الجمعة - غرة رجب ١٤٣٧هـ
[ الاقتباس من القرآن الكريم في الشعر ... شواهد وأمثلة ]
جاء في " الموسوعة الفقهية " أن الاقتباس على نوعين :
١- ما لم ينقل فيه المقتبَس (بفتح الباء) عن معناه الأصلي ، ومنه قول الشاعر :
قد كان ما خفت أن يكوناإنا إلـى الله راجعـــــــونا
وهذا من الاقتباس الذي فيه تغيير يسير ، من قوله تعالى: {وإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ} .
٢- ما نقل فيه المقتبَس عن معناه الأصلي ، كقول ابن الرومي :
لئن أخطأتُ في مدحِكما أخطأتَ في منعــي
لقــد أنزلتُ حاجـاتي" بوادٍ غــير ذي زرع "
فقوله " بواد غير ذي زرع " : اقتباس من الآية التي وردت في سورة إبراهيم ، حيث وردت بمعنى " مكة المكرمة " ، إذ لا ماء فيها ولا نبات ، فنقله الشاعر عن هذا المعنى الحقيقي إلى معنى مجازي ، هو : " لا نفع فيه ولا خير " .
وكقول ابن حجر العسقلاني :
خاض العواذل في حديث مدامعيلما جرى كالبحر في سرعة سيره
فحبسته لأصون سِرَّ هـــواكم(حتى يخوضوا في حديث غيره)
وثبت عن الشافعي أنه قال : أنلني بالذي استقرضت خطاوأشهد معشرا قد شاهدوه
فإن الله خلاق البراياعنت لجلال هيبته الوجوه
يقول إذا تداينتم بدينإلى أجل مسمى فاكتبوه .
يتبع .....____________
الأحد ١٢ جمادى الأولى ١٤٣٧هـ
[ رفقًا بها يَا مِبضَعَ الجَرَّاحِ ]
مطلع قصيدةٌ لأحد شعراء المهجر ، واسمه (صيدح ) ، وهو يرى ابنته تخضع لعملية جراحية .. يقول فيها :
رفقًا بها يَا مِبضَعَ الجَرَّاحِشَرَّحْتَ قَلْبَ الوَالِدِ المُلْتَاحِ
إنْ زِدتَ إيِلامًا قَسوت تَجلُّديوَخَلطْتَ بَيْنَ صِيَاحِهَا وصِيَاحِي
واللهِ لوْ أَطْلَعتَ رُوحي لارْتَمتتَحْتَ النِّصَالِ تَصُدُّها بِجرَاحِي
هذي القَطاةُ قُصاصةٌ مِنْ ريْشِهَاتَكْفِي إذَا انْتَثرتْ لِقَصِّ جَناحِي
مَاذا جَنَتْ ؟ وَهِيَ الصَّغيرةُ في الرُّبىحَتَّى تُسامَ خُثارةَ الأَقْداحِ
بالأَمْسِ مَدَّتُ عُنقها مِن وَكْنِهاواليَوْمَ تِشْهدُ مُديَة الذَّبَّاحِ
اليَاسمِينُ الغَضُّ فِي أَكْمامهِغدنَ النَّضارة أخذه بالرَّاح
واللهِ لوْ أَطْلَعتَ رُوحي لارْتمتْتحتَ النِّصَالِ تَصُدُّها بجراحِي
ويحي دفعتُ إلى مشارطِ فلذةًكنتُ الضَّنينَ بها على الأرياحِ
أَنا لا أخدشهُ بغير نواظريوبغيرِ شَمِّ عَبيرهِ الفَوَّاحِ
آمنت في علمِ الطبيبِ وإنّ فيجرح الجسومِ سلامة الارواحِ
رَبّاهُ سَدّد كفّهُ وسلاحهُإني طرحْتُ على يديهِ سلاحي
__________
الخميس ٢٥ ربيع الآخر ١٤٣٧هـ
[شعراء نصارى قالوا كلمة حق في نبينا محمد - صلى الله عليه وسلم]
ممن مدح النبيّ صلى الله عليه وسلّم :
• الشاعر النصرانيّ (إلياس فرحات) من لبنان ، وهو من شعراء المهجر ، حيث قال :
