الشهادة الجامعية في الهندسة - جامعة الملك سعود بالرياض..
اعمل في القطاع الخاص وحاصل على العديد من الدورات التخصصية ( الفنية والإدارية ) ..

أحمد ربي على نعمة الإسلام ، وافتخر بأني اكتب وأتكلم بلغة الضاد ، وأحب التعمق فيها ومعرفة أسرارها والبحث عن معاني مفرداتها ومترادفاتها ، فهي بحر عميق ، ولا عجب فهي لغة كتاب ربنا ومصدر عزنا ومجدنا.

إن الذي ملأ اللغات محاسناً **** جعل الجمال وسره في الضاد

اكتب ما يمليه علي ضميري من الواجبات الدينية والوطنية..


الخميس، 21 مارس 2013

قيادة المرأة للسيارة .... شبهات وتساؤلات!!

كانت فكرة هذا الموضوع عبارة عن رد على كاتب في إحدى الصحف المحلية تناول في مقاله المليء بالمغالطات والشبهات حول قيادة المرأة للسيارة ، وقد أرسلته في حينه للصحيفة (شهر ربيع الآخر من عام 1426 هـ ) وكان مختصرا ولم يكن بهذا التفصيل ولكن لم يتم نشره !!
ورأيت أن أضيف عليه ما يستحق الإضافة ـ من وجهة نظري ـ ونشرته في بعض المنتديات ( في شهر جماد الأولى 1426 هـ ). 

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا وحبيبنا محمد صلى الله عليه وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين ، ثم أما بعد :
فقد كثر الحديث في هذه الأيام عن موضوع هام يمس شريحة كبيرة من مجتمعنا – إن لم يكن كله- ولا تكاد تخلوا الصحف والمنتديات والمجالس من التطرق لهذا الموضوع الذي افتعله البعض وجعلوا منه قضية وحقاً مسلوباً لفئة لها دورها الريادي في تربية النشء ولكنهم أبوا إلا أن يمتهنوا هذه الفئة أكثر وأكثر ، وتغافلوا عن قضايا أكثر أهمية تتعلق بالمرأة لم تأخذ حقها بعد !!.
ففي هذه الأوقات العصيبة والظروف التي تمر بها الأمة الأسلامية من الذل والفرقة ،والذي أحوج ما نكون فيه يداً واحدة ، ووطننا إلى الوحدة والتماسك والحذر من كيد المتربصين في الداخل والخارج يخرج علينا أصحاب الأهواء- كعادتهم عبر العصور- لزعزعة أمننا وإثارة الفتنة في بلادنا وتحقيق أهداف أعداءنا بحجة إنصاف المرأة وتحريرها وفك قيودها – كما يزعمون - وكأنهم موكلون للحديث عنها أو المطالبة لها ، وسمحوا لأنفسهم بالحديث عن المرأة كما يريدون واخذوا يستشهدون من خلال كتاباتهم الصحفية ومجالسهم- ولأول مرة- بالآيات والأحاديث لدعم موقفهم وطالبوا بعدم مصادرة رآي الآخرين وتهميش آراء المخالفين !! ، بينما لم يسمحوا لغيرهم بالرد وإبداء وجهات النظر ، بل وتغافلوا عن آراء السواد الأعظم من المجتمع بكافة فئاته !! وكلنا يذكر الاستفتاء الذي أجرته إحدى الصحف المحلية قبل أكثر من سنتين تقريباً حول ( قيادة المرأة للسيارة ) ، وكان رأي الأكثرية ضد قيادة المرأة ، ولما رأت الصحيفة بأن النتيجة عكس ما تريده اعتذرت عن إكمال ذلك !! وكان من الأجدر احترام آراء القرآء الكرام واحترام المهنة الصحفية التي يفترض منها نقل الخبر بكل حيادية وموضوعية ، فأيهما الذي يصادر رأي الآخر ويهمش رأي مخالفه ؟!.
إنني من خلال هذه الكلمات لن اتطرق إلى الحكم الشرعي فقد سمعنا وقرأنا ما يمكن أن نسميه إجماع أصحاب الفضيلة من العلماء وطلبة العلم –الراسخين في العلم - واستدلالتهم من الكتاب والسنة والقياس وبناء على القاعدة الأصولية المعروفة: (الحكم على الشيء فرع عن تصوره) وأقوالهم موجودة ومنتشرة ، وقد بينوا للناس عامة( فقه الأولويات ،وفقه المصالح والمفاسد )، أو ما يمكن أن نسميه بـ ( فقه الواقع ) – فجزاهم الله خير الجزاء .
وسيكون التركيز على الأقوال المشبوهة لأصحاب الأهواء الذين يصرون على ذكر الإيجابيات -المزعومة— فقط والتغاضي عمداً عن السلبيات الكثيرة التي لا تتماشى مع مآربهم وعدم ذكرها بتاتاً، ومحاولة لي أعناق النصوص الشرعية بما يتوافق مع دعواتهم الباطلة !!. 
وإنك لتعجب أشد العجب من كتاباتهم وتبادل الأدوار فيما بينهم عبر الصحف وغيرها ، ودفاعهم عن صاحب المبادرة وهو في الحقيقة (صاحب فتنة) ، بينما تجد الهجوم والاتهام الصريح والدخول في النيات عندما تأتي المبادرة لأمر يتعلق بمصلحة البلاد والعباد من شخص مشهود له بالخير والصلاح!!
وصدق الله : ( فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ ) من الآية (3) – العنكبوت .

من اقوالهم المزعومة والرد عليها :
1. أن قيادة المرأة للسيارة ليست من ثوابت الدين ولا يوجد في الكتاب والسنة دليلاً على حرمته ، والأصل في الأشياء الإباحة ..... إلى غير ذلك ، ويقال لهؤلاء هل تحريم المخدرات مثلاً مذكور في الكتاب والسنة ؟! ثم هل التزم هؤلاء وانتهوا عن الأمور الوارد تحريمها بالنص في الكتاب والسنة ؟! كلا ..بل هو الهوى ، وقد وصل بأحدهم إلى إثارة الشبه عبر صحيفة يومية حيث ذكر : ( أن المرأة هي من الإنس خلقها ربها لتعبده ...... لها ما للرجل وعليها ماعلى الرجل . لم يعفها من الطواف في بيته العتيق حتى لا تختلط بالرجل . ولم يعفها من الصلاة في المسجد حتى لا تخرج من المنزل) !! فهل يقال مثل هذا الكلام على الإطلاق هكذا دون قيد أو شرط ؟! . ولا يخفى على شخص سليم الفطرة أن الله خلق الإنس والجن لعبادته ، ولكن هل يعلم أمثال هؤلاء بأن العبادة هي( اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من الأقوال والأفعال الظاهرة والباطنة ) ، وأن على المرأة أن تحتجب عند حضرة الرجال في الطواف وغيره ، وأن صلاتها في بيتها خير لها مع أنها تؤدي عبادة لله وفي بيت من بيوته‘ فماذا يقال عن الأعمال الأخرى ؟! ، ولكن يبدو أنه شرع بالقياس بلا معرفة في أصول الفقه - وأنا هنا لا أدعي المعرفة - ولكن مما يعلم بالضرورة في أصول الفقه أو بالبديهة أنه لابد من القياس مع الاستواء في الحكم والعلة ، والجميع يعرف بأن المرأة غير ملزمة بالنفقة مثل ما يلزم بها الرجل ، بل على الرجل الإنفاق عليها حتى لو كانت غنية ، وهنا تتجلى رحمة الإسلام التي لا توجد في أي دين غيره ، فهل يمكن قول مثل هذه العبارة على الإطلاق دون قيد ( لها ما للرجل وعليها ما على الرجل)!! ، وإن كان كذلك ، فهل يمكن أن نقول للمرأة بعدم لبس المخيط في الإحرام أسوة بالرجل ،أو أن تصلي جنباً إلى جنب مع الرجل ؟!! فأين الاستواء في الحكم والعلة ؟!. وفي الوقت نفسه استغرب الاستدلال بما يناسب الأهواء ، بينما التغافل عن الآيات البينات والأحاديث الصريحة ، فالذي أنزل جميع الآيات هو الواحد الأحد ، والسنة جاء بها خير البشر – صلى الله عليه وسلم ، فالذي سمح للمرأة بالطواف أو الصلاة في المسجد هو الذي أمرها بالحجاب والحشمة والقرار في البيت والابتعاد عن مواطن الفتنة وحرم على الرجال والنساء الزنا والربا وأمرهم بحفظ فروجهم وغض أبصارهم ... فـ (مالكم كيف تحكمون)؟! .

2. من اقوالهم : أنها – أي المرأة- في زمن الرسول عليه الصلاة والسلام (كانت تركب الأبل وتقود الجيوش ... )، ولا أدري هل حرم الإسلام عليها ركوب السيارة عندما يقولون بأنها كانت تركب الإبل أو غيره في ذاك الزمان؟! ثم هل مشاركتها في الجيش يعتبر حاجة ماسة أم رفاهية وحب المظاهر كقيادة السيارة ؟ وهل إذا قادت أو شاركت امرأة واحدة مع الجيش يلزم أن يشاركن كلهن ؟! وإن كان كذلك فهناك حالات فردية تقود السيارة في البادية عند الحاجة ولا تتسبب في الزحام كما في داخل المدن ، ولا يوجد من يضايقها !! فلماذا التعميم والطلب من جميع النساء بقيادة السيارة ؟! كما أنهم تناسوا بأن عصر رسولنا عليه الصلاة والسلام وصحبه الكرام –رضوان الله عليهم – يختلف عن عصرنا، فهل يعقل أن نقارن إيمان الصحابة وصدقهم وحبهم للخير وحرصهم لإغلاق منافذ الشر بما يحدث في زماننا هذا ، وحرص الصحابيات كذلك؟! . وفي المقابل لم يذكروا ويستشهدوا بحرصهن على الحجاب والحشمة وعدم فعل المحرمات الوارد تحريمها في الكتاب والسنة كالنمص والتشبه والسفر بلا محرم وعدم الاستئذان من ولي أمرها عند الخروج من البيت وغيرها ، بل ولم يذكروا الحاجة والمشقة التي كانت في السابق مقارنة بعدم الحاجة وحب المظاهر في زماننا هذا . وقد ذم الله سبحانه وتعالى بني إسرائيل بقوله: ( أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ فَمَا جَزَاءُ مَنْ يَفْعَلُ ذَلِكَ مِنْكُمْ إِلاَّ خِزْيٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يُرَدُّونَ إِلَى أَشَدِّ الْعَذَابِ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ ) من الآية (85) - سورة البقرة . فما أحوجنا إلى التمسك الحقيقي بكتاب الله وسنة نبيه عليه الصلاة والسلام في جميع شؤوننا ؟.

3. ومن اقوالهم ( أن وجود المرأة مع السائق في السيارة يعتبر من الخلوة والاختلاط ...) وهذا كلام حق أريد به باطل ، وأهدافهم لا تخفى على كل شخص عاقل مدرك ، ويملكني العجب من الحرص على عدم الاختلاط والخلوة داخل السيارة فقط ، وتناسوا ما يحدث في المستشفيات والأسواق العامة وغيرهما وما فيهما من المنكرات الأخرى كالتبرج والسفور ، وكأن الاختلاط المحرم لا يكون إلا مع السائق في السيارة !! ، وفي الوقت نفسه تجد التساهل من بعض ربات البيوت حين يكشفن عن وجوههن للسائقين والطباخين ويسمحوا لهم بالدخول لأقصى البيت !! وتجد الاختلاط والخلوة مع الخادمات داخل المنازل عندما تذهب ربة البيت وأولادها لأعمالهم أو لزيارة الأقارب أو نحو ذلك ، أليس هذا من التناقض ؟! ولكن صدق الله (إن يقولون إلا كذباً ). كما أذكر بأن عدد من العلماء لم يجيزوا استقدام المرأة العاملة إلا مع محرمها وكذلك ضرورة إحضار السائق مع زوجته وذلك درءاً للمفاسد ، ويمكن الرجوع إلى فتاوى العلماء في هذا الشأن . كما يمكن التقليل من ضرر السائق والقضاء على الخلوة بركوب امرأته معه أو بركوب الأولاد أو مجموعة من النساء ، وهذا ما نشاهده في أكثر البيوت التي اضطرت لإحضار السائق ، فالخطأ لا يعالج بخطأ مثله أو أشد ، وقد ذكر الله عز وجل قول طائفة من المنافقين عندما أرادوا الاستئذان من الرسول عليه الصلاة والسلام بالعودة إلى منازلهم بحجة أنها غير محصنة )ويَسْتَأْذِنُ فَرِيقٌ مِنْهُمْ النَّبِيَّ يَقُولُونَ إِنَّ بُيُوتَنَا عَوْرَةٌ) ، ويأتي الجواب بقوله تعالى : ( وَمَا هِيَ بِعَوْرَةٍ إِنْ يُرِيدُونَ إِلاَّ فِرَاراً وَلَوْ دُخِلَتْ عَلَيْهِمْ مِنْ أَقْطَارِهَا ثُمَّ سُئِلُوا الْفِتْنَةَ لآتَوْهَا وَمَا تَلَبَّثُوا بِهَا إِلاَّ يَسِيراً ) الآية(13)و(14)- الأحزاب .

4. ومن اقوالهم المضحكة (أن السائقين يدخنون أمام الأطفال) ، مع إيماننا بخطأ هذا العمل إلا أن رب الأسرة هو السبب ، وكان بالإمكان الاشتراط حين الاستقدام بعدم التدخين ، ولكن الطامة الكبرى عندما يدخن رب الأسرة أمام أولاده ثم يأتي ويحذر من غيره !!. وكذلك من اقوالهم (أن السائقين يتحرشون بالأطفال ) وهذا من غفلة الآباء والأمهات وضعف المراقبة ، والتحرش يمكن أن يحدث من السائقين والخادمات وغيرهم ، ولكن أليس من الأجدر إحضار السائق مع زوجته - كما ذكر العلماء؟! .

5. ومما قالوا : (أن الرجل الوحيد المخول بالفتوى في قيادة السيارة هو رجل المرور) وهذا القول يدل على السذاجة وعدم الفهم ، وإلا فدور رجل المرور يتعلق بتنظيم السير والمركبات ووضع الخطط المناسبة . وهل سنقول لموظف البنك مثلاً بأنه هو المخول بالفتوى فيما يخص المعاملات والبيوع ؟! بالطبع لا .
لذا يجب أن يكون للعلماء دورهم القيادي فهم صمام الآمان – بإذن الله – وهم اعلم من غيرهم بالمصالح والمفاسد ، أما غيرهم فينطبق عليهم قول الحق تبارك وتعالى : (وَإِذَا جَاءهُمْ أَمْرٌ مِّنَ الأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُواْ بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُوْلِي الأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ ) من الآية (83) – النساء . والعجيب أن أمثال هؤلاء عندما تأتي مصيبة أو مشكلة تجدهم لا يتوانون من كيل التهم وإلقاء اللوم على العلماء وخطباء المساجد وأنهم لم يؤدوا دورهم في النصح والتحذير ...وغير ذلك !! 

6. ومن مزاعمهم : (أن المجتمع يسمح للمرأة أن تكتب وتؤلف ، ولا يسمح للمعلمة أو الكاتبة أو الطبيبة أن تقود سيارتها...) . ولن اتوقف طويلاً عند هذه الجملة ، ولكن انظروا إلى السطحية وقصر النظر وعدم وجود الحجج السليمة من أمثال هؤلاء ، وإلا فهل نقارن قيام المرأة بالتأليف أو الكتابة أو التعليم أو أي مهنة تناسب طبيعتها وفق الضوابط الشرعية مع قيادتها للسيارة ؟! ولم يتبق إلا أن يقول أمثال هؤلاء بأن المرأة يسمح لها أن تأكل وتشرب وتمشي ولم يسمح لها بقيادة السيارة !! 

7. أما أعجب الأقوال فهو إشارة عدد من كُتًاب الصحف اليومية وغيرهم في كل مناسبة بقول أحد زملائهم – عندما كتب قبل أسبوعين – (بأنه شاهد فتاتين تقود كل واحدة منهما سيارة مستقلة في مدينة الرياض وأنهما ملتزمتان بالقيادة الصحيحة...)!!! ، وكأن الذي ذكره الكاتب حجة دامغة وعمل يجب الاقتداء به ، ونحن أيضاً نقول لهم بأننا لم نشاهد امرأة واحدة تقود السيارة في الرياض أوغيرها من مناطق المملكة!!بل نرى الكثير من المسلمات العفيفات الحريصات على حجابهن وهن السواد الأعظم ، فلماذا لا تقتدي الأخريات المقصرات بأمثالهن ؟! كما أننا نستشهد بمن هم أفضل من هؤلاء الكتاب ديناً وعلماً وقبولاً عند عامة الناس- ولا مجال للمقارنة - ، ونقول لهم بأن سماحة الشيخ العلامة عبد العزيز بن باز وسماحة الشيخ العلامة محمد العثيمين – رحمهما الله – وسماحة الشيخ العلامة إبن جبرين وغيرهم قد حرموا قيادة المرأة للسيارة للمفاسد المترتب عليها . فأيهم الذي يؤخذ بقوله ؟!! . 

8- ومن أقوالهم نريد أن تقود المرأة السيارة كي نستغني عن السائقين!!
وهذا الكلام اسألوا عنه عدد من الدول المجاورة التي قالت مثل هذا الكلام ومع ذلك لم يستغنوا عن السائقين بل زادت الأعباء المادية !!


وقبل الختام ، فيُصر جميع مؤيدي قيادة المرأة للسيارة – من خلال كتاباتهم - على التغافل والتغاضي عن السلبيات المتمثلة بالآتي :
• الأعباء الأمنية وأعداد السيارات والحوادث التي ستزداد من جراء ذلك ، وأن نسبة الوفيات في النساء أقل من الرجال في مجتمعنا خاصة، ومن أكبر أسباب ارتفاع نسبة الوفيات في الرجال تعرضهم لحوادث السيارات . ومجموع إحصائية الحوادث لعام 1424هـ من تلفيات وإصابات ووفيات هي (47339) لمنطقة الرياض فقط حسب إحصائية إدارة المرور. ونشرت جريدة الشرق الاوسط في 16/1/1425هـ (قتيل كل ساعة في حوادث السير في السعودية ، وأن 80 % من حوادث المرور تعود إلى قائدي السيارات ). ونشرت عدد من الصحف في 17/1/1425هـ بأن عدد المخالفات التي ضبطها مرور مدينة الرياض خلال أربع ساعات فقط (10271) مخالفة خلال حملة مكثفة شارك فيها ما يقارب من(1200) رجل مرور ، فكم ستكون النسبة بعد ذلك ؟! وكم سنحتاج من رجل مرور لتنظيم عمليات السير ومباشرة الحوادث ؟!! . 
• تناسوا - عمداً – تحويلات الخدم والعمالة الأخرى ، والأعباء المالية المترتبة على شراء السيارة لكل امرأة تريد قيادة السيارة ‘ فهل يقارن تحويل السائقين لرواتبهم مع قيمة السيارة التي ستشتريها المرأة ؟ بمعنى آخر ، هل تكلفة السائق تقارن بقيمة السيارة التي ستشتريها المرأة الواحدة أو المرأتين أو الثلاث في البيت الواحد ؟! وللإجابة عن ذلك، فإن الأموال التي سيتم توفيرها – كما يزعم المؤيدين لقيادة المرأة – بدلاً من أن تذهب لأندونيسيا أو الهند أو الفلبين ، سيذهب أضعاف أضعافها إلى بلدان منشأ صناعة السيارات مثل اليابان وألمانيا وأمريكا وغيرها !! فأين التوفير الذي يتشدق به من يؤيد قيادة المرأة للسيارة ؟!.

• نسي المنادون لقيادة المرأة للسيارة – أو تناسوا عمداً - مشكلة الزحام المروري وما تسببه من الشد النفسي والعصبي وخصوصاً في فترة الصباح وعند الخروج من المدارس وعند خروج الموظفين من أعمالهم ، والذي يتمنى الواحد لو أن هناك وسائل نقل مهيأة وبديلة تنقل الموظف إلى مقر عمله بدلاً من أن يذهب كل شخص بمفرده ، فكيف ستكون هذه الطرق بعد قيادة المرأة للسيارة ؟! . وكان من الأجدر أن يطالبوا بتحسين وتطوير وسائل النقل الجماعي والنقل المدرسي والمطالبة بتنوع وسائل النقل الأخرى للتخفيف من الزحام المروري كالقطارات فوق وتحت الأرض داخل المدن وبين مناطق بلادنا الغالية ، بدلاً من معالجة الخطأ بخطأ أشد منه ضرراً لما فيه من الفتنة وتعطيل مصالح الناس !!. 

. تناسى هؤلاء من سيتولى التحقيق مع النساء اللاتي يرتكبن المخالفات أو يتسببن في حوادث الطرقات ، وما مصير اللاتي تعطلت بهن السيارات في السفر والحضر ؟!!! 
إلى غير ذلك من التساؤلات...
وأخيراً ، يجب أن يكون فينا من الحكمة وبعد النظر ودراسة القرارات دراسة متأنية ومستفيضة بكل واقعية واتزان مع ذكر الإحصائيات بكل دقة ، ودراسة الأبعاد الأمنية من رجال الأمن المختصين الذي يسهرون الليالي من أجل حماية الأعراض والممتلكات ، ومن الحكمة الرجوع إلى العلماء الربانيين الذين يضعون الأمور في موضعها ، فهم اعلم من غيرهم بما يهم البلاد والعباد ، (فهل أنتم منتهون ) يادعاة التغريب والتحرير ؟!! 

وهذه أبيات شعرية رائعة سمعتها من شريط لمحاضرة ألقيت في مدينة أبها بعنوان (أنصفوا المرأة) ألقاها فضيلة الدكتور / سعود الشريم – إمام وخطيب المسجد الحرام - قبل أكثر من ثلاث سنوات ، كما انصح الجميع بسماعه . ورأيت أنها مناسبة وتحكي الوضع الراهن ، والذي من خلاله يسعى دعاة التغريب إلى إقحام المرأة المسلمة العفيفة في هذا البلد المبارك في كل مجال واختلاطها مع الرجال ، فيقول :

يافتاة الخير أنتِ رغم أنف الماكرين

درة الغواصين أنتِ في بحار المتقين

لا تملي الستر يوماً وادخلي الحصن الحصين

لا تكوني قط ٌعلكاً تحت ناب الماضغين

لن يدوم العلك حلواً بعد حين ٍ ُتلفظـين

يافتاة الخير إني رغم كل السـاقطين

ابعث الآهاتِ حزناً قبل كنا آمنين

لن يظلَ الذئبُ شيخاً في ثياب الناصحين

هل رأيت الصدقَ يوماً في لسـان الكاذبين؟

أو رأيت الذئبَ حقاً في صفوف الراكعـين؟

بل ازيد الشعر بيتاً من قصيد الغـابرين

مخطئٌ من ظن يومـــاً أن للثعلب ديناً 


وفق الله الجميع وحفظ بلادنا من كل سوء

سامي بن عبد المحسن الطريقي – الرياض
جمادى الأولى 1426هـ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق