأعراف ( الآية/146) ، وفي سورة الجن (الآية /02) ، وهذا موضع :
قوله تعالى : (( لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَد تَّبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِن بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَىَ لاَ انفِصَامَ لَهَا وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (256)).[البقرة].
وقال تعالى : (( قَالَ لَهُ مُوسَى هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلَى أَن تُعَلِّمَنِ مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْدًا (66) ).[الكهف].
قال ابن كثير : " قال له موسى – للخضر- هل أتبعك " سؤال تلطف لا على وجه الإلزام والإجبار ، وهكذا ينبغي أن يكون سؤال المتعلم من العالم ، وقوله " أتبعك " أي أصحبك وأرافقك " على أن تعلمني مما علمت رشدا " أي مما علمك الله شيئا أسترشد به في أمري من علم نافع وعمل صالح ". 

قال تعالى : (( وَابْتَلُواْ الْيَتَامَى حَتَّىَ إِذَا بَلَغُواْ النِّكَاحَ فَإِنْ آنَسْتُم مِّنْهُمْ رُشْدًا فَادْفَعُواْ إِلَيْهِمْ أَمْوَالَهُمْ وَلاَ تَأْكُلُوهَا إِسْرَافًا وَبِدَارًا أَن يَكْبَرُواْ وَمَن كَانَ غَنِيًّا فَلْيَسْتَعْفِفْ وَمَن كَانَ فَقِيرًا فَلْيَأْكُلْ بِالْمَعْرُوفِ فَإِذَا دَفَعْتُمْ إِلَيْهِمْ أَمْوَالَهُمْ فَأَشْهِدُواْ عَلَيْهِمْ وَكَفَى بِاللَّهِ حَسِيبًا (6) )).[النساء ].
فالرشد هنا : هو الرشد المؤنس من اليتيم .
جاء في تفسير الجلالين : (فإن آنستم) أبصرتم (منهم رُشْداً) صلاحاً في دينهم ومالهم.

ثانيا : " رَشَدًا " بفتح الراء ، والشين . وجاءت في أربعة مواضع ، في سورة الكهف (الآية/10- والآية/ 24) ، وفي سورة الجن (الآية /10 – والآية/14).

ومعناها : هداية وخيرا. من علم وعمل نافع .
وقال تعالى : (( أَمْ حَسِبْتَ أَنَّ أَصْحَابَ الْكَهْفِ وَالرَّقِيمِ كَانُوا مِنْ آيَاتِنَا عَجَبًا (9) إِذْ أَوَى الْفِتْيَةُ إِلَى الْكَهْفِ فَقَالُوا رَبَّنَا آتِنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَدًا (10) )).[الكهف ].
أي : وهيئ لنا : أصلح لنا ، من أمرنا رشدا : هداية .
وقال تعالى : (( وَأَنَّا لا نَدْرِي أَشَرٌّ أُرِيدَ بِمَن فِي الأَرْضِ أَمْ أَرَادَ بِهِمْ رَبُّهُمْ رَشَدًا (10))[الجن].رشدا : أي خيرا .
قال ابن كثير : " أي ما ندري هذا الأمر الذي قد حدث في السماء لا ندري أشر أريد بمن في الأرض أم أراد بهم ربهم رشدا ، وهذا من أدبهم في العبارة حيث أسندوا الشر إلى غير فاعل ، والخير أضافوه إلى الله عز وجل ، وقد ورد في الصحيح ( الشر ليس إليك ).
ومشتقات الرشد كثيرة منها : الراشدون .. يرشدون .. رشيد .. مرشدا .. الرشاد .. 
والرشيد : هو الذي ضبط أفعاله وحكمه وتوازنت أحواله مع كثرة ألوان صفاته، فلم تطغى صفة على صفة، بل كلها ثابتة عاملة في الكون بالقدر الذي أراده الله بصفاته.
و"سبيل الرشاد " هو طريق الحق والصدق ، والصواب .
والرُشد : هو الصلاح والاستقامة ، والرشد : خلاف الغَيِّ والضلال .

وخلاصة القول :
أن هناك تقارب وتداخل كبير بين اللفظتين :
أحببت ذكرهما للتفريق بينهما عند تلاوة كتاب الله تعالى ، وقد ذكر بعضهم فرقا دقيقا بينهما وهو : 
أن الرشد –بالضم - أخص من الرشد - بالفتح – 
فإن الرشد يقال في الأمور الدنيوية والأخروية.
والرشد يقال في الأمور الأخروية لا غير. 
والراشد والرشيد يقال فيهما جميعا، قال تعالى: (أولئك هم الراشدون ).[الحجرات/7]، (وما أمر فرعون برشيد )[هود/97].
-----------------------
١٧
كلمة "غل " على وجهين :
1- بكسر الغين .. " غِلٍّ ".
2- بفتح العين .. " غَلَّ " .

الصيغة الأولى : " غِلٍّ "و" الغل" صفة قبيحة ، وهو الحقد والضغينة والعداوة .
قال تعالى : (( إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ (45) ادْخُلُوهَا بِسَلامٍ آمِنِينَ (46) وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِم مِّنْ غِلٍّ إِخْوَانًا عَلَى سُرُرٍ مُّتَقَابِلِينَ (47))).الحجر
وقال تعالى : (( وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِم مِّنْ غِلٍّ تَجْرِي مِن تَحْتِهِمُ الأَنْهَارُ وَقَالُواْ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَذَا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلا أَنْ هَدَانَا اللَّهُ لَقَدْ جَاءَتْ رُسُلُ رَبِّنَا بِالْحَقِّ وَنُودُواْ أَن تِلْكُمُ الْجَنَّةُ أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ )).الأعراف(43). 

وقال تعالى : (( وَالَّذِينَ جَاؤُوا مِن بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالإِيمَانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِّلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ )).الحشر(10). " ولا تجعل في قلوبنا غلا " أي بغضا وحسدا "

الصيغة الثانية : " غَلَّ " .وجاءت مرة واحدة في القرآن الكريم ، في سورة أل عمران .
ومعنى الغل : بالفتح – خيانة الغنيمة .. بأخذ شيء منها قبل قسمتها .
فالغلول في اللغة : أن يأخذ من المغنم شيئا يستره عن أصحابه.
-فكل من غل شيئا في خفاء فقد غل يغل غلولا ، قال ابن عرفة : سميت غلولا لأن الأيدي مغلولة منها : أي ممنوعة .
وفي الحديث : (( لا إغلال ولا إسلال ). أي : لا خيانة ، ولا سرقة .

قال تعالى : (( وَمَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَن يَغُلَّ وَمَن يَغْلُلْ يَأْتِ بِمَا غَلَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَّا كَسَبَتْ وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ )).ال عمران(161).
سبب نزول الآية : نزلت لما فقدت قطيفة حمراء يوم أحد فقال بعض الناس: لعل النبي أخذها (وما كان) ما ينبغي (لنبي أن يَغُل) يخون في الغنيمة فلا تظنوا به ذلك .. (ومن يغلل يأت بما غل يوم القيامة) حاملاً له على عنقه "
قال ابن كثير : " قال ابن عباس ، ومجاهد ، والحسن وغير واحد : ما ينبغي لنبي أن يخون ".

وقال القرطبي :
" ومعنى ( يغل ) عند جمهور أهل العلم أي ليس لأحد أن يغله , أي يخونه في الغنيمة . فالآية في معنى نهي الناس عن الغلول في الغنائم , والتوعد عليه ".

__________________________
١٦
كلمة " رطب " 
" رَطْب " بفتح الراء ، وسكون الطاء.
" رُطَب " بضم الراء ، وفتح الطاء .

" رَطْب " : الرطب – بالفتح- هو عكس وبخلاف اليابس .
قال تعالى : ( وَعِندَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لاَ يَعْلَمُهَا إِلاَّ هُوَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَا تَسْقُطُ مِن وَرَقَةٍ إِلاَّ يَعْلَمُهَا وَلاَ حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الأَرْضِ وَلاَ رَطْبٍ وَلاَ يَابِسٍ إِلاَّ فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ ). [الأنعام/(59)].

أما لفظة " رُطَب "الرطب –بالضم –نوع من أنواع التمر .
قال تعالى : (( وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَبًا جَنِيًّا )).[مريم/(25)].
جاء في تفسير القرطبي :
" قال الربيع بن خيثم : ما للنفساء عندي خير من الرطب لهذه الآية ، ولو علم الله شيئا هو أفضل من الرطب للنفساء لأطعمه مريم ، ولذلك قالوا : التمر عادة للنفساء من ذلك الوقت وكذلك التحنيك . " 
__________________
١٥
" الْحُزْنِ " بضم الحاء ، وسكون الزاي .
" الْحَزَنَ " بفتح الحاء ، وفتح الزاي .

لفظة " الْحُزْنِ " وهو ضد الفرح والسعادة .
الحزن لغة : خشونة في الأرض ، وهو كذلك خشونة في النفس لما يحصل فيه من الغم ، ويضاده الفرح .

قال تعالى : (( وَتَوَلَّى عَنْهُمْ وَقَالَ يَا أَسَفَى عَلَى يُوسُفَ وَابْيَضَّتْ عَيْنَاهُ مِنَ الْحُزْنِ فَهُوَ كَظِيمٌ )).[يوسف/(84)].

وقال تعالى : (( لا يَحْزُنُهُمُ الْفَزَعُ الأَكْبَرُ وَتَتَلَقَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ هَذَا يَوْمُكُمُ الَّذِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ )).[الانبياء/(103)].

وقال تعالى : (( وَاصْبِرْ وَمَا صَبْرُكَ إِلاَّ بِاللَّهِ وَلاَ تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَلاَ تَكُ فِي ضَيْقٍ مِّمَّا يَمْكُرُونَ )).[النحل/(127)].
وقال تعالى : (( أَلا إِنَّ أَوْلِيَاء اللَّهِ لاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ )). [يونس/(62)].

وفي الحديث عند البخاري :
عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ ، وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ : (( مَا يُصِيبُ الْمُسْلِمَ مِنْ : نَصَبٍ ، وَلَا وَصَبٍ ، وَلَا هَمٍّ ، وَلَا حُزْنٍ ، وَلَا أَذًى ، وَلَا غَمٍّ ، حَتَّى الشَّوْكَةِ يُشَاكُهَا ، إِلَّا كَفَّرَ اللَّهُ بِهَا مِنْ خَطَايَاهُ )).

لفظة " الْحَزَنَ " بفتح الحاء ، وفتح الزاي : أي أسباب الحزن والخوف .
قال تعالى : (( وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَذْهَبَ عَنَّا الْحَزَنَ إِنَّ رَبَّنَا لَغَفُورٌ شَكُورٌ )). [فاطر/(34) ]. أذهب عنا أسباب الْحُزْنِ .

وقال تعالى : (( وَلاَ عَلَى الَّذِينَ إِذَا مَا أَتَوْكَ لِتَحْمِلَهُمْ قُلْتَ لاَ أَجِدُ مَا أَحْمِلُكُمْ عَلَيْهِ تَوَلَّوْا وَّأَعْيُنُهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ حَزَنًا أَلاَّ يَجِدُواْ مَا يُنفِقُونَ )) التوبة (92).

وقال تعالى : (( فَالْتَقَطَهُ آلُ فِرْعَوْنَ لِيَكُونَ لَهُمْ عَدُوًّا وَحَزَنًا إِنَّ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا كَانُوا خَاطِئِينَ )).[القصص/(8)]. 
أي : سببا للهلاك وجلب الأحزان .
______________________
١٤
" الضَرّ" ... و ... " الضُرّ "


"الضَرّ " –بالفتح- يقابله النفع .
قال تعالى : (( ولا يملكون لأنفسهم ضَرًّا ولا نفعا )).[الفرقان/3].
و " الضُّرُّ " –بالضم- سؤء الحال ، ومنه الضراء وتقابلها السراء والنعماء . 
قال تعالى : (( ولئن أذقناه نعماء بعد ضراء )).[هود/10].

1- " الضَر ":- بالفتح- ورد في كتاب الله تعالى عام مقابل النفع.وجاءت هذه اللفظة في كتاب الله تعالى نكرة بصيغة " ضَرًّا " في تسعة ((09)) مواضع منها :
قوله تعالى : (( قُل لاَّ أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعًا وَلاَ ضَرًّا إِلاَّ مَا شَاء اللَّهُ وَلَوْ كُنتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لاَسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ وَمَا مَسَّنِيَ السُّوءُ إِنْ أَنَاْ إِلاَّ نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ )).[الأعراف/(188)].
وقوله تعالى : (( فَالْيَوْمَ لا يَمْلِكُ بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ نَّفْعًا وَلا ضَرًّا وَنَقُولُ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا ذُوقُوا عَذَابَ النَّارِ الَّتِي كُنتُم بِهَا تُكَذِّبُونَ )).[سبأ/(42)].
وقوله تعالى : (( أَفَلا يَرَوْنَ أَلاَّ يَرْجِعُ إِلَيْهِمْ قَوْلا وَلا يَمْلِكُ لَهُمْ ضَرًّا وَلا نَفْعًا(89)) . [سورة طه].

2- وأما " الضُر" : - بالضم- هو لفظ خاص ، فهو سوء الحال : من مرض أو فقر ، أو شيء مما يسوء المرء.
فالضر : سوء الحال ، إما في النفس لقلة العلم والفضل والعفة ، وإما في البدن لعدم جارحة أو نقصها ، وإما في الحالة الظاهر من قلة مال وجاه .

وردت لفظة " الضُّرُّ " بهذه الصيغة معرفة في سبعة مواضع هي :
[سورة يونس / 12] – [سورة يوسف / 92] – [سورة النحل /53-54 ] – [الإسراء / 56 و67 ] – [ الأنبياء / 83].
قال تعالى : (( وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ )).[ الأنبياء/83].
قال القرطبي :
" يذكر تعالى عن أيوب " ما كان أصابه من البلاء في ماله وولده وجسده ".

وقال تعالى : (( وَمَا بِكُم مِّن نِّعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ ثُمَّ إِذَا مَسَّكُمُ الضُّرُّ فَإِلَيْهِ تَجْأَرُونَ (53) ثُمَّ إِذَا كَشَفَ الضُّرَّ عَنكُمْ إِذَا فَرِيقٌ مِّنكُم بِرَبِّهِمْ يُشْرِكُونَ (54)).[النحل].
وجاءت نكرة في حوالي ستة مواضع :قال تعالى : (( وَإِذَا مَسَّ الإِنسَانَ الضُّرُّ دَعَانَا لِجَنبِهِ أَوْ قَاعِدًا أَوْ قَائِمًا فَلَمَّا كَشَفْنَا عَنْهُ ضُرَّهُ مَرَّ كَأَن لَّمْ يَدْعُنَا إِلَى ضُرٍّ مَّسَّهُ كَذَلِكَ زُيِّنَ لِلْمُسْرِفِينَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ (12)).[سورة يونس].

الخلاصة :
"الضَرّ " –بالفتح- يقابله النفع فهو لفظ عام ، فالمنافع تقابلها المضار.
و " الضُّرُّ " –بالضم- سؤء الحال ، ومنه الضراء وتقابلها السراء والنعماء . 
__________________
١٣
"تولوهم" .. "يتولى" .. "تولى" ..: وردت في كتاب الله تعالى هذه الألفاظ الثلاثة .

لفظة " تولوهم " وهي على وجهين :
1- " تُوَلُّوهُم " بضم التاء ، وضم الواو الثانية . ومنه " يتولى "
2- " تَوَلَّوْهُم " بفتح التاء ، وسكون الواو الثانية.ومنه "يتولى ".

فلفظة " يتولى " من الألفاظ المشتركة فتأتي بمعنيين ، وكليهما موجود في القرآن :

1- يتولى : أي يدبر ويعرض .قال تعالى : (( وَيَقُولُونَ آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالرَّسُولِ وَأَطَعْنَا ثُمَّ يَتَوَلَّى فَرِيقٌ مِّنْهُم مِّن بَعْدِ ذَلِكَ وَمَا أُوْلَئِكَ بِالْمُؤْمِنِينَ )).[النور/(47)].
2- ويتولى : أي يؤيد وينصر ، من الولاء ، والله ولي الصالحين ، ومولى المؤمنين.
قال تعالى : (( إِنَّ وَلِيِّيَ اللَّهُ الَّذِي نَزَّلَ الْكِتَابَ وَهُوَ يَتَوَلَّى الصَّالِحِينَ )). [الأعراف/(196)].

1- " تُوَلُّوهُم " بضم التاء ، وضم الواو الثانية .لفظة " تُوَلُّوهُم " من التولي : وهو الرجوع إلى الوراء ، هو استد بار العدو و استقبال جهة الهزيمة ، ويسمى الفرار من الزحف ، وهو من الكبائر .
قال تعالى : (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِذَا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُواْ زَحْفاً فَلاَ تُوَلُّوهُمُ الأَدْبَارَ (15) وَمَن يُوَلِّهِمْ يَوْمَئِذٍ دُبُرَهُ إِلاَّ مُتَحَرِّفاً لِّقِتَالٍ أَوْ مُتَحَيِّزاً إِلَى فِئَةٍ فَقَدْ بَاء بِغَضَبٍ مِّنَ اللَّهِ وَمَأْوَاهُ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ (16)).[الأنفال/15].

2- " تَوَلَّوْهُم " بفتح التاء ، وسكون الواو الثانية.ولفظة " تَوَلَّوْهُم " من الموالاة ، والولاء : وهو المودة والمحبة والنصرة.
قال تعالى : (( إِنَّمَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ قَاتَلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَأَخْرَجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ وَظَاهَرُوا عَلَى إِخْرَاجِكُمْ أَن تَوَلَّوْهُمْ وَمَن يَتَوَلَّهُمْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ )). [الممتحنة/(09)]. أي تتخذوهم أولياء .

أما لفظة " تولى " .. فتأتي بمعاني كثيرة منها : 
1- تولى : استولى على الملك ، وأصبح واليا .
قال تعالى : (( وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللَّهُ لاَ يُحِبُّ الْفَسَادَ (205) )).[البقرة].قال الضحاك : ( وإذا تولى ) أي ملك الأمر ، وصار واليا .
وقال تعالى : (( وَمَن يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا )).[سورة النساء /115].
جاء في تفسير الجلالين :
" (نوله ما تولى) نجعله واليا لما تولاه من الضلال بأن نخلي بينه وبينه في الدنيا (ونصله) ندخله في الآخرة (جهنم) فيحترق فيها (وساءت مصيرا) مرجعا هي .

2- تولى : أعرض .
قال تعالى : (( فَأْتِيَاهُ فَقُولا إِنَّا رَسُولا رَبِّكَ فَأَرْسِلْ مَعَنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ وَلا تُعَذِّبْهُمْ قَدْ جِئْنَاكَ بِآيَةٍ مِّن رَّبِّكَ وَالسَّلامُ عَلَى مَنِ اتَّبَعَ الْهُدَى (47) إِنَّا قَدْ أُوحِيَ إِلَيْنَا أَنَّ الْعَذَابَ عَلَى مَن كَذَّبَ وَتَوَلَّى (48)).[سورة طه]. أي أعرض.
قال تعالى : ((عَبَسَ وَتَوَلَّى (1) أَن جَاءَهُ الأَعْمَى (2) وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّهُ يَزَّكَّى (3) أَوْ يَذَّكَّرُ فَتَنفَعَهُ الذِّكْرَى )).[سورة عبس]. أعرض.

3- تولى : تحمل الأمر .
قال تعالى : (( إِنَّ الَّذِينَ جَاؤُوا بِالإِفْكِ عُصْبَةٌ مِّنكُمْ لا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَّكُم بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ لِكُلِّ امْرِئٍ مِّنْهُم مَّا اكْتَسَبَ مِنَ الإِثْمِ وَالَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذَابٌ عَظِيمٌ (11) )).[النور]. أي تحمل معظمه.

4- تولى : انصرف .وقال تعالى : (( وَتَوَلَّى عَنْهُمْ وَقَالَ يَا أَسَفَى عَلَى يُوسُفَ وَابْيَضَّتْ عَيْنَاهُ مِنَ الْحُزْنِ فَهُوَ كَظِيمٌ (84) )).[يوسف]. 
قال تعالى : (( فَسَقَى لَهُمَا ثُمَّ تَوَلَّى إِلَى الظِّلِّ فَقَالَ رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ ).[القصص/ (24)]. انصرف.

الخلاصة : 
أن تولى تأتي بمعنى : أعرض وانصرف .
وتأتي تولى بمعنى الولاية : أي أصبح واليا.
وتأتي بمعنى : ناصر وأحب ، من الموالاة .
___________________________
١٢
لفظة : "كسفا " تقرأ على وجهين :

" كِسْفًا " بسكون السين .. و .. " كِسَفًا " بفتح السين.

يقال كسفت الثوب أكسفه كسفا : إذا قطعته قطعا. والكسفة : القطعة من الشيء : من السحاب ، أومن القطن ، أومن العذاب . 
ومنه كسوف الشمس والقمر : استتارهما بعارض مخصوص .
وبه شبه كسوف الوجه والحال ، فقيل : كاسف الوجه ، وكاسف الحال. 
جاء في تفسير القرطبي :
" قال الأخفش : من قرأ كِسْفًا من السماء جعله واحدا ، ومن قرأ كِسَفًا جعله جمعا ".
أي أن لفظة " كِسْفًا " بسكون السين .. تعني قطعة واحدة .
و" كِسَفًا " بفتح السين تعني مجموعة من القطع .

1- لفظة " كِسْفًا " بسكون السين .. جاءت في موضع واحد في سورة الطور.
قال تعالى: (( وَإِن يَرَوْا كِسْفًا مِّنَ السَّمَاءِ سَاقِطًا يَقُولُوا سَحَابٌ مَّرْكُومٌ (44))).سورة الطور]. 
أي قطعة واحدة وطبقا واحدا من العذاب نازل من السماء.

جاء في تفسير البغوي "
( وإن يروا كسفا ): قطعة من "السماء ساقطا" ) هذا جواب لقولهم : " فأسقط علينا كسفا من السماء " ، 
يقول : لو عذبناهم بسقوط بعض من السماء عليهم لم ينتهوا عن كفرهم ،( يقولوا ) لمعاندتهم هذا ( سحاب مركوم )بعضه على بعض يسقينا ." 

2- وأما لفظة " كِسَفًا " بفتح السين .. بمعنى قطعا ، فجاءت في أربعة مواضع ، هي :
1-[سورة الشعراء /الآية 187]......
2– وفي [سورة الإسراء/الآية 92 ]. 
3-وفي سورة [الروم الآية /48 ]......
4 - وفي [سورة سبأ /الآية 09].

قال تعالى : (( أَوْ تُسْقِطَ السَّمَاء كَمَا زَعَمْتَ عَلَيْنَا كِسَفًا أَوْ تَأْتِيَ بِاللَّهِ وَالْمَلائِكَةِ قَبِيلاً (92))).[الإسراء/82]. أي قطعا .
وقال تعالى: (( فَأَسْقِطْ عَلَيْنَا كِسَفًا مِّنَ السَّمَاء إِن كُنتَ مِنَ الصَّادِقِينَ (187) )).[سورة الشعراء]. أي قطعا متعددة من العذاب .

جاء في تفسير ابن كثير بتصرف :
" " قال الضحاك : أسقط علينا "جانبا من السماء" . وقال قتادة : " قطعا من السماء". وقال السدي : "عذابا من السماء " ... 
وهذا شبيه بقوله تعالى :
(( وإذ قالوا اللهم إن كان هذا هو الحق من عندك فأمطر علينا حجارة من السماء ))." 

قال الطاهر بن عاشور :
" والكسف - بكسر الكاف وفتح السين_ جمع كسفة ، وهي القطعة من الشيء ، مثل سدرة وسدر ، وكذلك قرأه نافع ، 
وابن عامر ، وأبو بكر عن عاصم ، وأبو جعفر . 
وقرأه الباقون -بسكون السين - بمعنى المفعول ، أي المكسوف بمعنى المقطوع ."

وهناك من رأى ألا فرق بينهما .. وهو قول غير مسلم به .. 
أيها القارئ الكريم انتبه عند تلاوتك لسورة الطور فإنها تقرأ كِسْفًا " بسكون السين.

_________________
١١
لفظة " قيما " تقرأ على وجهين :
" قِيَمًا " بكسر القاف وفتح الياء
" قَيِّمًا " بفتح القاف وكسر الياء مع الشدة (في رواية حفص) .. 
بينما في رواية ورش تقرأ على صيغة واحدة وهي : " قَيِّمًا ".

و " قِيَمًا " من صيغ مصادر "قام" فقيما : هو وصف للدين بمصدر القيام ، المقصود به كفاية المصلحة ، فالدين قيم للأمة مصلح لها.
و قال ابن عاشور في تفسيره : 
" والقيم : صفة مبالغة من القيام المجازي ، الذي يطلق على دوام تعهد شيء ، وملازمة صلاحه ، لأن التعهد يستلزم القيام لرؤية الشيء ، والتيقظ لأحواله.

و " قَيِّمًا " من القيم : بفتح القاف وتشديد الياء ، وصف مبالغة " قائم " بمعنى معتدل غير معوج.
ولتقريب المعنى نمثل فنقول : فلان مستقيم غير معوج في سلوكه ، مقوم لغيره. فهناك وصف خاص به وهو الاستقامة .. ووصف ثاني وهو القدرة على تقويم اعوجاج غيره .. فكذلك الدين مستقيم في ذاته .. مقوم ومصلح للناس .

1- جاءت لفظة " قِيَمًا " بكسر القاف وفتح الياء .. في سورة الأنعام.قال تعالى : (( قُلْ إِنَّنِي هَدَانِي رَبِّي إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ دِينًا قِيَمًا مِّلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ (161).[سورة الأنعام ]. أي : قائما ثابتا ، مقوما لأمور معاشهم ومعادهم.

2- وجاءت لفظة " قَيِّمًا " بفتح القاف وكسر الياء مع الشدة .. في سورة الكهف.قال تعالى : (( الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الْكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَل لَّهُ عِوَجًا (1) قَيِّمًا لِّيُنذِرَ بَأْسًا شَدِيدًا مِن لَّدُنْهُ وَيُبَشِّرَ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا حَسَنًا (2) )) [سورة الكهف].
قال القرطبي : " (ولم يجعل له عوجا قيما ) أي معتدلا ، لا اختلاف فيه ".
قال ابن كثير : " ( ولم يجعل له عوجا ) أي : لم يجعل فيه اعوجاجا ولا زيغا ولا ميلا بل جعله معتدلا مستقيما ، ولهذا قال : ( قيما ) أي : مستقيما . ".
و قال ابن عاشور :والمراد به – قَيِّمًا - هنا أنه قيم على هدي الأمة ، وإصلاحها ، فالمراد أن كماله متعد بالنفع.
والجمع بين قوله "ولم يجعل له عوجا" وقوله " قيما " كالجمع بين " لا ريب فيه" وبين "هدى للمتقين " وليس هو تأكيدا لنفي العوج . "

__________________
١٠
1- لفظة " يومئذ ". مفتوحة الميم .. ومكسورة الميم
وردت في كتاب الله تعالى – مفتوحة الميم – " يَوْمَئِذٍ " في حوالي ((64)) موضعا .
قال تعالى : (( كَلاَّ إِذَا دُكَّتِ الأَرْضُ دَكًّا دَكًّا (21) وَجَاءَ رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفًّا صَفًّا (22) وَجِيءَ يَوْمَئِذٍ بِجَهَنَّمَ يَوْمَئِذٍ يَتَذَكَّرُ الإِنسَانُ وَأَنَّى لَهُ الذِّكْرَى (23)). [سورة الفجر ].

وجاءت مكسورة الميم " يَوْمِئِذٍ " في موضعين ، في سورة هود.
قال تعالى : (( فَلَمَّا جَاءَ أَمْرُنَا نَجَّيْنَا صَالِحًا وَالَّذِينَ آمَنُواْ مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مِّنَّا وَمِنْ خِزْيِ يَوْمِئِذٍ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ الْقَوِيُّ الْعَزِيزُ )).[هود/(66)].

وكذلك في سورة المعارج ، قال تعالى : (( يُبَصَّرُونَهُمْ يَوَدُّ الْمُجْرِمُ لَوْ يَفْتَدِي مِنْ عَذَابِ يَوْمِئِذٍ بِبَنِيهِ )).
"يُبَصَّرُونَهُمْ" أَيْ يُبْصِر الْأَحْمَاء بَعْضهمْ بَعْضًا وَيَتَعَارَفُونَ وَلَا يَتَكَلَّمُونَ وَالْجُمْلَة مُسْتَأْنَفَة "يَوَدّ الْمُجْرِم" يَتَمَنَّى الْكَافِر "لَوْ" بِمَعْنَى أَنْ "يَفْتَدِي مِنْ عَذَاب يَوْمئِذٍ" بِكَسْرِ الْمِيم وَفَتْحهَا. 
هذا من تفسير الجلالين
أي يجوز الوجهين بكسر الميم وفتحها. 

وفي سورة هود:
(فلمَّا جَاءَ أَمْرُنَا نَجَّيْنَا صَالِحًا وَالَّذِينَ آمَنُواْ مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مِّنَّا وَمِنْ خِزْيِ يَوْمِئِذٍ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ الْقَوِيُّ الْعَزِيزُ ) .
في تفسير الجلالين:
"فَلَمَّا جَاءَ أَمْرنَا" بِإِهْلَاكِهِمْ "نَجَّيْنَا صَالِحًا وَاَلَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ" وَهُمْ أَرْبَعَة آلَاف "بِرَحْمَةٍ مِنَّا" نَجَّيْنَاهُمْ "وَمِنْ خِزْي يَوْمئِذٍ" بِكَسْرِ الْمِيم إعْرَابًا وَفَتْحهَا بِنَاء لِإِضَافَتِهِ إلَى مَبْنِيّ وَهُوَ الْأَكْثَر "إنَّ رَبّك هُوَ الْقَوِيّ الْعَزِيز" .
_____________________
٩
لفظة " يَنظُرُونَ " بفتح الياء ..
لفظة " يُنظَرُونَ " بضم الياء .

وردت لفظة " يُنظَرُونَ " بضم الياء .. في ست مواضع : وهي من الانتظار والإمهال.
كقوله تعالى : (( وَإِن كَانَ ذُو عُسْرَةٍ فَنَظِرَةٌ إِلَى مَيْسَرَةٍ وَأَن تَصَدَّقُواْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ (280) )).[البقرة].

قال تعالى : (( إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَمَاتُوا وَهُمْ كُفَّارٌ أُوْلَئِكَ عَلَيْهِمْ لَعْنَةُ اللَّهِ وَالْمَلائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ (161) خَالِدِينَ فِيهَا لاَ يُخَفَّفُ عَنْهُمُ الْعَذَابُ وَلاَ هُمْ يُنظَرُونَ )).[البقرة/162]. 

قال تعالى : (( وَإِذَا رَأى الَّذِينَ ظَلَمُواْ الْعَذَابَ فَلاَ يُخَفَّفُ عَنْهُمْ وَلاَ هُمْ يُنظَرُونَ (85) )).[النحل ]. 
فلا يمهلون لتوبة أو معذرة .
جاء في تفسير الجلالين :
" (خالدين فيها) أي اللعنة والنار المدلول بها عليها (لا يخفف عنهم العذاب) طرفة عين (ولا هم ينظرون) يمهلون لتوبة أو لمعذرة ".

ووردت لفظة " يَنظُرُونَ " بالفتح .. في حوالي 19 موضعا : وهي من النظر والرؤية .
كقوله تعالى : (( فَنَظَرَ نَظْرَةً فِي النُّجُومِ (88) فَقَالَ إِنِّي سَقِيمٌ )).[الصافات].

قال تعالى : (( هَلْ يَنظُرُونَ إِلاَّ أَن يَأْتِيَهُمُ اللَّهُ فِي ظُلَلٍ مِّنَ الْغَمَامِ وَالْمَلائِكَةُ وَقُضِيَ الأَمْرُ وَإِلَى اللَّهِ تُرْجَعُ الأُمُورُ (210) )).[البقرة].

قال تعالى : (( هَلْ يَنظُرُونَ إِلاَّ السَّاعَةَ أَن تَأْتِيَهُم بَغْتَةً وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ (66) )).[الزخرف ].

قال تعالى : (( إِنَّ الأَبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍ (22) عَلَى الأَرَائِكِ يَنظُرُونَ (23) )).[المطففين ].


____________________
٨
لفظة " القوا " وردت في القرآن الكريم على ثلاث حالات وهي :

1- " أَلْقَوْا " بفتح القاف ، وسكون الواو.
2- " أَلْقُواْ " بضم القاف ، وضم الواو
3- " أُلْقُوا " بضم الألف ، وضم القاف


" أَلْقَوْا " بفتح القاف ، وسكون الواو :

قال تعالى : (( قَالَ أَلْقُواْ فَلَمَّا أَلْقَوْا سَحَرُواْ أَعْيُنَ النَّاسِ وَاسْتَرْهَبُوهُمْ وَجَاؤُوا بِسِحْرٍ عَظِيمٍ )).[ الأعراف/(116)].


وقال تعالى : (( فَلَمَّا جَاءَ السَّحَرَةُ قَالَ لَهُم مُّوسَى أَلْقُواْ مَا أَنتُم مُّلْقُونَ (80) َفلَمَّا أَلْقَوْا قَالَ مُوسَى مَا جِئْتُم بِهِ السِّحْرُ إِنَّ اللَّهَ سَيُبْطِلُهُ إِنَّ اللَّهَ لاَ يُصْلِحُ عَمَلَ الْمُفْسِدِينَ )).[ يونس/(80-81)].

" أَلْقُواْ " بضم القاف ، وضم الواو :

قال تعالى : (( قَالَ لَهُم مُّوسَى أَلْقُوا مَا أَنتُم مُّلْقُونَ (43) فَأَلْقَوْا حِبَالَهُمْ وَعِصِيَّهُمْ وَقَالُوا بِعِزَّةِ فِرْعَوْنَ إِنَّا لَنَحْنُ الْغَالِبُونَ (44) فَأَلْقَى مُوسَى عَصَاهُ فَإِذَا هِيَ تَلْقَفُ مَا يَأْفِكُونَ (45) فَأُلْقِيَ السَّحَرَةُ سَاجِدِينَ (46) )[سورة الشعراء].

قال تعالى : (( قَالَ بَلْ أَلْقُوا فَإِذَا حِبَالُهُمْ وَعِصِيُّهُمْ يُخَيَّلُ إِلَيْهِ مِن سِحْرِهِمْ أَنَّهَا تَسْعَى )).[سورة طه/(66)].

" أُلْقُوا " بضم الألف ، وضم القاف:

قال تعالى : (( وَإِذَا أُلْقُوا مِنْهَا مَكَانًا ضَيِّقًا مُقَرَّنِينَ دَعَوْا هُنَالِكَ ثُبُورًا )).[ الفرقان/(13)] .
أي طرحوا في النار.

وقال تعالى : (( وَلِلَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ عَذَابُ جَهَنَّمَ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ (6) إِذَا أُلْقُوا فِيهَا سَمِعُوا لَهَا شَهِيقًا وَهِيَ تَفُورُ )).[الملك/(7)].

_________________________
٧
لفظة : (( سنة )) :
سِنَة : بكسر السين وفتح النون 
سَنَة : بفتح السين والنون. 
سُنَّة : بضم السين وتشديد النون.
سِّنَّةُ : بكسر السين وتشديد النون. 

سِنَة : بكسر السين وفتح النون :
مصدر وسن ، وهو نعاس يتقدّم النَّوم ، غفوة وغفلة ، نوم قصير ، وجاءت في آية الكرسي قال الله تعالى : { اللهُ لاَ إِلَهَ إلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لاَ تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلاَ نَوْمٌ } سورة البقرة .


سَنَة : بفتح السين والنون : 
جمع سِنون وسَنوات : 
1 - فترة من الزَّمن مُدَّتها اثنا عشر شَهْرًا قال تعالى : { يَوَدُّ أَحَدُهُمْ لَوْ يُعَمَّرُ أَلْفَ سَنَةٍ } ، وقوله تعالى : { لِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ } .

2 - جَدْب وقحط " { وَلَقَدْ أَخَذْنَا ءَالَ فِرْعَوْن بِالسِّنِينَ وَنَقْصٍ مِنَ الثَّمَرَاتِ } .
• أخَذهم الله بالسِّنين : أذاقهم العذاب . 


سُنَّة : بضم السين وتشديد النون.

جمع سُنَن : 
1 - طريقة ، نهج ، تصرُّف يتَّبعه أناسٌ من جماعة أو منطقة معيّنة " اتَّبع سُنَّة أستاذه في البحث " 
• جاء بالحديث على سُنَّته : على وجهه ، - سُنَّة الطَّبيعة : قانونُها وناموسُها . 
2 - سيرة حميدةً كانت أم ذميمة " { وَمَا مَنَعَ النَّاسَ أَنْ يُؤْمِنُوا إِذْ جَاءَهُمُ الْهُدَى وَيَسْتَغْفِرُوا رَبَّهُمْ إلاَّ أَنْ تَأْتِيَهُمْ سُنَّةُ الأَوَّلِينَ } " 
( سنة الأولين ) لأن سنة الله الإهلاك بالإشراك ، والإكرام على الإسلام . 
3 - حُكم الله في خَلْقه " { وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللهِ تَبْدِيلاً } " . 
4 - ( لحديث ) ما يُنسب إلى النَّبيّ صلّى الله عليه وسلّم من قولٍ أو فعلٍ أو تقرير " عَلَيْكُمْ بِسُنَّتِي [ حديث ] " . 


سِّنَّةُ : بكسر السين وتشديد النون. 
السِّنَّةُ : الفَأْسُ لها خَلْفَانِ : رأْسانِ ، أو الحديدةُ التي تُحْرَثُ بها الأَرضُ كالسِّكَّةِ . والجمع : سِنَنٌ . 
______________________
٦
لفظة (( كل )) :

كل : بفتح الكاف
كل : بضم الكاف. 

"كل" بفتح الكاف : 

من الكل : وهو الضعف والعجز .
وقد جاءت في قوله تعالى : (( وضرب الله مثلا رجلين أحدهما أبكم لا يقدر على شيء وهو كَلّ على مولاه أينما يوجهه لا يأت بخير هل يستوي هو ومن يأمر بالعدل وهو على صراط مستقيم )). [ النحل/76 ].
(( و هو كل على مولاه)) أي ثقل و عيال على من يلي و يدبر أمره ، فلا يستطيع أن يدبر أمر نفسه لعجزه .
جاء في تفسير الجلالين : " وضرب الله مثلا رجلين أحدهما أبكم : ولد أخرس (لا يقدر على شيء) لأنه لا يفهم ، ولا يفهم (وهو كل) ثقيل (على مولاه) ولي أمره (أينما يوجهه) يصرفه ( لا يأت بخير) منه ".

وأما "كل" بضم الكاف :

فهو عبارة عن حرف ، يفيد العموم المطلق عادة .
فهو اسم موضوع لاستغراق أفراد المنكر ... وأجزاء المفرد المعرف " .
وعليه فإن " كل" لفظ من ألفاظ الشمول ، وأسلوب من أساليب الاستغراق ..
وهو موجود بكثرة في كتاب الله تعالى ، من ذلك :
قوله تعالى : (( كل نفس ذائقة الموت وإنما توفون أجوركم يوم القيامة )).[ آل عمران/185 ].
قوله تعالى : (( إلى الله مرجعكم وهو على كل شيء قدير )).[هود/04].
وقوله تعالى : (( الله يعلم ما تحمل كل أنثى وما تغيض الأرحام وما تزداد وكل شيء عنده بمقدار )).[ الرعد/08 ].

_______________________
٥

لفظة ( سخريا ) :
سِخرياً : بكسر السين
سُخرياً : بضم السين

• سِخرياً (بكسر السين) :
هي من الاستهزاء والسخرية 

قال الله تعالى : {فَاتَّخَذْتُمُوهُمْ سِخْرِيًّا حَتَّى أَنْسَوْكُمْ ذِكْرِى وَكُنْتُمْ مِنْهُمْ تَضْحَكُونَ } (المؤمنون/١١٠).

وقال تعالى : {أَتَّخَذْنَاهُمْ سِخْرِيًّا أَمْ زَاغَتْ عَنْهُمُ الأَبْصَارُ} (ص/٦٣)

ومنه قوله تعالى : {فَيَسْخَرُونَ مِنْهُمْ سَخِرَ اللَّهُ مِنْهُمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} (التوبة/٧٩) .

• سُخرياً (بضم السين) :
هي من باب الإستغلال والتسخير.

قال تعالى : {وَرَفَعْنَا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِيَتَّخِذَ بَعْضُهُمْ بَعْضًا سُخْرِيًّا} (الزخرف/٣٢)

قال الشيخ السعدي : " أي ليسخر بعضهم بعضاً في الأعمال والحرف والصنائع ، فلو تساوى الناس في الغنى ، ولم يحتج بعضهم إلى بعض لتعطلت كثير من مصالحهم ومنافعهم " أهـ

ومنه سخّر: أي ذلل وقهر .

قال تعالى : {وَسَخَّرَ لَكُمُ الْفُلْكَ لِتَجْرِيَ فِي الْبَحْرِ بِأَمْرِهِ وَسَخَّرَ لَكُمُ الأَنْهَارَ ▪️ وَسَخَّر لَكُمُ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ دَائِبَيْنَ وَسَخَّرَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ} (إبراهيم/٣٢-٣٣) .
أي تسخير منفعة.
_______________________
٤
لفظة (( العالمين )):

"العالمين" : بفتح اللام
"العالمين" : بكسر اللام


"العالمين" : بفتح اللام ومفردها عالم : 
وقد وردت في خمسا وسبعين موضعا (75) موضعا.
قال تعالى : ((تبارك الذي نزل الفرقان على عبده ليكون للعالمين نذيرا )).[الفرقان/01].
في تفسير الجلالين : " الذي نزل الفرقان ، القرآن لأنه فرق بين الحق والباطل (على عبده) محمد (ليكون للعالمين) الإنس والجن دون الملائكة (نذيرا) مخوفا من عذاب الله".
وقال تعالى : ((والتي أحصنت فرجها فنفخنا فيها من روحنا وجعلناها وابنها آية للعالمين )). [الانبياء/91 ].
جاء في التفسير: (( وجعلناها وابنها آية للعالمين ) الإنس والجن والملائكة حيث ولدته من غير رجل ".


أما لفظة "العالمين" : بكسر اللام ، ومفردها عالم : وهو الذي اكتسب العلم ، 
فوردت في موضع واحد في سورة الروم :
قال تعالى : (( ومن آياته خلق السماوات والأرض واختلاف ألسنتكم وألوانكم إن في ذلك لآيات للعالمين )). أي آيات لذوي العقول وأولي العلم.

______________________
٣
لفظة ( الآخر ) :
الآخَر : بفتح الخاء
الآخِر : بكسر الخاء

• الآخَر - بفتح الخاء - :
بمعنى ثان ٍ وكل شيء يجوز أن يكون له ثالث وما فوق ذلك - من نفس النوع - يقال فيه آخَر .
قال تعالى : {ثُمَّ أَنْشَأْنَاهُ خَلْقًا آخَرَ } (المؤمنون/١٤) ، أي نفخ فيه الروح .
 ويقال للمؤنث (أخرى) ، كما في قوله : { وَأَنَّ عَلَيْهِ النَّشْأَةَ الأُخْرَى} (النجم/٤٧)
أي كما خلق البداءة فهو قادر على الإعادة ، وهي النشأة الآخرة يوم القيامة .

• الآخِر - بكسر الخاء - :
ما لم يكن له ثالث فما فوق ذلك ،
قيل الاول والآخِر، كما في 
قوله تعالى : { ثُلَّةٌ مِّنَ الأَوَّلِينَ وَقَلِيلٌ مِّنَ الآخِرِينَ} بكسر الخا ء ، 
والآخرين هم أمة محمد عليه الصلاة والسلام - كما قال أهل التفسير .
وقال تعالى : { هُوَ الأَوَّلُ وَالآخِرُ } (الحديد/٣)
الآخِر : أي الباقي بعد فناء كل شيء ، والذي لاشيء بعده
ولا تقول : ( الآخَـر ) بفتح الخاء ؛ لأنك لو قلت ذلك (أي بفتح الخاء) ، لأشركت مع الله إلهًا ثانيًا ، سبحانه وتعالى عما يصفون  .
ويقال : ربيع الأول وربيع الآخِر ( وهو ربيع الذي لا ربيع بعده في هذه السنة) .

_______________________
٢
لفظة (( حمل )):

حمل بفتح الحاء : 
حمل بكسر الحاء : 


حِمل : بكسر الحاء : ما كان محمولاً على الظهر والرأس ، وما على ظهر الدّابة وغيرها ، ، كما في قوله تعالى: ( وَلِمَنْ جَاءَ بِهِ حِمْلُ بَعِيرٍ وَأَنَا بِهِ زَعِيمٌ )

ويستعار لحمل الذنوب ، كما في قوله تعالى : (ليحملوا أوزارهم كاملة يوم القيامة ومن أوزار الذين يضلونهم بغير علم ألا ساء ما يزرون )


حَمل : بفتح الحاء : ما في بطن المرأة وجمعه أحمال ، كما في قوله تعالى : ( يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا ..) الآية 

_________________
١
لفظة " السلم " لها ثلاثة أوجه :

" السِّلْمِ " بكسر السين وسكون اللام
" السَّلَمَ " بفتح السين واللام
" السَّلْمِ " بفتح السين وسكون اللام 

السلم والسلامة : الخلو من الآفات الظاهرة والباطنة .
وقيل: السلم اسم ضد الحرب ، 
والإسلام : الدخول في السلم ، وهو أن يسلم كل واحد منهما أن يناله من ألم صاحبه ، ومصدر أسلمت الشيء إلى فلان : إذا أخرجته إليه ، 
ومنه : السلم في البيع.

وإليكم بعض الآيات :
1- لفظة " السِّلْمِ " بكسر السين وسكون اللام . وردت في :
قول الله تعالى : (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ ادْخُلُواْ فِي السِّلْمِ كَافَّةً وَلاَ تَتَّبِعُواْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ )).[البقرة/ 208]. أي في الإسلام والتزموا بجميع أحكامه ، وقيل ادخلوا في الطاعة .

2- ولفظة " السَّلَمَ " بفتح السين واللام .وردت في
قول الله تعالى : (( فَإِنِ اعْتَزَلُوكُمْ فَلَمْ يُقَاتِلُوكُمْ وَأَلْقَوْا إِلَيْكُمُ السَّلَمَ فَمَا جَعَلَ اللَّهُ لَكُمْ عَلَيْهِمْ سَبِيلاً )).[النساء/90]. أي استسلموا .

3- ولفظة " السَّلْمِ " بفتح السين وسكون اللام . وردت في : 
قول الله تعالى : (( فَلا تَهِنُوا وَتَدْعُوا إِلَى السَّلْمِ وَأَنتُمُ الأَعْلَوْنَ وَاللَّهُ مَعَكُمْ وَلَن يَتِرَكُمْ أَعْمَالَكُمْ )).[محمد/35]. 
جاء في تفسير الجلالين : " ( فلا تهنوا) تضعفوا (وتدعوا إلى السلم) بفتح السين وكسرها أي الصلح مع الكفار إذ لقيتموهم (وأنتم الأعلون) حذف منه واو لام الفعل الأغلبون القاهرون (والله معكم) بالعون والنصر (ولن يتركم) ينقصكم (أعمالكم) أي ثوابها".

وعند ابن كثير : " وتدعوا إلى السلم " أي المهادنة والمسالمة ووضع القتال بينكم وبين الكفار في حال قوتكم وكثرة عددكم وعدتكم ، ولهذا قال : (( فلا تهنوا وتدعوا إلى السلم وأنتم الأعلون )). أي في حال علوكم على عدوكم ". 


والله اعلم

========

مقدمة :
لقد اختار الله جل جلاله اللغة العربية لتكون لغة مقدسة خالدة ، ارتبطت بالرسالة الإسلامية إذ أنزل بها القرآن المجيد ، لهداية الناس ورحمة العالمين ، 
ولله در شاعر النيل حافظ إبراهيم عندما قال في قصيدته الشهيرة :


وَسِعْتُ كِتَابَ الله لَفْظَاً وغَايَةً… 
وَمَا ضِقْتُ عَنْ آيٍ بهِ وَعِظِاتِ 

فكيفَ أَضِيقُ اليومَ عَنْ وَصْفِ آلَةٍ 
وتنسيقِ أَسْمَاءٍ لمُخْتَرَعَاتِ

أنا البحرُ في أحشائِهِ الدرُّ كَامِنٌ… 
فَهَلْ سَأَلُوا الغَوَّاصَ عَنْ صَدَفَاتي 

ويُعتبر النقط والشكل في الكتابة العربية أثرًا من آثار الإسلام فيها ، ذلك لأن الكتابة في العصر الجاهلي لم تكن منقوطة ولا مشكولة ، غير أنه لما اختلط العرب بالأعاجم فشا اللحن في كلامهم ، وأخذ الفساد يتطرق إلى العربية

وقد وضع أبو الأسود الدؤلي النحو بتكليف من زياد أمير العراق 67 هـ - 686 م .
واستعان الدؤلي في ذلك بعلامات كانت عند السريان يدلون بها على الرفع والنصب والجر ، ويميزون بها بين الاسم والفعل والحرف ....

ثم جاء أبو عبد الرحمن الخليل بن أحمد الفراهيدي البصري وهو عربي النسب من الأزد، ولد في عُمان عام 100 هـ، وهو مؤسس علم العروض ومعلم سيبويه وواضع أول معجم للغة العربية وهو العين .

ويعتبر الفراهيدي أحد أئمة اللغة والأدب و يرجع إليه الفضل في تأسيس علم العروض ووضع أول معجم عربي، وله ريادته في اللغة والنحو ووضع علامات ثمان هي :
الفتحة والكسرة والضمة والسكون والشدة والمدة وعلامات الصلة والهمزة .

وتلقى العلم على يديه العديد من الطلاب الذين أصبح لهم شأن عظيم في اللغة مثل سيبويه، والكسائي، والنضر بن شميل، والأصمعي وغيرهم.
وقد عرف الخليل بتواضعه وزهده وورعه فكان يحج كل سنتين مرة، هذا بالإضافة لعلمه الغزير .

فلنتأمل هذه الألفاظ ..

مَلَكَ : بفتح اللام 
(مفرد من ملائكة) ويقصد به جبريل عليه السلام او غيره من ملائكة الرحمن ..
الملائكة هم مخلوقات ، ويؤمن المسلمون بأنها مخلوقات خلقهم الله من نور وأنهم يعبدون الله وحده لا غير له ولا يعصون الله ما امرهم ويفعلون ما يأمرهم به. 
قال الله تعالى : (الْحَمْدُ لِلَّهِ فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ جَاعِلِ الْمَلَائِكَةِ رُسُلًا أُولِي أَجْنِحَةٍ مَثْنَى وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ يَزِيدُ فِي الْخَلْقِ مَا يَشَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ).

مَلِكٌ : بكسر اللام 
ويقصد به الحاكم وغيره من ملوك الأرض ..
كما في قوله تعالى ( وكان وراءهم مَلِكٌ يأخذ كل سفينة غصبا ) .

هناك 5 تعليقات:

  1. تستحقون الثناء حقا و الله الموفق

    ردحذف
  2. جزاكم الله خيراً وبارك فيكم

    ردحذف
  3. مجهود رائع االه يكتب اجرك اتمنى ان تضيف على العمل وتصدر له كتاب

    ردحذف
  4. جزاكم الله خير الجزاء عمل عظيم

    ردحذف