غَمَرَ الأَرْضَ بِأَنْوَارِ النُّبُـوَّةْكَوْكَبٌ لَمْ تُدْرِكِ الشَّمْسُ عُلُـوَّهْ
لَمْ يَكُدْ يَلْمَعُ حَتَّى أَصْبَحَتْتَرْقُبُ الدُّنْيَا وَمَنْ فِيهَا دُنُـوَّهْ
بَيْنَمَا الكَوْنُ ظَلاَمٌ دَامِـسٌفُتِحَتْ فِي مَكَّةَ لِلنُّورِ كُـوَّةْ
وَطَمَى الإِسْلاَمُ بَحْرًا زَاخِرًابِـأَوَاذِيِّ الْمَعَالِـي وَالفُتُـوَّةْ
مَنْ رَأَى الأَعْرَابَ فِي وَثْبَتِهِمْعَرَفَ البَحْرَ وَلَمْ يَجْهَلْ طُمُـوَّهْ
إنَّ فِي الإِسْلاَمِ لِلْعُرْبِ عُلاًإنَّ فِي الإِسْلاَمِ لِلنَّاسِ أُخُـوَّةْ
فَادْرُسِ الإِسْلاَمَ يَا جَاهِلَـهُتَلْقَ بَطْشَ اللهِ فِيهِ وَحُنُـوَّهْ
يَا رَسُـولَ اللهِ إِنَّـا أُمَّـةٌزَجَّهَا التَّضْلِيلُ فِي أَعْمَقِ هُـوَّةْ
ذَلِكَ الجَهْلُ الذِي حَارَبْتَـهُلَمْ يَزَلْ يُظْهِرُ لِلشَّرْقِ عُتُـوَّهْ
قُلْ لأَتْبَاعِكَ صَلُّواوَادْرُسُواإِنَّمَا الدِّينُ هُدَىً وِالْعِلْمُ قُـوَّةْ
وممن مدح النبيّ - صلى الله عليه وسلّم - :• الشاعر (جاك صبري شماس)من محافظة الحسكة السورية:
يممتُ ( طهَ ) المُرْسَلُ الروحانـى ويُجلُّ (طه) الشاعـرُ النصرانـى
يا خاتمَ الرسل الموشـح بالهـدىورسـول نبـلٌ شامـخٍ البنيـان
أَلْقَىَ عليكَ الوَحـى طهـرُ عقيـدة ٍنبويـةٍ همـرت بفيـض مـعـان
قوّضت كهف الجهل تغدق بالمنـى ونسفـت شـرك عبـادة الأوثـان
مهما أساء الغـرب فى إيلامه لـم يـرق هـون للنبي الباني
لا يحجب الغربـال نـور شريعـة ويظـل نـورك طاهـراً روحانـى
ماذا أسطر فـى نبوغ (محمـد)قـاد السفيـن بحكمـة وأمــان
ومآثر الإسلام فـى سفـر الهـدىدرب النجـاة و شعلـة الفرقـان
أنا يا ( محمد) من سلالـة يعـربأهـواك ديـن محـبـة وتـفـان
وأذود عنـك مولـهـاً ومتيـمـاً حتى ولو أُجزى بقطـع لساني
أكبرت شأوك فى فصيـح بلاغتـى وشغاف قلبي مهجتي وبياني
وأرتل الأشعار فـى شمـم النـدى دين تجلّـى فـى شـذى الغفـران
وتسامـح يزهـو ببـرد فضيلـةوشمائـل تشـدو بسيـب أغـان
أغدقت للعـرب النصـارى عـزة ومكانـة ترقـى لـشـمِّ مـعـان
وأنـرت دربـاً ناضـراً برسالـة مسك الرسـول وخاتـم الأديـان
وزرعت فى قلب الرعيـة حكمـة شماء تنطق فـى نـدى الوجـدان
أودعت يمنك فى حدائـق مقلتـى ووشمت مجدك فى شغاف جنـان
ونذرت روحي للعروبـة هائمـاًبالضـاد والإنجـيـل والـقـرآن
ونقشت خلق (محمد) بمشاعـري ودرجت أرشف كوثـر الرحمـن
وشتلت فى دوح التآخـى أحرفي أختال زهـواً فـى بنـى قحطـان
آخيت ( فاطمة) العروبة فى دمي وعفاف (مريم) فى فـؤاد كياني
عاودت نور (محمـد) بشريعـة تزهو شموخـاً فـى أجـل بيـان
رفلـت مبادئـه نضـار رجاحـةوتعـطـرت بالـبـر والإيـمـان
والمجد يتبع خطـوة أنّـى مشـى ويسيل شهـداً فـى فـم الأزمـان
ولئـن تغطـرس أجنبي حاقـدٌ كفقاعة الصابـون فـى الفنجـان
أنا (مسلم) لله أمرى فى الدنـىومفاخـر (بالمسلـم) المـعـوان
وإذا قرأتـم للـرسـول تحـيـة فلتقـرِؤوه تحـيـة النصـراني
الله أكبر يـا رسـول فسـر بنـا نحـو الشمـوخ وقبلـة الإيمـان
ويكَحَّل الأقصـى بـروح مجاهـد والقدس تزهو فـى قـلاع أمـان
أستصرخ (اليرموك) فى ألق الوغى شمخت صموداً فى رحى الميـدان
وتربعت عرش البطولـة والفـدىونمت علـى شفـة وكـل لسـان
أودعت للعرب الكمـاة وصيتيوغداة حتفـى أذكـروا عنوانـي
إن تـاه عنوانـى فإني شاعـرعشق النخيـل وسـورة الإنسـان
مهما مدحتـك يا(رسـول) فإنكـم فوق المديح وفـوق كـل بياني
لن تفلـح الدنيـا بكسـر عقيـدةوالديـن يرفـل بـردة الـقـرآن
______________* جاك شماس شاعر سورى شارك بهذه القصيدة فى مسابقة البردة النبوية نال بها استحسان جميع النقاد .__________
الأحد ٢ ربيع أول ١٤٣٧ هـ
عن الشريد بن سويد الثقفي - رضي الله عنه - قال : ( ردفتُ رسولَ اللهِ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ -يومًا ، فقال " هل معكَ من شعرِ أُميَّةَ بنِ أبي الصَّلتِ شيئًا ؟ " قلتُ : نعم . قال " هِيه " فأنشدتُه بيتًا . فقال " هيه " ثم أنشدتُه بيتًا . فقال " هيه " حتى أنشدتُه مائةَ بيتٍ ) . رواه مسلم .
وعن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال : ( أشعَرُ بيتٍ قالته العربُ كلمةُ لَبيدٍ:ألا كلُّ شيءٍ ما خَلا اللهَ باطلُ وكاد أميَّةُ بنُ أبي الصَّلتِ أنْ يُسلِمَ ).صحيح الإسناد .
وعن عبدالله بن عباس - رضي الله عنهما - قال : ( أنَّ النبيَّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ صَدَّقَ أُميةَ في شيٍء من شِعْرِهِ فقال :رجلٌ وثورٌ تحت رِجْلِ يمينِهِ
والنسرُ للأُخرى وليثٌ مُرْصَدُ
فقال النبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ : صَدَقَ ، وقال :والشمسُ تطلعُ كلَّ آخرِ ليلةٍحمراءَ يُصبحُ لونُها يَتَوَرَّدُ
تَأْبَى فما تطلعُ لنا في رِسلِهاإلا معذِّبةً وإلا تُجْلَدُ
فقال النبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ : صَدَقَ ) . مسند الإمام أحمد .
• أمية بن أبي الصلت - عبدالله بن أبي ربيعة الثقفي - شاعر جاهلي ومن رؤساء ثقيف بالطائف ، وأمه من قريش ، اشتُهر بالحنيفية وكان من الدعاة إلى نبذ الأصنام وتوحيد الإله وحرّم الخمر على نفسه .وجاءت الأخبار أنه عاصر ظهور النبي عليه الصلاة والسلام والتقاه وتحاور معه وسمع منه القرآن الكريم لكنه أبى أن يسلم .
• من أشعاره : هذه القصيدة " رب الحنيفة " يقول فيها :
الحمد للـه مُمسانا ومُصَبحنابالخير صبَّحنا ربي ومسَّانا
رب الحنيفة لم تنفد خزائنهامملؤةَ طبَّق الآفاق سلطانا
ألا نبيَّ لنا منَّا فيخبرناما بُعْدُ غايتنا من رأس مُجْرانا
بينا يُرَبِّبُنَا آباؤنا هلكواوبينما نقتني الأولاد أفنانا
وقد علمنا لَوَ أنَّ العلم ينفعناإن سوف يلحق أُخرانا بأُولانا
وقد عجبت وما بالموت من عجبما بال أحيائنا يبكون موتانا
يا رب لا تجعلنّي كافراً أبداًواجعل سريرة قلبي الدهرَ إيماناً
واخلِط به بُنْيَتي واخلِط به بَشَريواللحمَ والدمَ ما عُمِّرتُ إنسانا
إني أعوذ بمن حج الحجيج لـهوالرافعون لدين الله أركانا
مسلِّمين إليه عند حجِّهمِلم يبتغوا بثواب الله أثمانا
والناس رَاثَ عليهم أمر ساعتهمفكلـهم قائل للدين أيَّانا
أيام يلقى نصاراهم مسيحَهمُوالكائنين له وُدّاً وقربانا
هم ساعدوه كما قالوا الـههموأرسلوه يَسُوفُ الغيثَ دُسْفانا
ساحي أياطلـهم لم ينزعوا تفثاًولم يسلّوا لـهم قملاً وصئباناً
لا تخلطنَّ خبيثاتٍ بطيبةواخلع ثيابك منها وانجُ عُريانا
كل امرىءٍ سوف يُجْزى قَرْضَهُ حسناًأو سيئاً ومديناً كالذي دانا
قالت أراد بنا سوءاً فقلت لـهاخزيان حيث يقول الزور بهتانا
وشق آذاننا كيما نعيش بهاوجاب للسمع أصماخاً وآذانا
يا لذة العيش إذ دام النعيم لناومن يعيش يلق روعاتٍ وأحزانا
من كان مكتئباً من سيّءٍ ذَقِطاًفزاد في صدره ما عاش ذَقْطانا*
* ذقطان : غضبان
ومن قصائدة ، قصيدة بعنوان ( لك الحمد ) :
لك الحمد والنعماء والملك ربَّنافلا شيءَ أعلى منك مجداً وأمجدُ
مليك على عرش السماء مهيمنٌلعزته تعنو الوجوه وتسجدُ
عليه حجاب النورِ والنورُ حولـهوانهار نورٍ حولـه تتوقد
فلا بصر يسمو إليه بطرفهودون حجاب النور خلق مؤيدُ
ملائكة أقدامهم تحت عرشهبكفيه لولا اللـه كلّوا وأَبلدوا
قيامٌ على الأقدام عانين تحتهفرائصهم من شدة الخوف تُرعَدُ
وسبطٌ صفوف ينظرون قضاءَهيُصيخون بالأسماع للوحي رُكَّدُ
أمينٌ لوحي القدس جبريل فيهموميكال ذو الروح القويُّ المسدد
وحُرَّاس أبواب السموات دونهمقيام عليهم بالمقاليد رُصَّدُ
فنعم العباد المصطفون لأمرهومن دونهم جند كثيفٌ مجندُ
ملائكة لا يفترون عبادةكروبيَّةٌ منهم ركوعٌ وسُجَّدُ
فساجدهم لا يرفع الدهر رأسهيُعظِّمُ ربّاً فوقه ويمجدُ
وراكعهم يعنو لـه الدهرَ خاشعاًيردّدُ آلاء الآلِ ويحمدُ
ومنهم مُلِفٌّ في الجناحين رأسَهُيكاد لذكرى ربه يتفصَّدُ
من الخوف لا ذو سأَمةٍ بعبادةٍولا هو من طول التعبد يجهد
ودون كثيف الماء في غامض الهواملائكةٌ تنحطُّ فيه وتَصْعَدُ
وبين طباق الأرض تحت بطونهاملائكة بالأمر فيها تردَّدُ
فسبحان من لا يعرف الخلق قدرَهومن هو فوق العرش فرد مُوَحَّد
ومن لم تنازعه الخلائق ملكهوإن لم تفرِّدْه العباد فمفردُ
مليك السموات الشداد وأرضهاوليس بشيءٍ عن قضاه تأوُّدُ
هو اللـه باري الخلق والخلق كلـهمإماءٌ لـهُ طوعاً جميعاً وأعبُدُ
وأنى يكون الخلق كالخالق الذييدوم ويبقى والخليقة تنفد
وليس لمخلوق من الدهر جدَّةٌومن ذا على مرّ الحوادث يخلد
وتفنى ولا يبقى سوى الواحد الذييُميت ويُحيي دائباً ليس يهمد
تسبحه الطير الجوانح في الخَفىوإذ هي في جوّ السماء تُصَعِّدُ
ومن خوف ربي سبح الرعد فوقناوسبَّحه الأشجار والوحشُ أُبَّدُ
وسبَّحه النينانُ والبحر زاخراًوما طمَّ من شيءٍ وما هو مُقْلِدُ
ألا أيها القلب المقيم على الـهوىإلى أيّ حينٍ منك هذا التصدُّدُ
عن الحق كالأعمى المميط عن الـهدىوليس يردُّ الحقَّ ألاَّ مفنِّدُ
وحالات دنيا لا تدوم لأهلـهافبينا الفتى فيها مهيبٌ مُسَوَّدُ
إذا انقلبت عنه وزال نعيمهاوأصبح من ترب القبور يوَّسدُ
وفارق روحاً كان بين جنانهوجاور موتى ما لـهم مُتردَّدُ
فأي فتى قبلي رأيت مخلداًلـه في قديم الدهر ما يتوددُ
ومن يبتليه الدهر منه بِعَثْرةٍسيكبو لـها والنائبات تَردَّدُ
فلم تسلم الدنيا وإن ظن أهلُهابصحتها والدهر قد يتجردُ
ألست ترى في ما مضى لك عبرةًفَمَهْ لا تكن يا قلبُ أعمى يُلدَّدُ
فكن خائفاً للموت والبعث بعدهولا تكُ ممن غرَّه اليوم أو غَدُ
فإنك في دنيا غرور لأهلـهاوفيها عدوٌّ كاشحُ الصدر يُوقِد
وساكن أقطار الرقيع على الـهواومن دون علم الغيب كلٌّ مُسَهَّدُ
ولولا وثاق اللـه ضلَّ ضلالناوقد سرَّنا أنّا نُتَلُّ فنوأَد
ترى فيه أخبار القرون التي مضتوأخبار غيب في القيامة تنجُدُ
وليس بها إلا الرقيم مجاوراًوصِيدَهُمُ والقوم في الكهف هُمَّدُ
____________
الاثنين ٧ ذو الحجة ١٤٣٦ هـ
==========
الخميس ١٣ جماد الآخر ١٤٣٦ هـ
أبيات تكشفُ روعة الأبوة الحانية التي تغمر قلوب الآباء على أبنائهم ،
إلى درجة عجيبة لا يعرف حقيقتها إلا أب ..
فيض حنان يتفجر .. وشلال عاطفة يتدفق ..
من قلب أبٍ يودع أطفاله
ويُظهرُ لهم بأنه متماسك ، وهو يوشكُ أن ينهار .
=========
الأربعاء ١٢ ربيع الآخر ١٤٣٥هـ
================
الثلاثاء ٦ ربيع الأول ١٤٣٥هـ
الخميس ٢٠ رجب ١٤٣٤..
حميدان.. جرح يفتح كل آن..
المأساة حميدان التركي.. جرح ينكأ مابين حين وحين..
الشيخ محمد بن أحمد الفراج
_______________________
السبت ٨ رجب ١٤٣٤
كثير من الشعراء كتبوا عن الأم وفضلها ...
وقليل منهم كتبوا عن فضل الأب ..
وهذه القصيدة أعجبتني للشاعر / مصطفى قاسم
وأحببت أن انقلها لكم ، لعلها تنال إعجابكم أيضاً .
والقصيدة بعنوان : (هذا أبي )
لم تكتبِ الشّـــــعرَ يوماً ما أو الأدبــــا
وما ســــهرتَ الليالـــــــــي تقرأُ الكُتُبا
ولم تكنْ من ذوي الأمــــوال تجمعُهــا.
لـم تكنِـــــزِ الدّرَّ والياقـــوتَ والذهبـــــا
لكــــــــنْ كنزتَ لنا مجداً نعيــــشُ بـــه
فنحمدُ اللهَ مَن للخيـــــر قد وَهبـــــــــا
أضحــــى فؤاديَ سِـــفراً ضَـمَّ قافيتي
ودمعُ عينــي على الأوراق قد سُكِبـا
ســـأنظم الشـــــــعرَ عِرفاناً بفضلك يـا
مَن عشتَ دهرَك تجني الهمَّ والنّصَـبا
سأنظم الشـــعر مدحاً فيكَ منطلِـقاً
يجاوز البدرَ والأفـــــلاكَ والشـــــــهُبـا
إن غاضَ حِبري بأرض الشّعر,والهفي!
ما غاض نبعُ الوفا في القلب أو نضبــا
قالوا : تغالي فمَن تعني بشـــعرك ذا؟
فقلت : أعنـي أبــي ,أنْعِــــمْ بذاك أبا
كم سابقَ الفجرَ يسعى في الصباح ولا
يعودُ إلا وضوءُ الشــــمـــس قد حُجبـــا
تقول أمي : صغارُ البيــــــت قد رقدوا
ولم يَرَوْك , أنُمضــــي عمرَنــــا تعبــا؟
يجيب : إني سأسـعى دائمــــاً لأرى
يوماَ صغـــاريْ بدوراً تزدهـــي أدبــــا
ما شـعريَ اليومَ إلا من وميــضِ أبي
لولاه مــــــا كان هذا الشــــعرُ قد كُتبا
فأنتَ أولُ من للعلــــم أرشـــــدنــي
في حمصَ طفـلاً ولمّا كنــتُ في حلبـا
في الشام في مصرَطيفٌ منك في خلَدي
أرنو إليهِ, فقلبـي ينتــشــي طرَبــــــا
ولــــــم تكــــن أبتي في المال ذا نسبٍ
لكنْ بخيـــــــرِ نكــــونُ الســـادةَ النّجُبَـــا
فالمالُ لن يُعــــلِيَ الإنســــــــانَ منزلةً
إنْ لم يكـنْ بالمـــــزايا يرتقــــي السّـحُبا
لقد نُســـــــــبتَ أبــــــي للخير في كرم
يا منبعَ النبــــــــــــل فلْتَهْنأ بذا نســـبا
نصحْتنا ما أُحيلى النّصْـــــــــحَ يا أبتي
فأنت مدرســـــةٌ في النصــــــح لا عَجَبـا
حماك ربي من الحُسَّـــــــــــــاد يا أبتي
قد ارتقيتَ ,وكــم من حاســــدٍ غَضبــــا
فاحفظ لنا ربَّنا دينــــــــــــاً نَديـــــنُ به
قد شرَّف العُجمَ طولَ الدهـــرِ والعَــــربا
واحفظ لنا والدي والأمَّ يا ســـــــــــندي
وإخوتـــــــي وأناســــاً حبُّــــهُم وجَبـــا
_________________________
الجمعة ١٧ جمادى الأولى ١٤٣٤
استغاثة لنصرة إخواننا المسلمين في مالي .
أبيات رائعة للشيخ / سعود الشريم :
إلهي أنتَ للمظلومِ والي **
جنودُ الكفرِ دكُّوا أرضَ مالي
وساءَ الناسُ دعمَ الكفرِ سرَّا **
بمالِ ذوي الجوارِ وليسَ مالِي
ولمّا استنصرُوا قومي تولّوا **
وكلٌّ قال ما هذا ومالِي
فآثرَ بعضُنا خَوَرَاً وذلاً **
وآخرُ سَامدٌ للبطنِ مالِي
أولئك مالأوا بالظلمِ كفراً **
وذو الإيمانِ يَبْكِي لنْ أُمَالِي
سيُعلنها مجاهدهم بصدقٍ **
يحققُ ربُّنا فينا أمالِي
وأقهرُ كلَّ كفَّارٍ أثيمٍ **
وأحظى من نسا كفرٍ إمالِي
أما لي نصرة للحقِّ يوماً **
أما لي صهوةٌ فيها أمالي ؟
فلا حولٌ ولا طولٌ لدينا **
ولكنَّ الدعا هوَ كلُّ مالِي
شكوتُ الحال بالأبياتِ شعراً **
وأمليتُ القصيدَ لكم أَمالِي
_______________________
الأحد ١٢ جمادى الأولى ١٤٣٤
أمن يجيب المضطر.
للشاعر : بندر فهد الايداء
قـَدِ ارْتـَوىَ الـهـَمُّ مـن أسْـيَافِه بدَمي
وشَـحَّ غَمْضـِي على جَفْنـَيّ َمـِن ألمِي
وكـفَـَنَّ الـحـزْنُ أحـَلامـي وَودَّعـها
وأُطْـفـِئ َالـنـورُ لمَّا أن ْعشـَى قلَـمَ
قَـد انـتهـَى الوجدُ من سلمـَى وقصَّـتِها
"بـبـيـنِ حـبُـك جـِيـراناً بذي سـَلِمِ"
يـا دوحـةَ الـصـبحِ شُدّي فالدُّجى عبث
وَلـفَّـعـْت بِـمُـرُوطَـيْ صَـمْتها كـَلِم
وَأوضَـعَـتْ بـفـؤادي كـُلَّ صَـارمـةٍ
مــا خَـافـَتِ الله فـي حِـلٍّ ولا حَـرمِ
أَأُعْـجِـمـتْ لـغـةُ الآمـالِ وانـقطعت
عـن الـمـسـير إلى أفراحها قـَدمي ؟!
هـذي الـمـفـازةُ قلّي كيفَ أقطـَعُها !؟
وأنـت تـعـلـمُ أنـيّ مـعدمٌ وظـَمِي!!
بـغـيـر هـديـك ضَـلّ الركبُ منزلهم
ودون زادكَ مـاتَ الـسـعـدُ مـن سَقَمِي
كـم قَـدْ كَـتَـبـْتُ مـن الإشفاقِ تعزية ً
ومـا الـعـَزاءُ عـلـى البلـْوىَ بمتّهـَمِ
سَـالـتْ شـئـُوني حتَّى جَفَّ منـْبـَعُها
فـكـيـفَ يـبصر ُشمساً من تراه عَمِي ؟
يـا مـَالـكَ الـمـلـكِ إنّي قد أتيتُ ولي
مـن الـرجـَاءِ رجـاءٌ غـير منْصـَرمِ
يـا كـاشـفَ الـكربِ مالتْ كُلُّ أشرعتي
وعـايـنَ الـحـَتْـفَ قلَبٌ بالبلاءِ صُمِي
يـا فـارجَ الـغـَمّ مـن إلاّك نـقصـِدهُ
إذا تــلــبـدتِ الأيـام ُبـالـحِـمـَمِ
يـا واسـعَ الـفـضلِ جُدْ لي منكَ عـَافيةً
يـا مـن لـه الأمـر ُبـالإحسان ِوالنّعـَمِ
(أمّـنْ يجيبُ) سـَـرتْ من قلبِ منكسر ٍ
فـمـن يـجيب بئيساً في اللّظَى الحَطِمِ؟!
(إنّـي قـريـبٌ) بـهـا ناديتُ يا أمـَلِي
أجـبْ حـزيـنـاً عـن الـسلّواءِ منفطِمِ
مـن دونِ لـطْـفـكَ إنـي هـَالـك أبداً
فـإنْ خـَذلـتَ فـواهـاً ثـُمَّ وانـَدمِي
صـدري يـئّـنُ بـأضْـلاع ٍمـحـطّمة ٍ
نادَتكَ منْ طـــَـرْفِها ثمّ انتهـَتْ بِفَمـِي
إرحـمْ فـقـيـراً ثـوى فـي لُجّ مُهلـِكةٍ
مـن الـتـقـلُّـبِ بـالأهـوالِ لم ينـَمِ
فـقـد عَـقَـدت ُبـحـسـْنِ الظنّ قافيتي
حـتـى أُبَـشَّـر َ.. هذا الصبحُ فابتسمِ ؟
_____________________
الخميس ٢ جمادى الأولى ١٤٣٤
أمّ النخيل
- إلى أمي .. الهفوف -
*
*
أتذكُرينَ صبيّا عادَ مُـكتهلا
مسربلاً بعذابِ الكونِ .. مُشتملا؟
أشعاره هطلتْ دمعاً ... وكم رقصتْ
على العيونِ ، بُحيراتِ الهوى ، جَذلا
هُفوفُ! لو ذقتِ شيئاً من مواجعهِ
وسّدتِهِ الصدرَ .. أو أسكنتِه الخُصَلا
طال الفراقُ.. وعذري ما أنوءُ بهِ
يا أمّ! طفلُكِ مكبولٌ بما حَمَلا
لا تسألي عن معاناةٍ تمزّقني
أنا اخترعتُ الظما.. والسُّهدَ.. والملَلا
هل تغفرينَ؟ وهل أمٌّ وما نثرتْ
على عقوقِ فتاها الحبَّ والقُـبُـلا
*
ضربتُ في البحرِ .. حتى عدتُ منطفئاً
وغصتُ في البرّ.. حتى عدتُ مشتعلا
أظما .. إذا منعتني السحبُ صيِّـبَـها
أحفى .. إذا لم تُردني الريحُ مُنتعلا
ويستفزُّ شراعي الموجُ ... يلطمُهُ
كأنّه من دمِ الطوفانِ ما غُزلا
ورُبَّ أوديةٍ .. بالجنِّ صاخبةٍ
سريتُ لا خائفاً فيها ... ولا عَجِلا
تجري ورائي ضباعُ القفرِ .. عاويةً
والليثُ يجري أمامي .. يرهبُ الأجَلا
كأنّما قلقُ الجُعْفيّ .. يسكنني
هذا اللي شَغَلَ الدنيا .. كما شُغِلا
*
يا أمُّ عانيتُ أهوالاً .. وأفجعُها
مكيدةُ الغدرِ في الظلماءِ مُختتِلا
أواجهُ الرمحَ في صدري .. وأنزعهُ
والرمحُ في الظهرِ .. مسّ القلبَ .. أو دخلا
ألقى الكُماةَ بلا رُعبٍ .. ويُفزِعُني
هجرُ الحبيبِ الذي أغليتُهُ .. فسَلا
أشكو إليكِ حسانَ الأرضِ قاطبةً
عشقتهنّ .. فكانَ العشقُ ما قََتَلا
ويلاهُ من حرقةِ الولهانِ ... يتركُهُ
مع الصبابةِ .. شوقٌ ودّع الأملا
أشكو إليكِ من الستّينِ ما خَضبَتْ
من لي بشيبٍ إذا عاتبتهُ نَصَلا ؟!
تهامسَ الغيدُ "ياعمّي!" فوا أسفاً
أصيرُ عمّا.. وكنتُ اليافِعَ الغَزِلا
لا تعجبي من دماءِ القلبِ نازفةً
واستغربي إن رأيتِ القلبَ مندمِلا
*
يا أمُّ ! جرحُ الهوى يحلو .. إذا ذكرتْ
روحي مرارةَ شَعبٍ يرضَعُ الأَسَلا
يفدي الصغارُ بنهرِ الدمِّ مَقدسنا
مالي أقلّبُ طرفي .. لا أرى رجلا ؟!
أرى الجماهيرَ .. لكن لا أرى الدُوَلا
أرى البطولة .. لكن لا أرى البطلا
لا تَذكري .. لي صلاحَ الدين .. لو رجعتْ
أيَّامُه .. لارتمى في قبرهِ خجَلا
أين الكرامةُ .. هل ماتتْ بغُصّتِها ؟
أين الإباءُ .. أملَّ الجُبْنَ .. فارتحلا ؟
عجبتُ من أمّةِ القرآنِ .. كيفَ غَدَتْ
ضجيعةَ الذُلِّ .. لا ترضى به بدَلا
أسطورةُ السِلْمِ .. ما زلنا نعاقرُها
يا مَنْ يصدّق ذئباً صادقَ الحَمَلا !
حمامةُ السِلمِ .. حُلمي أن أقطعها
وأن أعود بصقرٍ يقنصُ الوَجَلا
"شارونُ" نحن صنعناهُ بخشْـيـَتـِنا
كم خشيةٍ صنعتْ من فأرةٍ جَبَلا
تعملقَ القِزْمُ .. لمّا قُزّمت قِمَمٌ
واستُنْسِختْ نملةٌ في ذُعرنا جَمَلا
هاتِ الفؤادَ الذي ثارَ اليقينُ بهِ
واقذفْ بيَ النصرَ .. أو فاقذف بيَ الأجَلاَ
*
أمَّ النخيل ! ... هبيني نخلةً ذَبُلتْ
هل ينبتُ النخلُ غضّاً بعد أن ذَبـُلا ؟!
يا أمُّ .. رُدّي على قلبي طفولَته
وأرجعي لي شباباً ناعماً أفِلا
وطهّري بمياهِ العينِ .. أوردتي
قد ينجلي الهمُّ عن صدري إذا غُسـِلا
هاتي الصبيَّ ... ودُنياه .. ولُعبـَتـَه
وهاكِ عُمري ... وبُـقيا الروحِ والمُـقَلاَ
*
الشاعر الدكتور : غازي القصيبي
2001م
من ديوانه: للشهداء
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق