الشهادة الجامعية في الهندسة - جامعة الملك سعود بالرياض..
اعمل في القطاع الخاص وحاصل على العديد من الدورات التخصصية ( الفنية والإدارية ) ..

أحمد ربي على نعمة الإسلام ، وافتخر بأني اكتب وأتكلم بلغة الضاد ، وأحب التعمق فيها ومعرفة أسرارها والبحث عن معاني مفرداتها ومترادفاتها ، فهي بحر عميق ، ولا عجب فهي لغة كتاب ربنا ومصدر عزنا ومجدنا.

إن الذي ملأ اللغات محاسناً **** جعل الجمال وسره في الضاد

اكتب ما يمليه علي ضميري من الواجبات الدينية والوطنية..


الاثنين، 13 يناير 2014

طرائف ونوادر من الأدب العربي

طرائف ونوادر أدبية :
طرائف : جمع طريفة ، وطرائف الحديث : مختاراته.
نادِرة :جمع نادِرات ونوادِرُ ، وهي كتابات وأقوال وأحاديث تتميّز بالطرافة والتسلية
« نوادر الكلام »: غرائبه وطرائفه وما شذ منه وخرج عن المألوف ، وما كان منه فصيحا مستجادا .

وليس شرطاً في الطُّرفة أن يستغرب قارئها ضحكاً ، حتى يستلقي على ظهره عجباً ، وإنما يكفي ظاهر التبسم ، أو باطن الرضى ، لأن الغرض الأدب ، والمقصود المتعة بالشعر .


ويعتقد البعض أن سلفنا الصالح منذ عصر النبوة وحتى اليوم ، أنهم لا يعرفون للابتسام حظاً ولا مكاناً ، والذي يطلع على قصص السلف الصالح  يجد الكثير من القصص والنوادر والمُلح التي تتهلل لها الأسارير وفيها مع ذلك من الدروس والعظات والعبر .
فعن أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال: قالوا " يا رسول الله إنك تداعبنا "  ، فقال صلى الله عليه وسلم " إني لا أقول إلا الحق ". 
ولا يستغني أهل الأدب معرفة ظريف المضحكات ، وشريف المفاكهات ، إذا لاطفوا ظريفا ، أو مازحوا شريفا ...
فقد قال الأصمعي : بالعلم وصلنا وبالمُلح نلنا .

فمن خلال هذه الصفحة سنعيش مع مختارات من الطرائف والنوادر الأدبية وهي عبارة عن حلقات  ...

=============

الحلقة (٣٧) :


➖ قال العتابي : خرج المهدي وعلي بن سليمان إلى الصيد ومعهما أبو دلامة - وكان أبو دلامة صاحب نوادر- فرمى المهدي ظبياً فأصابه ، ورمى علي بن سليمان ظبياً فأخطأه وأصاب كلباً ، فضحك المهدي ، وقال: يا أبا دلامة ، قل في هذا ، فقال :


قد رمَى المهديُّ ظبيًا 

شكَّ بالسَّهْمِ فُؤادَهْ


وعليُّ بنُ سليما 

نَ رمَى كلبًا فصادَهْ


فهنيئًا لكما كُلْـ 

ـلُ امرئٍ يأكُلُ زادَهْ


فأمر له بثلاثين ألف درهم .


📚 [كتاب " وفيات الأعيان " - لابن خلكان]



 ➖ قالَ شاعرٌ أعورُ العينِ اليُمنَى مشَى إلَى جانبِه أعورُ العينِ اليُسْرَى :


ألمْ تَرَنا إذا سِرْنا جميعًا

إلَى الحاجاتِ ليس لها نظيرُ


أسايِرُهُ علَى يُمْنَى يديْهِ 

وفي ما بينَنا رجلٌ ضريرُ


📚 [ من كتاب :الشُّعور بالعور - لصلاح الدين الصفدي] .


➖ وقالَ ابنُ الورديِّ في ديوانه :


أعورُ باليُمْنَى إلَى جَنْبِهِ 

أعوَرُ باليُسْرَى قدِ انضَمَّا


فقلتُ يا قَوْمِ انظُروا واعجَبوا 

مِنْ أعوَرَيْنِ اكْتَنَفا أَعْمَى

=============

الحلقة (٣٦) :


حكى أبو الخطاب ابن عون الحريري النحوي الشاعر أنه دخل على أبي العباس النامي ، قال : فوجدته جالسا ، ورأسه كالثغامة بياضا، وفيه شعرة واحدة سوداء ، فقلت له: يا سيدي ! في رأسك شعرة سوداء ، فقال : نعم ، هذه بقية شبابي، وأنا أفرح بها ، ولي فيها شعر ، فقلت : أنشدنيه، فأنشدني:


رأيتُ في الرَّأسِ شعرةً بقيَتْ 

سوداء تهوَى العيونُ رؤيتَها


فقلتُ للبِيضِ إذْ تُرَوِّعُها 

باللهِ ألَّا رَحِـمْتِ غُرْبَتَها


فقَلَّ لبثُ السَّوداءِ في وطنٍ 

تكونُ فيه البيضاءُ ضرَّتَها


ثم قال : يا أبا الخطَّاب ! بيضاء واحدة تُروِّعُ ألفَ سوداء ، فكيف حال سوداء بين ألف بيضاء ؟


📚 [وفيات الأعيان - ابن خلكان ]



🔸 الثُّقلاءِ:


وممَّا قيلَ في ثقيلٍ:


أنتَ يا هذا ثقيلُ 

وثقيلٌ وثقيلُ


أنتَ في المنظرِ إنسا 

نٌ وفي المخبرِ فيلُ


لو تعرَّضْتَ لظِلٍّ 

فسدَ الظِّلُّ الظَّليلُ


وكان الأعمشُ إذا حضرَ مجلسَه ثقيلٌ يُنشِدُ :

فما الفيلُ تحملُه ميِّتًا 

بأثقلَ من بعضِ جُلَّاسِيَا


📚 [شرح المقامات للشريشي]


=============

الحلقة (٣٥) :


ومن الطرائف والنوادر : 


• كتبَ أبو الشّيص إلى رجل كان وعده بمخدَّة ، فأبطأت عليه ، فقال :


يا صديقي وخليلي 

وأخي في كُلِّ شِدَّهْ


ليتَ شعري هَلْ زَرَعْتُمْ 

بَذْرَ كَتَّانِ الـمِخَدَّهْ ؟!


 [ديوان المعاني ، لأبي هلال العسكري]

_____________


•  ومن الطرائف أنَّ أعرابيًّا ضلَّ الطريق ، فماتَ جزعًا، وأيقنَ بالهلاك ، فلـمَّا طلع القمر اهتدى ، ووجد الطريق ، فرفع إليه رأسه ليشكره ، فقال له : واللهِ ، ما أدري ما أقول لك ، ولا ما أقول فيك !

أقول : رفعك الله ، فالله قد رفعك ،

أم أقول: نَوَّرَك الله ، فالله قد نوَّرك ،

أم أقول : حسَّنك الله ، فالله قد حسَّنك ، ولكن ما بقي إلا الدعاء أن يُنسِئَ الله في أجَلِكَ ، وأن يجعلَني من السُّوء فداءكَ.


 [شرح المقامات للشريشي]


___________


• خرجَ ثلاثة أُدباء لنزهة خارج مُرْسية ، وصلَّوا خلف إمام بمسجد قرية ، فأخطأ في قراءته ، وسها في صلاته ، فلما خرج أحدهم كتب على حائط المسجد :


يا خَجْلَتي لصلاةٍ 

صلَّيْتُها خَلْفَ خَلْفِ


فلمَّا خرج الثاني كتب تحته:

أغُضُّ عنها حياءً 

من المهيمنِ طَرْفي


فلما خرج الثالث كتب تحته:

فليس تُقْبَلُ مِنَّا 

لو أنَّها أَلْفُ أَلْفِ


 [نفحِ الطِّيب من غصن الأندلس الرَّطيب ، للمقريّ]


=============

الحلقة (٣٤) :

[ من أولى بالغم ؛ أنا أم أنت ؟ ]

ذكر القفطي في ترجمة أبي عمرو بن العلاء في ( إنباه الرواة 4/132 ) قال :  سأل رجل أبا عمرو بن العلاء حاجة فوعده بها . ثم إن الحاجة تعذرت على أبي عمرو ، فلقيه الرجل بعد ذلك ، فقال له : يا أبا عمرو ، وعدتني وعدًا فلم تنجزه !
فقال له أبو عمرو : من أولى بالغم ؛ أنا أم أنت ؟
قال الرجل : أنا .
قال أبو عمرو : لا ، بل أنا والله .
قال : وكيف ذلك أصلحك الله ؟!
قال : لأني وعدتك وعداً ، فأنت بفرح الوعد ، وأنا بهم الإنجاز ، وبت ليلتك فرحًا مسرورًا ، وبت ليلتي مفتكرًا مهمومًا ، ثم عاق القدر عن بلوغ الإرادة ، فلقيتني مدلاً ، ولقيتك محتشماً !  

=============

الحلقة (٣٣) :

قال منصور مهران :

حججت سنة وكان موسم الحج في أشد أوقات الحر ، وبعد أن رميت الجمرات رجعت إلى خيمتي ، وفي الطريق مررت بمسجد الخيف وكان على يميني ، وبعده بخطوات كان على يساري (هنجر) ينبعث منه هواء بارد كأنه آتٍ من الجنة ، فنظرت فوجدت قوما نياما قد تغطوا بملابس الإحرام فأعجبني هدوء المكان وسكون النيام ، فتسللت ونمت بينهم ساعة أو بعض ساعة ، ثم انتبهت من شدة البرودة وقد أخذتني منها رعدة فطفقت ألفلف جسدي بما معي من ثياب الإحرام ووقفت مزمعا الخروج .
وتأملت النائمين من حولي فلاحظت نومهم جميعا وهم على ظهورهم وقد غطوا وجوههم ورؤوسهم فزادت رعدتي وتوجست منهم خيفة وتوجهت نحو الباب الذي لم يغلق أبدا وخرجت فإذا برجل جالس في مدخل المكان وظهره إلى النيام ووجهه إلى الطريق يتأمل الذاهبين والراجعين فلما ساويته نظر إليَّ مبهوتا وفز عن كرسيه فرفعت رأسي أنظر إلى لوحة عريضة كتبوا عليها :

( مركز تجميع الموتى )

والتفت إلى الرجل فصرخ وتوالى صراخه وفرّ هاربا يصدم المارة ويصدمونه فجريت وراءه وكلما التفت ورآني أتبعه زاد صراخه واشتد في جريه حتى جئت خيمتي فعجت إليها وتركت الرجل يجري ولا أظنه من شدة الوجل عاد إلى كرسيه بل عاد محمولا ليأخذ مكاني بين الأموت .

لقد ظنني المسكين ميتا من جماعته الذين يحرسهم بعثه الله ، أو عفريتا من قرناء الموتى جاء يودع قرينه ثم انصرف ، فخاف وهرول ولو كان حيا فحلف أنه رأى جِنّيّا في عز النهار وهو موقن بما رأى لوصمه الناس بالجنون ولوجدته الآن في شهار بالطائف ( شهار منطقة بالطائف تستقر فيه مستشفى الأمراض العقلية ) .

=============

 الحلقة (٣٢) :

[ بيع الشِّعْر بالشِّعْر " ربا " ]
 
 قصد تمام بن حبيب ابن أوس الطائي عبد الله بن طاهر بعد موت أبيه أبي تمام فاستنشده ( أي طلب منه) فانشده :

حياك رب الناس حياكا
إذ بجمال الوجه رواكا

بغداد من نورك قد أشرقت
وأورق العود بجدواكا

فأطرق عبد الله ساعة ثم قال :

حياك رب الناس حيــاكا
إنّ الذي أمّـلت أخطــــاكا

أتيت شخصاً قد خلا كيسه
ولو حـــوى شيئا لأعطـــاكا

فقال أيها الأمير إن بيع الشعر بالشعر " ربا " ؛ فاجعل بينهما فضلاً من المال !
فضحك منه ، وقال : لئن فاتك شعر أبيك فما فاتك ظرفه ، وأمر له بصلة .

من كتاب : (غرر الخصائص الواضحة - لأبي إسحاق برهان الدين - المعروف بالوطواط - المتوفى: ٧١٨ هـ )
__________

 [ لو صبرت لظفرت ]



سُئل عنترة - وهو أحد فرسان العرب ومن شعراء العصر الجاهلي - :
بم نلت الشجاعة ؟!
قال : بالصبر .
قيل له : كيف ؟
فقال: تعلمت ذلك في الصغر ، كنت ألعب أنا والصبيان ، فكلٌ منا يضع إصبعه في فم الآخر ؛ فأيُّنا سحب إصبعه الأول انهزم . 
فكلما أردت أن أسحب إصبعي من فمه ، قلت: لعله هو يريد أن يفعل ذلك قبلي . 
فإذا هو يفعله فأنتصر أنا. 
وهكذا في المعركة ، وهكذا انتصرت وغلبت الأبطال ... أي بالصبر والاحتمال ..

=============

الحلقة (٣١) :

[من أخبار الجبناء وأقوالهم وأشعارهم]

• ذكر النويري في كتابه (نهاية الأرب) نبذة من أخبارهم وأقوالهم وأشعارهم ، فقال:

- لِيمَ بعض الجبناء على جبنه ، فقال: أول الحرب شكوى ، وأوسطها نجوى ، وآخرها بلوى.

- وقال آخر: الحرب مقتلة للعباد ، مذهبة للطارف والتلاد.

- وقيل لجبان: لم لا تقاتل ؟
فقال: عند النطاح يغلب الكبش الأجم.

- وقالوا: الحياة أفضل من الموت ، والفرار في وقته ظفر.

- وقالوا: الشجاع ملقى ، والجبان موقى.

- وقالوا: الفرار في وقته ، خير من الثبات في غير وقته.

- وقالوا: السلم أزكى للمال ، وأبقى لأنفس الرجال.

- وقيل لأعرابي: ألا تعرف القتال ؟!
فإنَّ الله قد أمرك به.
فقال: والله إني لأبغض الموت على فراشي في عافية ، فكيف أمضي إليه ركضاً .

- وقيل لأعرابي: ألا تغزو العدوَّ؟
قال: وكيف يكونون لي عدوًّا، وما أعرفهم ولا يعرفوني؟!

- وقيل لجبان في بعض الوقائع: تقدم. فقال:
وقالوا: تقدم قلت لست بفاعل
أخاف على فخارتي أن تحطما

فلو كان لي رأسان أتلفت واحدًا ولكنه رأس إذا زال أعقما

وأوتم أولادًا وأرمل نسوة
فكيف على هذا ترون التقدما


- قال البديع الهمداني :

ما ذاق همًّا كالشجاع ولا خلا
بمسرةٍ كالعاجز المتواني
__________
• وجاء في كتاب " العقد الفريد " - لابن عبد ربه :
قال أبو دلامة: (كنت مع مروان أيام الضحاك الحروري، فخرج فارس منهم فدعا إلى البراز، فخرج إليه رجل فقتله، ثم ثان فقتله، ثم ثالث فقتله، فانقبض الناس عنه، وجعل يدنو ويهدر كالفحل المغتلم. فقال مروان: من يخرج إليه وله عشرة آلاف؟ قال: فلما سمعت عشرة آلاف هانت عليَّ الدنيا، وسخوت بنفسي في سبيل عشرة آلاف، وبرزت إليه، فإذا عليه فرو قد أصابه المطر فارمعلَّ (أي ترطب شديداً) ، ثم أصابته الشمس فاقفعلَّ (أي يبس) ، وله عينان تتقدان كأنهما جمرتان. فلما رآني فهم الذي أخرجني، فأقبل نحوي وهو يرتجز ويقول:
وخارج أخرجه حبُّ الطمع
فرَّ من الموت وفي الموت وقع
من كان ينوي أهله فلا رجع

فلما رأيته قنَّعت رأسي، وولَّيت هاربًا، ومروان يقول: من هذا الفاضح؟ لا يفتكم، فدخلت في غمار الناس)  .

• ومن الفرارين: (أمية بن عبد الله بن خالد بن أسيد، فرَّ يوم مرداء هجر من أبي فديك، فسار من البحرين إلى البصرة في ثلاثة أيام، فجلس يومًا بالبصرة، فقال: سرت على فرسي المهرجان من البحرين إلى البصرة في ثلاثة أيام. فقال له بعض جلسائه: أصلح الله الأمير، فلو ركبت النيروز لسرت إليها في يوم واحد. فلما دخل عليه أهل البصرة؛ لم يروا كيف يكلمونه، ولا ما يلقونه من القول، أيهنئونه أم يعزونه، حتى دخل عليه عبد الله بن الأهتم، فاستشرف الناس له، وقالوا: ما عسى أن يقال للمنهزم؟ فسلَّم ثم قال: مرحبًا بالصابر المخذول، الذي خذله قومه، الحمد لله الذي نظر لنا عليك، ولم ينظر لك علينا، فقد تعرضت للشهادة جهدك، ولكن علم الله تعالى حاجة أهل الإسلام إليك؛ فأبقاك لهم بخذلان من معك لك. فقال أمية بن عبد الله: ما وجدت أحدًا أخبرني عن نفسي غيرك) .
_______
• وفي كتاب " غرر الخصائص الواضحة " - لأبي إسحاق الوطواط :
قال : حُكي أنَّ عمرو بن معد يكرب مرَّ بحيٍّ من أحياء العرب، وإذا هو بفرس مشدود، ورمح مركوز، وإذا صاحبها في وهدة (هوة وحفرة) من الأرض يقضي حاجته، فقال له عمرو: خذ حذرك؛ فإني قاتلك لا محالة. فالتفت إليه، وقال له: من أنت؟ قال: أبو ثور عمرو بن معد يكرب. قال: أنا أبو الحارث، ولكن ما أنصفتني أنت على ظهر فرسك، وأنا في وهدة، فأعطني عهدك أن لا تقتلني حتى أركب فرسي، وآخذ حذري، فأعطاه عهدًا على ذلك، فخرج من الوهدة التي كان فيها، وجلس محتبيًا بحمائل سيفه، فقال له عمرو ما هذا الجلوس؟! قال: ما أنا براكب فرسي، ولا مقاتلك، فإن كنت نكثت العهد؛ فأنت أعلم ما يلقى الناكث، فتركه ومضى، وقال: هذا أجبن من رأيت) .
________


• وجاء في كتاب " نهاية الأرب "  - للنويري ، قال أبو الفرج الأصفهاني: كان أبو حَيَّةَ النُّمَيْريِّ  وهو الهيثم بن الربيع بن زرارة جبانًا بخيلًا كذَّابًا ، قال ابن قتيبة: وكان له سيف يسميه " لُعابَ المَنِيَّةِ  "  ليس بينه وبين الخشبة فرق ، قال: وكان أجبن الناس، قال: فحدَّثني جار له، قال: دخل ليلة إلى بيته كلب فظنَّه لصًّا، فأشرفت عليه، وقد انتضى سيفه ( أي أخرجه من غمده ) ، وهو واقف في وسط الدار يقول: أيها المغترُّ بنا، المجترئ علينا، بئس والله ما اخترت لنفسك، خيرٌ قليل، وسيفٌ صقيل، " لُعاب المنية " الذي سمعت به ، مشهورة ضربته ، لا تخاف نبوته ، اخرج بالعفو عنك قبل أن أدخل بالعقوبة عليك ، إني والله إن أدع قيسًا إليك لا تقم لها ، وما قيس ؟!
تملأ - والله - الفضاء خيلًا ورجلً ا، سبحان الله ! ما أكثرها وأطيبها.
وبينا هو كذلك إذ خرج الكلب فقال : الحمد لله الذى مسخك كلباً وكفاني حرباً!!
 ثمَّ قعدَ لا يدخلُ البيتَ ، فقيل له: ما لكَ لا تدخلُ؟!
فقالَ: لعلَّ اللِّصَّ في البيتِ ، وهذا كلبُه قد خرجَ !!.

=============

الحلقة (٣٠) :

[شعر البديهيات]

البحــــــرُ بحـرٌ والنخيلُ نخيل
والفيـــــل فيل والزراف طـــويل

والأرض أرض والسماء خلافها
والطـــير فيما بينهن يجــــــول

وإذا تعاصفت الرياح بروضة
فالأرض تثبت والغصون تميل

والماء يمشي فوق رمــل قاعـــد
ويرى له مهما مشـــى سيلول

🔘وينسب له أيضاً :
الأرض أرضٌ والسماء سماءُ
والماء مـــــاءٌ والهواء هــــواءُ

والروض روضٌ زينته غصونُه
والــــــــدوح دالٌ ثم واوٌ حــــاء

والبحر بحرٌُ والجبال رواسخٌ
والنور نورٌ والظلام عمــــــــاءُ

والحر ضد البرد قولٌ صــــادقٌ
والصيف صيفٌ والشتاء شتاءُ

والمسك عطرٌ والجمــال محببٌ
وجميع أشــياء الــورى أشياءُ

والمــرُّ مـــــرٌّ والحلاوة حــــلوةٌ
والنـــار قيل بأنهـــــا حمــــراء

كتاب : ( نزهة النفوس ومضحك العبوس ) - ابن سودون :
وهو شاعر هزلي وكاتب مصري ساخر 
له مؤلفات منها ( فن الخراع ) ،
=============
 الحلقة (٢٩) :

[ رفض عمّـه تزويجه ، وعندما قال هذه الأبيات دعاه فزوّجه ]


روى محمد بن الخطاب الكلابي أن فتى من الأعراب خطب ابنة عم له وكان معسراً، وأبى عمه أن يزوّجه !!

فكتب إلى ابنة عمه هذه الأبيات :

يا هذه كم يكون اللّوم والفَندُ
لا تعذلي رجلاً أثوابُهُ قِدَدُ

إن أُمسِ منفرداً فالبدرُ منفردٌ
واللَّيث منفردٌ والسَّيف منفردُ

أوْ كنتِ أنكرتِ طِمريه وقد خَلِقا
فالبحر من فوقه الأقذاء والزَّبَدُ

إنْ كانَ صرفُ الليالي رثَّ بزّته
فبين ثوبيه منها ضيغم لُبَدُ

قال: فدخلت بالأبيات على أبيها ، فقال لها : 
ما أُريد لك صداقاً غيرها ، فدعاه فزوَّجه إيَّاها.

=============

الحلقة (٢٨) :

[المفاصلة في السعر بالشعر]

يحكى أن الشاعر العباسي أبا نواس خرج يوماً يمشي في أحد أحياء الكوفة قبيل عيد الاضحى ، فرأى أعرابياً معه أغنام يسوقها ، فابتدره قائلا :
أيا صاحب الذود اللواتي يسوقها
بكم ذلك الكبش الذي قد تقدما ؟

فأجابه الأعرابي على الفور ، وشعراً من نفس الوزن والروي ، فقال :
أبيعكه إن كنت تبغي شراءه
ولم تكُ مزَّاحا بعشرين درهما

فقال أبو نواس :
أجدت رعاك الله رجع جوابنا
فأحسن إلينا إن أردت التكرما

فقال الأعرابي :
أحط من العشرين خمساً لأنني
أراك ظريفًا فاخرجنها مسلما

بيد أن أبا نواسٍ انصرف .

ويحكى أن الناس الذين كانوا متجمعين يشهدون هذه المفاصلة في السعر بالشعر ، قالوا للأعرابي : أتدري من كنت تكلم ؟ قال :لا
قالوا : إنه أبو نواس ، فما كان من الرجل إلا أن حمل الكبش وأسرع ، حتى أدرك أبا نواس ، فأقسم له إن لم يأخذه هدية منه خالصة ليتركن كل غنمه في الطريق .

=============
الحلقة (٢٧) :

[ أعرابي يصف فرسا لأمه كُفّيفة البصر ]


قال القالي: حدثنا أبو بكر بن دريد حدثني عمي عن أبيه، عن أبي الكلبي قال: ابتاع شاب من العرب فَرساً، فجاء إلى أمه وقد كُفّ بصرها ، فقال: يا أمي إني قد اشتريت فرسا، قالت: صفه لي ؟
قال: إذا اسْتَقبلَ فَظَبْيٌ نَاصِب، وإذا استدبر فهِقْلٌ خاضِب، وإذا استعرض فَسِيدٌ قارب، مُؤَلَّلُ المِسْمَعين ، طامِحُ الناظرين مُذَعْلَقُ الصَّبِيَّيْن.
قالت: أجْوَدْت إنْ كنت أَعْربْتَ ، قال: إنه مُشْرِفُ التَّليل، سَبْطُ الخَصِيل، وَهْوَاهُ الصَّهيل، قالت: أكرمت فَارْتبط.

• شرح المفردات:
الناصب: الذي نَصَب عنقه وهو أحسن ما يكون.
والهِقْل: الذكر من النعام.
والخَاضِب: الذي أكل الربيع فاحمرت طنبوباه وأطرافُ ريشه.
والسِّيد: الذئب.
ومُؤَلّل: مُحَدَّدُ.
وطامح: مشرف.
والذُّعلوق: نبت.
والصَّبيان: مجتمع لَحْيَيْه من مُقَدَّمِهما.
والتَّليل: العُنق.
والخَصيل: كل لحمة مستطيلة.
والوهوهة: صوت تقطعه.

(نقلا عن المزهر في علوم اللغة وأنواعها - السيوطي)

=============
الحلقة (٢٦) :

[مواقف من سرعة البداهة عند العرب]

ذكر أهل الأدب أن أحد الشعراء دخل على الأمير المهلّبي في العراق ، وكان المهلّبي الوزير مهيباً غضُوبًا عبوساً ، فدخل عليه الشاعر وقت المساء ، وأراد أن يقول : كيف أمسيت أيها الأمير ؟
فغلط الشاعر من الرهبة وخوف الموقف ، فقال: كيف أصبحت أيها الأمير ؟
فقال : هذا مساء أو صباح ؟!
فأطرق الشاعر قليلاً ، ثم رفع رأسه ، وقال :

صَبّحتُهُ عند المساءِ فقال لي:
ماذا الصّباحُ ؟ وظن ذاك مِزاحاً

فأجبته: إشراقُ وجْهِكَ غرّني
حتى تَبَيّنْتُ المساءَ صباحاًً

=============
الحلقة (٢٥) :

[ زر غِبّا تزدَدْ حُبّاً ]

تردد ثقيل على ظريف وأطال ترداده عليه حتى سئم منه ، فقال له الثقيل : من تراه أشعر الشعراء ؟ 
فأجاب الظريف : هو ( ابن الوردي ) بقوله :

غِبْ و زُرْ غبًّا تزِدْ حبّـا فَمَنْ 
أَكثرَ التَرْدادَ أضْنـاهُ المللْ

فقال الثقيل: أخطأتَ ، فإن (النجاريَ)  أشعرُ منه بقوله: 

إذا حقـّقتَ مِـنْ خِــلٍّ ودادًا
فزُرْهُ ولا تَخفْ منهُ ملالاَ

وَ كُنْ كالشَمسِ تطلعُ كلَّ يومٍ 
ولا تكن في زيارتــه هلالا

فأجاب الظريف: إن ( الحريري ) أشعر منه بقوله:
ولا تزُرْ مَنْ تحبُّ في كل شهرٍ 
غيرَ يومٍ ولا تزدهُ عليـه

وإن لم تصدِّقْني فقد وهبتك الدار بما فيها ، وخرج وهو يقول :

إذا حلَّ الثقيـل بأرضِ قومٍ 
فما للساكنينَ سوى الرَّحيل

=============
الحلقة (٢٤)

 [ بيتا شعر من ( ٢٠ ) فعل أمر ]


 لما تولى عبد الله بن طاهر بن الحسين خراسان بعد موت أبيه من قبل الواثق دخل عليه الشاعر عبد الله بن خليد المعروف بأبي العميثل بقصيدة يمدحه فيها ويهنئه بالولاية فجاء منها قوله :

يا من يحاول أن تكون صفاته
كصفات عبداللّه أنصت واسمعِ

فلأنصحنّك في المشورة والذي
حج الحجيج إليه فاسمع أو دعِ

اصدق وعفّ وبرّ واصبر واحتمل
واصفح وكافئ ودار واحلم واشجعِ

والطف ولِن وتأنّ وارفق واتئد
واحزم وجدّ وحامِ واحمل وادفعِ

فلقد نصحتك إن قبلت نصيحتي
وهديت للنهج الأسدّ المهيعِ

(كتاب : وفيات الإعيان - ابن خلكان )

ودخل أبو العميثل يوماً على عبدالله بن طاهر فقبل يده ، فقال له ممازحاً :
خدشت كفي بخشونة شاربك !
فقال أبو العميثل مسرعاً : شوك القنفذ لا يؤلم كف الأسد !
فأعجبه ذلك وأمر له بجائزة .

 أبو العميثل :
هو عبد اللّه بن خليد مولى جعفر بن سليمان بن علي بن عبد اللّه بن العباس بن عبد المطلب.
كان من كبار الشعراء المكثرين من اللغة أصله فارسي من الري وكان يفخم الكلام ويعربه ، تولى الكتابة لطاهر بن الحسين ، توفي عام ٢٤٠ هـ .

 العميثل : من صفات الخيل وهو السبط الذيال المتبختر في مشيته ، وقيل هو الأسد .

=============
الحلقة (٢٣) :

[ طرائف ونوادر من الأدب العربي ]


ﺃﺭﺳﻞَ ﺷﺎﺏٌ ﻳﺮﻳﺪ ﺍﻟﺰﻭﺍﺝ ﺇﻟﻰ ﺭﺟﻞ ﻳُﻜﻨّﻰ ﺑﺄﺑﻲ ﻋﺰﻳﺰﺓ ... ﻟﻴﺨﺘﺎﺭَ ﻟﻪُ ﻋﺮﻭﺳﺎً ﻓﻜﺎﻥَ ﺍﻵﺗﻲ :

ﺑﻌﺚَ ﺍﻣـــﺮﺅٌ ﻷﺑـﻲ ﻋﺰﻳـﺰﺓ ﻣـــﺮﺓً
ﺑﺮﺳﺎﻟﺔ ﻳُﺒﻜــﻲ ﻭﻳُﻀﺤــﻚ ﻣﺎﺑﻬـﺎ

ﻓﻴـــﻬﺎ ﻳﻘﻮﻝ ﺃﺭﻳـﺪ ﻣﻨــﻚ ﺻﺒﻴــﺔ
ﺣﺴﻨﺎﺀ ﻣﻌـﺮﻭﻑ ﻟﺪﻳﻜـــﻢ ﺃﺻﻠُﻬـﺎ

ﻭﺃﺩﻳﺒـﺔ .. ﻭﻟﻄﻴﻔـﺔ .. ﻭﻋﻔﻴﻔــﺔ
ﻭﺣﻠﻴﻤـــﺔ ﻭﺭﺯﻳﻨـــﺔ ﻓﻲ ﻋﻘــﻠﻬــﺎ

ﻗﺪْ ﺃﺣﺮﺯﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻠﻢِ ﻏﻴﺮ ﺷﻬﺎﺩﺓ
ﻭﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﺴﺎ ﻃُﺮًﺍ ﺗﻔﻮﻕ ﺑﻔﻀﻠﻬﺎ

ﻭﺗﻜــﻮﻥ ﺃﻳﻀًﺎ ﺫﺍﺕ ﻣــﺎﻝٍ ﻭﺍﻓـــﺮٍ
ﺗُﻌﻄﻴـﻪِ ﻣِﻦْ ﺑﻌــﺪ ﺍﻟـﺰّﻭﺍﺝ لبعلها

ﻭﺃﺭﻳــﺪُ ﻣﻨﻬﺎ ﺃﻥ ﺗﻜــﻮﻥ ﻣﻄﻴﻌــﺔ
ﺃﻣـــﺮﻱ ﻓﺘﺘﺒﻌُﻨﻲ ﻭﺗﻨﺴﻰ ﺃﻫﻠـﻬﺎ

• ﻓﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﺃﺑﻲ ﻋﺰﻳﺰﺓ ﺇﻻ ﺃﻥْ ﺃﺟﺎﺏَ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺨﺎﻃﺐ ﺍﻟﻌﺠﻴﺐ ﻗﺎئلاً :

ﻭﺍﻓﻲ ﻛﺘـــﺎﺑﻚ ﺳـــﻴﺪﻱ ﻓﻘــﺮﺃﺗُﻪ
ﻭﻋﺮﻓﺖُ ﻫﺎﺗﻴﻚَ ﺍﻟﻤﻄﺎﻟﺐِ ﻛٌﻠﻬـﺎ

ﻟﻮْ ﻛﻨﺖُ ﺃﺣﻈﻰ ﺑﺎﻟّﺘﻲ ﻗــﺪ ﺭُﻣتها
ﻃﻠّﻘــﺖُ ﺃﻡ ﻋـﺰﻳـﺰﺓٍ ﻭﺃﺧـﺬﺗﻬــﺎ

=============
الحلقة (٢٢) :

من طريف ما نظم الشاعر " صفي الدين الحلي " - وهو من شعراء القرن السابع الهجري - قصيدة في المدح ، ومعظم ألفاظها على وزن التصغير ، وفيها من الثراء والتمكن اللغوي والمهارات الفائقة ، مما جاء فيها :

نُقَيْطٌ من مُسَيْكٍ في وُرَيْدٍ
خُوَيْلُكَ أم وُشَيْمٌ من حُدَيْدِ

وذيّاكَ اللُّوَيمِعُ في الضُحَيّا
وُجَيْهُكَ أم قُمَيرٌ في سُعَيْدِ

ظُبَيٌّ بل صُبَيٌّ في قُبَيٍّ
مُرَيْهِيبُ السُّطَيْوَةَ كالأُسَيْدِ

مُعَيشيقُ الحُرَيْكَةِ والمُحيّا
مُمَيشيقُ السُّوَيْلِفِ والقُدَيْدِ

مُعَيسيلُ اللُّمَيّ له ثُغَيرٌ
رُوَيقَتُه خُمَيرٌ في شُهَيْدِ

رماني من مُقَيْلَتِه بنبلٍ
مُوَيْقُعُهُ أُفَيْلاذِ الكُبَيْدِ

رويدك يا بُنَيّ فلي قُلَيبٌ
مُسَيْليبُ المُهَيْجة والجُلَيْدِ

جُفَيْني منْ هُجَيرك في سُهَيْرٍ
أُطَيْولُ من مُطَيْلِكَ بالوُعَيْدِ

=============
الحلقة (٢١) :

حكى الأصمعي قال: كنتُ أسير في أحد شوارع الكوفة فإذا بأعرابيّ يحمل قطعةً من القماش ، فسألني أن أدلّه على خيَّاطٍ قريب ، فأخذته إلى خيَّاطٍ يُدعى زيداً ، وكان أعور !
فقال الخيَّاط : والله لأُخيطنّه خياطةً لا تدري أقباء هو أم دراج !
فقال الأعرابيّ: والله لأقولن فيك شعراً لا تدري أمدحٌ هو أم هجاء ! 
فلما أتم الخيَّاط الثوب أخذه الأعرابيّ ولم يعرف هل يلبسه على أنه قَبَاء * أو دراج * ! 

فقال في الخيَّاط هذا الشعر: 

خَاطَ لي زَيْدٌ قبَاء
ليتَ عينيه سِوَاء
فلم يدرِ الخياط أدُعاءٌ له أم دعاءٌ عليه !

* القَبَاءُ ثوبٌ يُلبَسُ فوق الثياب أَو القميص .
* دراج : درج الثوب إذا طواه ولفه .

_____________

• [تحسبها حمقاء وهي باخس]

ذكر ( الزمخشري ) في كتاب " المستقصى في الأمثال " :
نظر رجل من بني العنبر إلى جارة له لديها مال ، وحسبها حمقاء لا تعقل ولا تحفظ مالها ، فقرر أن يحتال عليها ويخدعها !
قال في نفسه : سأخلط مالي بمالها ، ومتاعي بمتاعها ، ثم اطلب أن نقتسم ما لدينا فآخذ أفضله وأعطيها الرخيص الرديء !
تركته يخلط ماله بمالها ، ومتاعه بمتاعها ، وعندما جاء ليقاسمها وينفذ خطته الغادرة ، رفضت القسمة بشدة وظلت تناقشه فيها حتى أعطاها حقها كاملاً!!
وظلت تنازعه حتى ملَّ من شكواها وأعطاها كل ما طلبت من ماله !
وعاتبه الناس وعيّروه بأنها خدعته وهي الحمقاء !
فما كان منه الا أن قال لهم :
[تحسبها حمقاء وهي باخس]

يضرب المثل لمن يتباله وفيه دهاء .

يقال تباله الشخص : أي تصنع وتظاهر بالبلاهة والغفلة .

_________

 • [ترى الفتيان كالنخل،وما يدريك ما الدخل]

كان لفتاة عربية جميلة أخت عاقلة ذات رأي وحكمة ، وذات يوم جاء إخوة ليخطبوا هذه الفتاة من أبيها ، وكانوا ذوي مظهر وأبّهة .
فسألت الفتاة عنهم وقالوا لها :
هم إخوة وكلهم أسوة .
ثم استطلعت الفتاة رأي أختها العاقلة ، فقالت لها :
لا تنخدعي - يا أختي - بالمظهر ، فقد يخفي غير ما يُظْهِر ، أنكحي في قومك القرباء ولا تغررك أجسام الغرباء ، ترى الفتيان كالنخل ، وما يدريك ما الدخل!
ولم تقبل الفتاة نصح أختها العاقلة المجربة ، وأرسلت إلى أبيها بالموافقة على الزواج من أحد هؤلاء الإخوة .
ولم تلبث الفتاة عند زوجها إلا قليلاً ، حتى أغار عليهم فوارس ، فأسروها فيمن أسروا من النساء ، ولم يقدر زوجها على إنقاذها !!
وبينما هي تسير مع آسريها بكت ؛ فسألوها:
ما يبكيكِ ؛ أفراق زوجك ؟!
فقالت: قبّحه الله ..
قالوا: لقد كان جميلاً
قالت: قبّح الله جمالاً لا نفع منه ، إنّما أبكي على عصيان أختي حين استشرتها في الزواج منه ...
ليتني سمعت كلامها حين قالت :
( ترى الفتيان كالنخل ، وما يدريك ما الدخل ! )

 الدخل : أي العيب الباطن 
ويضرب هذا المثل لمن له مظهر حسن وقامة طويلة كالنخل ولا تعرف حقيقة أمره والعيب الذي فيه .

=========
الحلقة (٢٠) :

• [كل واحد يهجو الآخر]

أمر الحجاج بن يوسف الثقفي اثنين من غلمانه أن يمثلا بين يديه ، وأمر كل واحد منهما أن يهجوَ الآخر ، وكان أحدهما أسود البشرة والثاني أبيضها ، فقال صاحب البشرة السوداء׃ 

ألَمْ ترَ أنّ المسكَ لا شيءَ مثله
وأن بياضَ اللفتِ حمْل بدرهم 

وأنّ سوادَ العينِ لا شك نورُها
وأنّ بياضَ العين لا شيءَ فاعلم 

فقال صاحب البشرة البيضاء׃ 

ألمْ ترَ أن البدرَ لا شيءَ مثله
وأن سواد الفحم حِمْل بدرهم 

وأن رجال الله بيضٌ وجوهُهم
ولا شك أنّ السودَ أهلُ جهنم 

فضحك الحجاج وأعتقهما.
_____________

• [خطبت امرأة ، فـلم تعجبها صورتي!!]

قال أبو العيناء :
خطبت امرأة ، فاستقبحتني ولم تعجبها صورتي فكتبت لها : 

فإن تنفري من قبح وجهي فإنني
أريب أديب لا غبي ولا فدم * 

فـردت عليّ تقول : 
ليس لـ ديوان الرسائل أريدك !

* فدم : ضعيف الفهم .

===========

الحلقة (١٩) :

[الدرهم والدينار في الأدب العربي]

• من ذلك قول شاعر في المتظاهرين بالصلاح وهم من عبيد الدينار والدرهم: 

أظهروا للناس نسكاً
وعلى (الدينار) داروا

وله صَلَّوا وصَامُوا
وله حَجُّـوا وزاروا 

لو رأوه في الثـريا
ولهـم رِيشٌ لطاروا

• ويقول أبو بكر الطرطرشى:

إذا كنت في حاجة مُرْسلاً
وأنت بإنجازها مُغْـرم 

فأرسل حكيماً ولا توصه
وذاك الحكيمُ هو (الدرهم) 

• ويقول منصور الفقيه :
أرسلت في حاجةٍ رسولاً
يكنى أبا (درهمٍ ) فتمَّت

ولو سِواه بعثت فيها
لم تحظَ نفسي بما تمنّت

• ويقول أخر في قيمة المال والاعتداد به: 

فصاحةُ سحبانٍ وخطُّ ابن مقلةَ
وحكمـةُ لقمانٍ وزهدُ ابنِ أدهــم 

إذا اجتمعت في المرء والمرء مُفْلِس
فليس يساوي في الورى نصف (درهم)

• ويقول آخر : 
وإنما الناس أمثالُ الفراش فهم
يُلْفَوْنَ حيثُ مصابيحُ (الدنـانير)


• ويقول آخر :
وإذا رأيت صعوبة في مطلب
فاحمل صعوبته على (الدينار)
 
وابعثه فيما تشتهيه فإنـه
حجر يليّن قسوة الأحجار


ويقول أبو العيناء (*) وهو أديب فصيح ، له قصيدة مليئة بالحکمة والمواعظ :

مَنْ كَانَ يَمْلِكُ دِرْهَمَيْنِ تَعَلَّمَتْ
شَفَتاهُ أَنْواعَ الكَلامِ فَقَالا

وَتَقَدَّمَ الفُصَحاءُ فَاسْتَمَعوا له
وَرَأَيْتَهُ بَيْنَ الوَرى مُخْتالا

لولا دَراهِمُهُ الَّتي فِي كِيسِهِ
لَرَأَيْتَهُ شَرَّ البَرِيَّةِ حالا

إِنَّ الغَنيَّ إِذا تَكَلَّمَ كَاذِباً
قَالوا صَدَقْتَ وَما نَطَقْتَ مُحالا

وَإِذا الفقيرُ أَصابَ قالوا لَمْ تُصِبْ
وَكَذَبْتَ يا هذا وَقُلْتَ ضلالا

إِنَّ الدَّراهِمَ فِي المَواطِنِ كُلّها
تَكْسُو الرِّجَالَ مَهابَةً وجَلالا

فَهْيَ اللِّسانُ لِمنْ أَرادَ فَصاحةً
وَهْيَ السِّلاحُ لِمَنْ أَرادَ قِتالا


ومع ذلك كله فلا ننسى ما أوجب الله علينا في هذه الدراهم والدنانير ، كما قال الشاعر :

أحسـن ولا تبخل بمالٍ حُزتهُ
أضعافهُ يأتيكَ رزقاً خيرهُ

أكرم ولا تخشى انتقاصا بل يَزدْ
ينمو بفضل الله مال ضعفهُ
          ______________

 (*)  هو محمد بن القاسم بن خلاد بن ياسر أبو العيناء ( ١٩١ هـ - ٢٨٣ هـ ) شاعر فصيح من ظرفاء العالم ، وصاحب البداهة والطرافة ، کُف بصره وقد بلغ أربعين سنة  ، ولد بالأهواز ونشأ بالبصرة .

=========
الحلقة (١٨) :

من طريف ما أبدع ( الشيخ/ ناصيف اليازجي * ) - صاحب الفضل على اللغة والأدب العربيين - ما أنشده قائلاً :

يا من لهم في السجايا
عين وجيم وباءُ

ما طاب لي في سواكم
نون وعين وتاء

عهودكم ليس فيها
نون وكاف وثاء 

وحظكم كلَّ يوم
ميم ودال وحاء 

وإنني في حماكم
شين وياء وخاء

لم يبقَ لي في بلائي
صاد وباء وراء 

أنتمْ لكلِّ فقير
كاف ونون وزاء

وفي أكفِّ نداكم
باء وسين وطاء

هل عندكم نحوَ شيخ
لام وحاء وظاء

وحسبه من رضاكم
عين وطاء وفاء

دياركم للأماني
واو وجيم وهاء 

شين وباء وعين 
فيها وراء وياء

* اليازجي : هاجر أفراد منها إلى مدينة حمص وراحوا يكتبون للولاة والحكام وأطلق عليهم اسم " الكاتب " وهو بالتركية (اليازجي) ، حيث لعب دورا كبيرا في إعادة استخدام اللغة الفصحى بين العرب في القرن التاسع عشر، وعمل لدى الأسرة الشهابية كاتبا وشارك في أول ترجمة الإنجيل والعهد القديم إلى العربية في العصر الحديث.
__________

ومن غريب الهجاء في شعر أحمد بن محمد الصخرى :

أياذا الفضائل و اللام حـاء
وياذا المكارم و الميم هـاء

ويا أنجب الناس و الباء سين
وياذا الصيانة و الصاد خاء

ويا أكتب الناس و التاء ذال
ويا أعلم الناس و العين ظاء

تجود على الكل و الدال راء
فأنت السخي ويتلـوه فـاء

لقد صرت عيباً لداء البغاء
ومن قبل كان يعاب البغاء
________

ومن اللطائف الشعرية في باب التفاؤل :


قالَ ابنُ الرُّومِيِّ في [ ديوانه: 1/ 61 ] :

إنَّما الموزُ حينَ تُمْكَنُ مِنْهُ
كاسمِهِ مبدلًا من الميمِ فاءَا

وكذا فقدُه العزيزُ علينا 
كاسمِه مبدلًا من الزَّايِ تاءَا

فهُوَ الفوزُ مثلما فقدُه الـموْتُ 
لقد بانَ فضلُه لا خفاءَا

ولهذا التَّأويلِ سمَّاهُ موزًا
مَن أفادَ المعانيَ الأسماءا


ولبعضِهم:

أهديتُ شيئًا يقلُّ لولا
أُحدوثةُ الفَأْلِ للتَّبرُّكْ

كُرْسِيْ تفاءلتُ منه أنِّي
رأيتُ مقلوبَهُ يَسُرُّكْ

( كرسي ) : عكسها ( يسرك )

[ رَوْحُ الرُّوح: 2/ 909 ]
______

وذكروا أنّ أعرابيّاً قُدِّم له موز، 
فَجعل يقلِّبه وَيَقُول: لَا أَدْرِي، مِمَّن أتعجب، مِمَّن خاطه، أَو مِمَّن حشاه.!

و لابن جُبير-صاحب الرِّحلة- مُخاطباً مَن أهدى له موزاً:

يا مُهدِيَ الموزِ تَبْقى
ومِيمُهُ لكَ فاء

وزايُهُ عَن قَريبٍ
لِمَن يُعاديكَ تاء

[نفح الطّيب]
_______

ولسعيدِ بن حُميد الكاتب:

إنِّي تفاءلتُ إذْ حُيِّيتُ بالآسِ
والآسُ في الفألِ من داءِ الهوَى آسِ

[ رَوْحُ الرُّوح: 1/ 335 ]
_______

وأَهْدى بعضُهم إلى صَديقٍ لَه ( نَبقاً ) وكَتَبَ إِليه:

تَفاءَلْتُ بأنْ تَبْقى
فَأَهدَيتُ لَكَ النَّبْقا

فأَبْقاكَ إلهُ النّاسِ
ما سَرَّكَ أَن تَبْقى

وأَشْقى اللهُ شانيكَ
وحاشَا لَكَ أَن تَشْقى
_____

وجاءَ في كتاب «رَوْحِ الرُّوحِ 1/ 412»:
بعثَ بعضُهم إلى أخٍ له سِواكًا، وكتبَ إليهِ - ويُقالُ: هو لأبي سعد بن دوست - :

جعلتُ هديَّتي لكمُ سِواكَا
ولم أُوثِرْ به أحدًا سِواكَا

بعثتُ إليكَ عُودًا من أراكٍ
رجاءً أن تعودَ وأن أراكا .
______

وقالَ الشريشيُّ في «شرح مقامات الحريريِّ 4/ 322»:
وممَّا يُستظرَفُ من لفظِ السِّواكِ: قولُ بعضِ الظُّرفاءِ:

قَدْ هَجَرْتُ السِّوَاكَ مِنْ أجْلِ أنِّي  
إن ذَكَرْتُ السِّوَاكَ قُلْتُ سِوَاكَا

وأُحِبُّ الأَرَاكَ مِنْ أجْلِ أنِّي
إن ذَكَرْتُ الأرَاكَ قُلْتُ أرَاكَا

________

ولأبي عبد الرَّحمن [النيلي]:

إذا رأيتَ البِعادَ فاصْبِرْ
ولا يهمَّنَّكَ البِعادُ

وانتظرِ العَوْدَ عَن قريبٍ
فإنَّ قَلْبَ الوَداعِ عادُوا

[ رَوْحُ الرُّوح: 2/ 611 ]
_______

ولبعضِ أهلِ الأندلسِ:

تفاءلتُ بالتُّوتِ التَّأتِّي لزَوْرةٍ
وذلك فألٌ ما علمت صَدوقُ

فأهديتُه غضًّا حكَى حَدَقَ المها 
له منظَرٌ بالـحُسْنِ منه يروقُ

فذا سَبَجٌ ما إن يُرَى كاسوِدادِهِ 
وذا لاحمرارِ اللَّونِ منه عَقيقُ

[ «الكشف والتَّنبيه علَى الوصف والتشبيه 353» للصفديِّ ]
________

كتبَ أبو الفضلِ الميكاليُّ إلى بعضِ أصدقائِه يُهنِّئُه بمولودٍ:

تفاءلتُ للمولودِ في بطنِ مُصحَفٍ
فبشَّرَ بابنٍ قــادمٍ إسمُه ( يحيَـى )

فأصـدِقْ به مِـــن مُخْـبِرٍ ومُبَشِّرٍ  
وأَحْرِ بأنْ أُسْمِيهِ ( يَحْيَى ) لكي يَحْيَا

وإنِّي لأرجــو اللهَ يُسْـعِدُ جَدَّهُ 
فيحظَى بفَــوْزٍ في المماتِ وفي المحْـيَا

ويُكسَى رِداءَ العِلْمِ والحِلْمِ والتُّقَى
فيدرك عُقبَى مَن تعفَّفَ واسْتَحْيا

ومِمَّـــا يُقَــوِّي فيـــه ظَنِّـــيَ أنَّه 
سَــمِيُّ نَبِيٍّ مُرْسَلٍ شـافَهَ الوَحْيَا

[ درج الغُرَر: 130 ]
______

وقال الثَّعالبيُّ في «زاد سفر الملوك 112»:
ومِنْ أحسنِ ما قيلَ في التَّفاؤُلِ بها [أي: المفازة]: 
قولُ [أبي] أحمد بن أبي بكرٍ الكاتب:

قَطَعْتُ مِنْ آمُلَ الـمَفَازَهْ
قَطْعًا بِهِ آمُلُ الـمَفَازَهْ 

انتهى.

( آمُل الـمَفَازَهْ ) اسمٌ من الأسماءِ الَّتي تُسمَّى بها ( آمُل ) مدينة مشهورة في غربي جَيْحون، علَى طريقِ القاصدِ إلَى بُخارَى مِن مَرْو؛ لأنَّ بينَها وبين مَرْو رمالًا صعبة المسالك، ومفازةً أشبهَ بالمهالكِ. 
انظرْ: «معجم البلدان 1/ 58» لياقوت. و( آمُل ) أيضًا ( اسمُ أكبرِ مدينةٍ بطبرستان في السَّهْلِ ) «معجم البلدان 1/ 57».
وقولُهُ: ( آمُلُ الـمَفَازَهْ )؛ أي: أرجو الفَوْزَ، والنَّجاةَ.

=============
الحلقة (١٧) :


عن ابن الأعرابي قال:
قال رجل من الأعراب لأخيه أتشرب الخازر من اللبن ولا تتنحنح ؟
فقال: نعم.
فلما شربه آذاه فقال: كبش أملح، ونبت أقبح، وأنا فيه أسجح.
فقال أخوه: قد تنحنحت.
فقال: من تنحنح فلا أفلح !!

منبع الطرافة هو الوعي وحسن التصرف، فاللبن الخازر شديد على الحنجرة والأعرابي قد قطع عهدا ألا يتنحنح لكن مهارته اللغوية أسعفته باختيار قول من جمل بسيطة تتضمن في أخبارها كلمات يكون صوت (الحاء) وبالوقوف عليها ترتاح الحنجرة لهذا الصوت الحلقي الذي ينقيها مما علق بها 
ولأنه وقع طرقا في نهاية الكلمات (أملح، أقبح، أسجح) فقد صاحب حركته الإعرابية (الضمة) عند الوقف شيئا من هاء السكت التي تتيح للنفس استراحة تساعد المتكلم على التخلص من آثار شدة اللبن الخازر.
ولما فطن أخوه لهذا التصرف اللغوي واستدرك عليه واصل الأعرابي بجملة شرطية مركبة حملت أفعالها صوت الحاء أيضا فجاء الوقوف بالسكون على الحاء في (تنحنح)، 
متضافرا مع التضعيف في اللفظ ليشعرَ بمواصلة النطق بالحاء، وكذلك الفتحة على لفظ (أفلح) التي تقوي من حضور هاء السكت مما تتيح للنفس امتدادا يستريح له المتكلم. 
____________

جيء إلى ابن النسوي برجلين قد اتهما بالسرقة فأقامهما بين يديه ، ثم قال: شربة ماء ، فجاء بها
فأخذ يشرب ثم ألقاها من يده عمدا فوقعت فانكسرت ، فانزعج أحد الرجلين لانكسارها وثبت الآخر ، 
فقال للمنزعج : اذهب أنت ، وقال للآخر: ردّ ما أخذت.
فقيل له: من أين علمت؟
فقال: اللص قوي القلب لا ينزعج ، وهذا المنزعج بريء ؛ لأنه لو تحرّكت في البيت فأرة لأزعجته ومنعته من أن يسرق !
___________

قال الجاحظ، كان رجل يُرقي الضِّرس (أي يستخدم الرُّقية للعلاج من آلام الأسنان) يَسخَرُ بالناس ليأخُذَ منهم شيئاً، وكان يقول للذي يُرقيه إيّاكَ أنْ يَخطُرَ على قلبك الليلة ذِكرُ القرد! فيبيتُ وَجِعاً فَيُبَكِّرُ إليه، فيقول لعلكَ ذكرتَ القِرد؟

فيقول نعم.

فيقول مِن ثَمَّ لَمْ تَنفُع الرُّقية. 


من كتاب الأذكياء لابن الجوزي.


=============
١٦

يقال أن رجلاً من فارس يجيد اللغة العربية بطلاقة ، حتى أنه عندما يكلم ناسا من العرب يسألونه من أي قبائل العرب أنت ؟
فيضحك، ويقول : أنا فارسي وأجيد اللغة العربية أكثر من العرب !!
فذات يوم وكعادته وجد مجلس قوم من العرب فجلس عندهم وتكلم معهم وسألوه : من أي قبائل العرب أنت ؟!!
فضحك و قال : أنا من فارس وأجيد العربية خيراً منكم

فقام أحد الجلوس وقال له :
اذهب الى فلان بن فلان رجل من الأعراب ، وكلمه فإن لم يعرف أنك من العجم فقد نجحت وغلبتنا كما زعمت ...
و كان ذلك الأعرابي ذا فراسة شديدة ...

فذهب الفارسي إلى بيت الأعرابي و طرق الباب 
فإذا ابنة الأعرابي وراء الباب .. تقول : من بالباب ؟!!
فرد الفارسي : أنا رجل من العرب وأريد أباك
فقالت الطفلة : أبي ذهب الى الفيافي فإذا فاء الفي أفى ..
( هي تعني أن أباها ذهب إلى الصحراء فإذا حل الظلام أتى .. )

فقال لها : إلى أين ذهب ؟!!
فردت عليه مرة أخرى وقالت  : أبي فاء الى الفيافي فإذا فاء الفي أفا ,,
فأخذ الفارسي يراجع الطفلة ويسأل و هي تجيب من وراء الباب...

حتى سألتها أمها... يا ابنتي من بالباب ؟
فردت الطفلة :
أعجمي عند الباب يا أمي !

( إن كانت هذه الطفلة بهذا المنطق ومعرفة اللغة ؛ فكيف لو قابل أباها ؟!)


=============
١٥
كان أبو علقمة من المتقعرين في اللغة وكان يستخدم في حديثه غريب الألفاظ ، وفي أحد الأيام قال لخادمه : أصقعت العتاريف ؟
فأراد الخادم أن يلّقنه درسا ، فقال له كلمة ليس لها معنى وهي : زيقيلم ، فتعجب أبو علقمه ، وقال لخادمه : يا غلام 
ما زيقيلم هذه ؟
فقال الخادم : وأنت ، ما صقعت العتاريف هذه ؟
فقال أبو علقمة : 
معناها : أصاحت الديكة ؟
فقال له خادمه : وزيقيلم معناها : لم تصح !!
_______
وذَكرَ الجاحِظُ 
أنَّه دخلَ سوقَ البَصرةِ يومًا ، 
فاستَوقَفَه أعرابيٌّ ، فقالَ : يا أبا عُثمانَ ،اسمَعْ كيفَ أقولُ الشِّعرَ ! 
فقالَ الجَاحظُ : هاهنا في السُّوقِ يا رَجل ؟! 
فقالَ : نَاشدتُكَ الله ألا سَمِعْت . 
فقالَ : هاتِ ، أَسْمِعْنِي . 
فقالَ الأعرابيُّ :
إِنَّ دَاءَ الحُـبِّ سُـقْـمٌ 
لَيْسَ يَهْـنِـيـهِ الـقَـرَارُ

وَنَجَا مَـنْ كَانَ لَا يَـعْـ .. 
ـشَقُ مِنْ تِلْكَ المخَازِي

فقالَ الجاحظُ : يا رَجُل ، القافيةُ الأُولى راءٌ والثَّانيةُ زَاي ؟!
فقالَ الرَّجلُ : لا يَهُمُّ ، فلا تُنَـقِّطْ .
فقالَ الجاحظُ وقد تميَّـزَ غَيظًا : القَافيةُ الأُولى مَضمومةٌ ، والثَّانيةُ مَكسورةٌ !!
فضَربَ الأَعرابيُّ يَدًا بِيَدٍ مُستَحْمِقًا الجاحظَ ، وقالَ : يَا سُبْحَانَ الله ! أَقولُ لَا تُنقِّطْ ، فَـيُشَكِّلْ !! 
________
وعنه في كتاب البخلاء قال: وتقدم إمام فصلى , فلما قرأ  الحمد افتتح بسورة يوسف , فانصرف القوم وتركوه , فلما أحس بانصرافهم قال : سبحان الله " قل هو الله أحد " فرجعوا فصلوا معه.
________
توفيت حمادة بنت عيسى بن علي وحضر المنصور جنازتها. 
فلما وقف على حفرتها قال لأبي دلامة: ما أعددت لهذه الحفرة؟
قال: بنت عمك يا أمير المؤمنين حمادة بنت عيسى يجاء بها الساعة فتدفن فيها.
فغلب المنصور الضحك حتى ستر وجهه بطرف ردائه حياء من الناس .

=============
١٤

(صعد الْمِنْبَر أَعْرَابِي، فَقَالَ: أَقُول لكم مَا قَالَ العَبْد الصَّالح: (مَا أريكم إِلَّا مَا أرى وَمَا أهديكم إِلَّا سَبِيل الرشاد)، فَقَالُوا لَهُ: هَذَا فِرْعَوْن، فَقَالَ: قد وَالله أحسن القَوْل).
[أدب المجالسة، لابن عبد البر].

                 ••••••

تنبّأَ رجلٌ في زمان المهدي فجاء به حراسه إليه ، فقال له المهدي مداعباً: إلى من بُعِثتَ يا هذا ؟
فقال الرجل: وهل تركتموني أُبعث، فما هو إلا أن نويت الصدع بالحق حتى أحاط بي هؤلاء الأنذال، فانعموا بما انتم فيه من الضلال.

                    ••••••

ذكروا أن أعرابيًّا عضَّه ثعلبٌ، فسارعَ به أهلُهُ إلى أحدِ الرُّقاة، فقال له الراقي: ما الذي عضَّكَ؟ فاسْتحْيا الأعرابيُّ - وقد كان ذلك سُبَّة، فكيف للرجُلِ أن يعُضَّهُ ثعلبٌ- فسكت الأعرابيُّ و تشَاغَلَ بالوجع، فلم يُبالِ به الراقي و شرع في رُقيته، فلمَّا أشرفَ على الانتهاء دنى إليه الأعرابي وهمس في أُذنه وقال له: إن شئتَ أن تخلِطَ رُقيتَكَ بشيءٍ من رقْيةِ الثعلب، فافعل أصلحك الله .

                 ••••••

( ومن لطائف المنقول أنَّ رجلاً قال لهشام القرطبيِّ: كَمْ تَعُدُّ ؟
قالَ: مِن واحدٍ إلى ألف ألف وأكثر.
قالَ: لَمْ أُرِدْ هذا، كَمْ تَعُدُّ مِنَ السِّنِّ؟
قالَ: اثنتين وثلاثين، ستَّة عشرَ من أعلَى، وستَّة عشرَ من أسفَل. قالَ: لَمْ أُرِدْ هذا، كم لَكَ مِنَ السِّنين؟
قالَ: واللهِ ليسَ لي منها شيءٌ، والسِّنونَ كلُّها للهِ.
قالَ: يا هذا! ما سِنُّكَ؟
قالَ: عَظْم.
قالَ: أَبِنْ لي، ابنُ كَمْ أنتَ؟
قالَ: اثنين، رَجل وامرأة.
قالَ: كَمْ أتَى عليكَ؟
قالَ: لَوْ أَتَى عليَّ شيءٌ قَتَلَني.
قالَ: كيفَ أقولُ؟
قالَ: تقولُ: كم مضَى مِنْ عُمرِكَ؟ ).

[ ثمرات الأوراق، لابن حجّة الحمويّ ]

============
١٣
الأعمش :
ولد سليمان بن مهران الكاهلي المشهور بالأعمش في سنة إحدى وستين للهجرة ونشأ بالكوفة ولقي بعض أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - وروى الأحاديث وتصدر للإقراء ونشر العلم قال الجاحظ : "والذين بثوا العلم في الدنيا أربعة ، قتادة ، والزهري ، والأعمش ، والكلبي ".
وفي كتب علم التراجم يعتبر ثقة حافظ عارف بالقراءات ، وكان ورعاً ناسكاً مجانباً للسلاطين . وكان يسمى بالمصحف لشدة إتقانه وضبطه وتحريه ، قال هشام : " ما رأيت بالكوفة أحداً اقرأ لكتاب الله من الأعمش ".

وكان ضجرا عسر الخلق يعرفه الناس بذلك ويعرف ذلك من نفسه وكان تلاميذه يحتملون ذلك منه لما عنده من العلم وسمي الأعمش لعموشة عينيه
وهو علاّمة الإسلام وَكَانَ صاحب سنّة ومع جلالته فِي العلم والفضل صاحب مُلح ومزاح وصاحب عقل وحكمة وكان ذا بديهة سريعة ، ورغم فقره وما كان يعانيه في حياته إلا أنه كانت لديه عزة نفس فلم يأكل بدينه ولا بعلمه .

 ومن نوادره:

• جاء رجل إلى الأعمش وقال له :
كيف بتّ البارحة ؟
فدخل وجاء بحصير ووسادة ثم استلقى  ، وقال : كذا !!
_______

• مرض الأعمش فأبرمه الناس بالسؤال عن حاله ، فكتب قصته في كتاب وجعله عند رأسه ، فإذا سأله أحد قال : عندك القصة في الكتاب فاقٌرأها.
_______

•  وقال رجل للأعمش وقد أتاه عائدًا له في مرضه: لولا أن أثقل عليك يا أبا محمد، لعدتك والله في كل يوم مرتين.

فقال له الأعمش : والله يا ابن أخي، أنت ثقيل علي وأنت في بيتك، فكيف لو جئتني في كل يوم مرتين.

_______

• قال شعبة : كان الاعمش إذا رأى ثقيلا ، قال له: كم عزمك تقيم في هذا البلد ؟
_______

• دخل على الاعمش رجل يعوده ، فقال له : ما أشد ما مر بك في علتك هذه ؟
قال : دخولك !!.
_______

• قال الأعمش لجليس له : أما تشتهي بناني ( نوع من السمك) زرق العيون ، نقية البطون، سود الظهور، وأرغفة حارة لينة ، وخلا حاذقا ؟
قال : بلى.
قال : فانهض.
قال الرجل: فنهضت معه ، ودخل منزله، فأومأ إليّ أن خذ تلك السلة، 
قال : فكشفها فإذا برغيفين يابسين،وسُكْرُجة كامخ وشِبَث ، قال: فجعل يأكل فقال لي: تعال، كل !!
فقلت: وأين السمك؟!
قال: ما عندي سمك إنما قلت لك : تشتهي؟!!.
_______

• طلبت بنت الأعمش من الأعمش حاجة فحجبها بالرد ، فقالت : والله ما أعجب منك،ولكن أعجب من قوم زوجوك.
_______

• عن الحسين بن واقد قال : قرأت على الأعمش فقلت له : كيف رأيت قراءتي؟
قال : ما قرأ عليّ علج أقرأ منك !
_______

•  قال سليمان الأعمش لابنه : اذهب فاشتر لنا حبلا يكون طوله ثلاثين ذراعا ، فقال : في عرض كم يا أبتي ؟ قال : في عرض مصيبتي فيك يا بني .
_______

•  جرى بينه وبين زوجته كلام ، وكان يأتيه رجل يقال له :أبو ليلى ، مكفوف فصيح ، يتكلم بالإعراب يتطلب الحديث من ، فقال : يا أبا ليلى، امرأتي نشزت عليّ ، وأنا أحب أن تدخل عليها فتخبرها مكاني من الناس وموضعي عندهم ، فدخل عليها ، وكانت من أجمل أهل الكوفة فقال : يا هنتاه ، إن الله قد أحسن قسمك ، هذا سيدنا وشيخنا ، عنه نأخذ أصل ديننا ، وحلالنا وحرامنا ، فلا يغرنك عموشة عينيه ، ودقة ساقيه، وضعف ركبتيه ، وجمود كفه! 
فغضب الأعمش وقال : يا أعمى أعمى الله قلبك كما أعمى عينيك ، قد أخبرتها بعيوبي كلها ، اخرج من بيتي.
_______

• أتت ليلة الشك من رمضان ، فكثر الناس على الأعمش يسألونه عن الصوم ، فضجر ثم بعث إلى بيته في رمانة فشقها ، ووضعها بين يديه فكان إذا نظر إلى رجل قد أقبل يريد أن يسأله تناول حبة فأكلها ، فكفى الرجل السؤال ونفسه الرد . 

_______

•  قال أبو هشام الرفاعي : سمعت أبا بكر بن عياش يقول : رأيت الأعمش يلبس قميصا مقلوبا ، ويقول : الناس مجانين يلبسون الخشن مقابل جلودهم.
_______

• وقد أراد إبراهيم النخعي ذات مرة أن يماشيه وكان أعور، فقال له الأعمش: إن رآنا الناس معًا قالوا: أعور وأعمش !!

فقال النخعي: وما عليك أن يأثموا ونؤجر؟!

فقال له الأعمش: وما عليك أن يسلموا ونسلم ؟.

=============
١٢
يقول أبو عمرو رضيّ بن رضا الكاتب وهو من أهل مالقة (
مدينة إسبانية قديمة واشتهرت أيضاٌ بـ " مالاغا " ) 
وأنشد لبعضهم هذه القطعة وهي
على وزن (المتقارب) أحد بحور الشعر العربي :

أرادوا بعادي فأدنيتهمْ 
فقالوا عجيبٌ عجيبٌ عجيبْ

فأهملتُ دمعي على وجنتي
فقالوا مريبٌ مريب مريبْ

فناديتُ في الحيِّ يا غربتي
فقالوا غريبٌ غريب غريبْ

فقلتُ متى الوصلُ يا سادتي
فقالوا قريبٌ قريب قريبْ

فسلَّمتُ تسليمَ صبٍّ بهم
فقالوا حبيبٌ حبيب حبيبْ

واستغربت بمالقة ، فصنع في ذلك مقامة تدلُّ على مكانه من الأدب، وقال يعارضها:

نسبتُ بها في الهوَى مُعْلناً
بذكري فقالوا نسيبٌ نسيبْ

وأغربتُ في حبِّها طالباً
رضاها فقالوا غريبٌ غريبْ

أهابَ التصابي فلبيتهُ
وهبتُ فقالوا مهيبٌ مهيبْ

وكم قد كُذبت فلم أنخدعْ
لقيلٍ فقالت كذيب كذيبْ

أرابوا وإنِّي لذو إربةٍ
وإربٍ فقالت أريب أريبْ

عسى وطن سمعت منشداً
يقول فقالتْ حبيبٌ حبيبْ

وله أيضاً من المتقارب :
ولما التقينا نسيت النسيب
فقالت نسيب نسي بي نسيباً

وحققت أنيَ مغرى بها
فقالت غريبٌ غري بي غريباً

كَنَتْ عن محبّ بغير اسمهِ
فقالت منيبٌ مُني بي منيباً

وهذه الثلاثة أبيات التي جاءت آخراً فإن ألفاظها تكررت باختلاف المعاني .
وكذا قوله في التي قبلها (كذيب كذيب) فإن الكاف الثانية كاف التشبيه. 

ومن شعر رضي - المذكور - قوله من المتقارب :
بكيتُ بدمع كَذَوْبِ العقيق
غراماً وشوقاً لوادي العقيقْ 

وبيتٍ عتيقٍ ثوى تُرْبَهُ
محمدٌ المصطفى أو عتيق

فللهِ تربٌ كمسكٍ سحيقٍ
عدانيَ عنه مكانٌ سحيق

بودّيَ لو سرتُ سيرَ الفنيق
أجوب إلى البيت نيقاً فنيق 

فأبغي لأعلى رفيقٍ خلاصاً
عسى الربُ الأعلى يرى بي رفيق

الفنيق من الإبل : الفحل  

=============
١١
رأى نفسه أحسن من فيها!!

دخل (ابو نخيلة) اليمن فلم يرى بها احداً حسناً ورأى نفسه أحسن من فيها وكان قبيحاً جداً !!
فقال :

لم ار غيري حسناً ... منذ دخلت اليمنا
فيا شقاء بلدةٍ ... أحسن من فيها أنا

==============
١٠
متقعر في اللغة:
كان رجل اسمه أبو علقمة من المتقعرين في اللغة واستعمال غريب الكلام واللفظ ، فقد دخل إلى طبيب فقال: إني أكلت من لحوم هذه الجوازل فطسئت طسأة فأصابني وجع بين الوابلة إلى أدية العنق فلم يزل الربو وينمى حتى خالط الخلب فألمت له الشراسف فهل عندك دواء؟ 
فقال له الطبيب: خذ خربقاً وشلفقاً وشبرقاً، فزهزقه وزقزقه واغسله بماء روثٍ وأشربه بماء الماء! 
فقال أبو علقمة: أعد علي ويحك، فإني لم أفهم شيئاً. 
فقال له الطبيب: لا بارك الله في أقلنا إفهاماً لصاحبه، وهل فهمت منك شيئاً مما قلت ؟
==============
٩
طرفة بين الشاعرين الكبيرين :

كان يطيب للشاعر حافظ إبراهيم ( شاعر النيل ) أن يداعب الشاعر أحمد شوقي (أمير الشعراء) وكان احمد شوقي جارحا في رده على الدعابة. 
ففي إحدى ليالي السمر انشد حافظ إبراهيم هذا البيت ليستحث شوقي على الخروج عن رزانته المعهودة: 

يقولون إن الشوق نار ولوعة 
فما بال ( شوقي ) أصبح اليوم باردا؟

أوهم السامع أنه يتكلم عن شوقه وقرن اسم شوقي بالبرود !!

فانتقم منه أحمد شوقي شر انتقام فرد عليه بأبيات قارصة قال في نهايتها:

أودعت إنسانا وكلبا وديعة
فضيعها الإنسان والكلب ( حافظ ). 

فاوهم السامع أنه يتكلم عن حفظ الكلب للأمانة
وقرن اسم حافظ بالكلب (أعزّكم الله )
وكلمة (حافظ) تورية لم يقصد المعنى القريب ، وإنما هو حفظ الأمانة لكنه قصد المعنى البعيد .
==============
٨
ما حد الشبع؟

قيل لأكول ما حد الشبع ؟
قال ألا تعرف السماء من الأرض ولا الطول من العرض من شدة النهس والكسر والقطع والقرض ... 

وقيل لآخر مثل ذلك ، فقال أن يُحشَى حتى يُخشَى ...

وقال ثالث أن تأكل حتى تدنو من الموت ...

وقال رابع إذا جحظت عيناك وبكم لسانك و ارجحنَّ بدنك وزال عقلك فأنت في أول الشبع ، قيل له إن كان هذا أوله فما آخره ؟
قال أن  تنشق نصفين !!!
==============
٧
(ألا أيها البنتان إن أباكما) ....

يروى أن شاعراً كانت له ابنتان على قدر من الذكاء والفطنة، وحدث أن لقي الشاعر عدواً كان يطلبه فعرف أنه مقتول لا محالة، فرجى عدوه بعد أن يقتله أن يذهب إلى منزله، الذي وصفه له، فيلقي علي ابنتيه شطر بيت من الشعر، وهو:
ألا أيها البنتان إن أباكما

فوعده الرجل أن يفعل ذلك، وبالفعل بعد أن قتله ذهب إلى منزله وطرق الباب فلما ردت عليه إحدى البنيتن من داخل البيت، قال:
ألا أيها البنتان إن أباكما

فردت البنتان في صوت واحد:

قتيلٌ خذا بالثار ممن أتاكما

ثم صاحتا حتى التم الناس فطلبت البنتان منهم أن يقبضوا على الرجل ويرفعوه إلى القضاء حيث أقر بقتل الشاعر ونفذ فيه القصاص.


--------------------
٦
النحوي المريض وجاره :


مرض رجلٌ من اهل النحو ، كان مولعا باللغة والسجع ، فعاده جاره في مرضه وسأله ما بكَ ؟
فقال النحوي : حمى جاسية ( شديدة) ، نارها حامية ، منها الاعضاء واهية ، والعظام بالية !

فقال له جاره وكان أمياً : ليتها كانت القاضية !!
--------------------
٥
رجل يدعي النبوة :

ادعى رجل النبوة أيام المتوكل ، فقال له المتوكل ما معجزتك ، فقال اعطوني امرأة انكحها فتلد في الحال !
فقال المتوكل لوزيره الحسن بن عيسى : أعطه زوجتك نرى كذبه من صدقه ، فقال الحسن يا أمير المؤمنين اشهد انه نبي وإنما يعطي زوجته من لا يؤمن به ، فضحك المتوكل حتى هوى من على كرسيه !

-------------------
٤
من أين حشرت البهائم عليّ اليوم] ؟

رجل يقال له ( معمر بن المثنى التيمي بالولاء البصري النحوي ) ويكنى بأبي عبيدة..
حضر مجلسه رجل فقال : رحمك الله أبا عبيدة ؛ ما العنجيد ؟
قال أبو عبيدة: رحمك الله ما أعرف هذا !
قال الرجل: سبحان الله؛ أين يذهب بك عن قول الأعشى:
يوم تبدي قتيلة عن جيد ... 

فقال أبو عبيدة:
عافاك الله ، (عن) حرف جاء لمعنى، و(الجيد) العنق.

- ثم قام آخر في المجلس فقال: أبا عبيدة رحمك الله ما الأودع ؟
قال أبو عبيدة: ما أعرفه !
قال الرجل: سبحان الله - أين أنت عن قول العرب:
زاحم بعود أو دع.
فقال أبو عبيدة: ويحك هاتان كلمتان، والمعنى : اترك أو ذر.

- ثم استغفر الله وجعل يدرس، فقام رجل فقال: رحمك الله - أخبرني عن (كوفا) أمن المهاجرين أم من الأنصار ؟
فقال أبو عبيدة: قد رويت أنساب الجميع وأسماءهم ولست أعرف فيهم كوفا !
قال الرجل: فأين أنت عن قوله تعالى: {والهدي معكوفا} !

فأخذ أبو عبيدة نعليه واشتد ساعياً في مسجد البصرة يصيح بأعلى صوته:
[من أين حشرت البهائم عليّ اليوم] ؟

المصدر : معجم الأدباء 4/1817

--------------------
٣
من المجنون ؟

بعث الرشيد وزيره "ثمامة" إلى دار المجانين ليتفقد أحوالهم، فرأى بينهم شاباً حسن الوجه يبدو كأنه صحيح العقل، فأحبّ أن يكلمه، فقاطعه المجنون بقوله: أريد أن أسأل سؤالاً!
فقال الوزير: هات سؤالك.
فقال الشاب: متى يجد النائم لذة النوم؟
فقال الوزير: حين يستيقظ.
فقال الشاب: كيف يجد اللذة وقد زال سببها؟
فقال الوزير: بل يجد اللذة قبل النوم؟
فاعترضه الشاب بقوله: وكيف يلتذ بشيء لم يذقه بعد؟
فقال الوزير: بل يجد اللذة حال النوم.
فرد عليه الشاب يقول: إن النائم لا شعور له، فكيف تكون لذة بلا شعور.
فبهت الوزير ولم يحر جواباً، وانصرف وهو يُقسم ألا يجادل مجنوناً أبداً...!
--------------------
٢
كان هناك رجلاً اسمه ( بديح )
وكان بديح أحلى الناس وأذكاهم ، وهو الذي قال له الوليد بن يزيد : يا بديح ؛ خذ بنا في الأماني ، فإني أغلبك فيها ، فقال : يا أمير المؤمنين ، أنا أغلبك لأني فقير وأنت خليفة ، وإنما يتمنى المرء ما عسى أن يبلغ إليه وأنت قد بلغت الآمال . قال : لا تتمنى شيئا إلا تمنيت ما هو أكثر منه . قال : فإني أتمنى كفلين من العذاب وأن يلعنني الله لعنا وبيلا !!!
 فقال : اعزب لعنك الله دون خلقه !!! 
--------------------
١
قال الأصمعي : خرج الحجاج متصيدا ، فوقف على أعرابي يرعى إبلا وقد انقطع عن أصحابه ، فقال : يا أعرابي ، كيف سيرة أميركم الحجاج؟ فقال الأعرابي : غشوم ظلوم لا حياه الله ولا بياه . قال الحجاج : فلو شكوتموه إلى أمير المؤمنين؟ فقال الأعرابي : هو أظلم منه وأغشم ، عليه لعنة الله! قال : فبينا هو كذلك إذ أحاطت به جنوده ، فأومأ إلى الأعرابي فأخذ وحمل ، فلما صار معهم قال : من هذا؟ قالوا : الأمير الحجاج ، فعلم أنه قد أحيط به ، فحرك دابته حتى صار بالقرب منه ، فناداه : أيها الأمير : قال : ما تشاء يا أعرابي؟ قال : أحب أن يكون السر الذي بيني وبينك مكتوما ؛ فضحك الحجاج وخلى سبيله . 

وخرج مرة أخرى فلقي رجلا . فقال : كيف سيرة الحجاج فيكم؟
فشتمه أقبح من شتم الأول حتى أغضبه ، فقال : أتدري من أنا؟
قال : ومن عسيت أن تكون؟
قال : أنا الحجاج ،
قال : أو تدري من أنا؟
قال : ومن أنت؟
قال : أنا مولى بني عامر ، أجن في الشهر مرتين هذه إحداهما . فضحك وتركه !!. 

هناك تعليقان (2):

  1. شركة رش مبيدات بجدة
    شركة رش مبيدات بجدة توفر لكم إباده فورية لجميع أنواع الحشرات المختلفة في أسرع وقت وبطرق آمنة وفعالة , وهذا فإن المملكة العربية السعودية من أعلى الدول في درجات الحرارة المرتفعة إلى حد كبير بالمقارنة بالدول الأخرى , وترجع أسباب ذلك إلى بعض العوامل والتي على رأسها :
    • المناخ الصحراوي الذي يعمل كمناخ مناسب لانتشار هذه الأنواع المختلفة من الحشرات وكذلك الزواحف الخطرة .
    •انتشار العديد من الأماكن المغلقة الغير جيدة التهوية مما يجعلها بيئة خصبة لنمو وتكاثر هذه الحشرات والهروب إليها بحثا عن الأماكن والدفء فيها .
    شركة رش مبيد بجدة

    أفضل شركة رش مبيدات بجدة

    شركة رش حشرات بجدة

    ردحذف
  2. أحلى كلام وأجمل مقتطفات

    ردحذف