الصفحات

الأحد، 14 يوليو 2013

صُوَرٌ لن تُمحى من ذاكرتك !!

الأحد ١١ جمادى الآخرة ١٤٣٧ هـ



محتويات الموضوع :


•  " صورة واحدة أفضل من ألف كلمة " ، هل هذه العبارة صحيحة ، وإلى أي مدى ؟


هل انحسر إبداع الكلمة أمام إبداع الصورة ؟


أهمية الصورة في العمل الصحفي


 • أقسام التأثير لفهم الصورة ؟


صورة كانت سبباً في تأليف كتاب ؛ فماهي هذه الصورة ؟


ماهي الصورة التي التقطتها عدسة المصور ثم  انتحر بعدها ؟


صورة مهدت لفرض قوانين صارمة بما يتعلق بحوادث الحريق وشروط السلامه في أمريكا ؛ فما هي ؟




[ " صورة واحدة أفضل من ألف كلمة " ، هل هذه العبارة صحيحة ، وإلى أي مدى ؟ ]


كلنا يدرك بأنه يوجد العديد من الصور التي لن تُمحى من ذاكرة الشخص أو من ذاكرة التاريخ !!

" إن صورة واحدة أفضل من ألف كلمة

هكذا تقول الحكمة الصينية ، وقد تكون هذه الحكمة صحيحة إلى حدٍ كبير ، لأن الصورة تحمل في داخلها كلمات ورسائل قد تساهم في تغيير حياة إنسان وقد تساهم في تغيير العالم بأسره!

فألف كلمة لا يمكن أن تتحدَّث ببلاغة كما تتحدَّث صورة واحدة .


 لقد أصبحنا - في حقيقة الأمر - نتحدث عما يُصطلَح عليه " الثقافة البصَرية " .


وهناك صور عبرت عن الكثير من أسطر الكلام ، والتي تنوعت بين لحظات شاعرية مؤثرة وأخرى معبرة وغيرها مضحكة أو ذكية.

وكل شخص يشاهد صور ما قد يتبادر إلى ذهنه الكثير من الأفكار التي تعكسها هذه الصور


ومعظم الصور تم التقاطها في لحظات نادرة ، أو حتى عفوية لتُظهر إختصاراً لكثير من الكلام ، الذي من الممكن أن يفشل في التعبير عنها.


يقول أرسطو :

" إن التفكير مستحيل من دون صور " .


ويقول آبل جانس :

" إننا نعيش بالفعل في عصر الصورة " .




[هل انحسر إبداع الكلمة أمام إبداع الصورة ]


يحق لنا اليوم أن نقول أن الصورة أصبحت قادرة على أن تكون بديلا عن الكلمة ؛ ولكن هل انحسر إبداع الكلمة أمام إبداع الصورة ؟

منذ أن تغيرت أنماط وسائل الإعلام وبرزت الثورة التكنولوجية بفضاءاتها المتعددة تضاءل تأثير الكلمة ، ففي عصر قائم على الإبهار والإثارة لم تعد الكلمة تستطيع أن تجذب القارئ كما تفعل الصورة ، خاصة المتحركة منها أو الفيلم الوثائقي.

لذا فمن  الطبيعي في هذا الزمان أن تحتل الكلمة منزلة أقل وأن يتضاءل ليس فقط دورها بل تأثيرها.

وكلنا ندرك بأننا في زمن قائم على السرعة وليس لدى الجمهور الوقت للقراءة وخاصة عندما تكون القراءة المطلوبة هي ما بين السطور ، فضلاً عن ذلك تستطيع الصورة التعبير أكثر بكثير مما تستطيعه الكلمة المقروءة والمسموعة.

كما أن الكلمة تخاطب فقط المثقف والقارئ وشرائح مجتمعية معينة ، بينما تستطيع الصورة أن تخاطب كل الأعمار والمستويات الثقافية وذوي الاحتياجات الخاصة كالصم مثلا، وقد لا يكون لاختلاف اللغات أي حاجزٍ لفهمها عكس الكلمات المكتوبة ، وبالتالي فهي قادرة على أن تصل إلى مدى أبعد بكثير مما تفعله الكلمة.




[أهمية الصورة في العمل الصحفي ]


إن الصورة أصبحت لغة داخل اللغة ، وفرضت حالها في الساحة الإعلامية كعامل أساسي لإيصال المعلومة في إطار إبداعي و جمالي .

يقول الكاتب الروائي (إيفان تور جينيف) في رواياته (آباء وأبناء) :

" أن الصورة الواحدة قد تعرض ما استطاع كتاب أن يقوله في مائة صفحة حيث أن حاسة البصر ذات أهمية كبرى بالنسبة لشعور الإنسان ودرجة فهمه ".

ومن هنا تكمن أهمية الصورة في العمل الصحفي باعتبار قيمتها الجمالية كعمل فني يستوقف النظر ويبعث الاهتمام في نفس القارئ وفي أنها تجذب الانتباه وتثير الاهتمام وتقدم وسائل مؤثرة في رواية خبر ما.



وليس بخافٍ عليكم (فن الكاريكاتير) أحد فنون الرسم الذي يقوم على تحوير ملامح الصورة الأساسية للتعبير عن السخرية وللتعبير أيضا عن نقد اجتماعي وسياسي . والكاريكاتير فن يتزايد اتساعاً في العالم مع تكاثر المشاكل والهموم ونقطة قوته هو أنه صورة ومن السهل على العين التقاط معنى هذه الصورة بدلا من قراءة مقالة أو كتاب ...

بل نرى كل يوم عشرات وربما مئات الصور في كل ساعة وفي كل لحظة ، وقد تمر أمام عينيك كالطيف دون أن تلحظها وقد تبقى في ذاكرتك لتؤثر فيك بما تحمله من المعاني أو المشاعر أو الأفكار..


" ولذلك كانت صورة الغرب في الوعي الشرقي إبان العصور الوسطى مختلفةً جذريًّا عن صورته في العصر الحديث والمعاصر ، وبالمثل اختلفت صورة الشرق في الوعي الغربي من حقبة إلى أخرى ، على الرغم من أن الوعي بالآخر ظلَّ في جوهره مُحتفظًا بثوابتَ ومرتكزات وبصورة نمطية ، نجدها في أغلب الكتابات التي تناولت علاقة الأنا بالآخر " .
إننا من خلال الصورة: الأدبية أو الفنية أو التشكيلية أو الإشهارية أو الفوتوغرافية...، نستطيع نقل نمط ثقافي يمكن أن يُطلِعنا على الآخر، قد يسود وينتشر ويُحدِث تغييرًا في النظام أو النسق الاجتماعي، ويفرض خلخلة في العادات والتقاليد التي تشكل جزءًا مِن هذا النظام، بل إنه في مرحلته الأولى قد يؤدِّي إلى صراع بين فئات المجتمع الواحد، ما دام يُخاطب ذاكرة ويحاول أن يفرض نمطًا آخر في المجتمع، قد يحدث هزة فيما هو سائد، ويجعلنا نتساءل عما يَحمله المستقبل في ظل سيطرة الصورة على الخطاب الثقافي .




[أقسام التأثير لفهم الصورة ؟ ]


ويمكننا أن نقسم تأثير وفهم الصورة إلى :

١- صورة لاتحتاج إلى أي تعليق:

حيث أنها كافية وواضحة ولاتحتاج إلى شرح للمتلقي .


٢- صورة قد تحتاج إلى كلمة واحدة :

وذلك لفك شفرتها والاستدلال على معناها .


٣- صورة قد تحتاج إلى عبارة مكونة من عدة كلمات :

للاستدلال عليها والتعبير عن ما تحمله من معنى .


٤- صورة لزيادة التأثير وشّد المتلقي :

وتكون مرفقة مع جملة مكتوبة ، بحيث يمكن وضع أي صورة مطابقة مع هذه الجملة .


٥- وصورة قد لا يكون لها أي تأثير يذكر :

كونها غير مناسبة مثلاً أو لم توضع في المكان المناسب ، أو قد يكون الكلام الطويل أفقدها تأثيرها .

____________


[صورة كانت سبباً في تأليف كتاب ؛ فماهي هذه الصورة ؟ ]




قبل ستة عشر عاماً عرضت شاشات التلفزة في العالم يومها مشهد الطفل الفلسطيني - (محمّد الدرّة - ١١ عاماً ) عام ٢٠٠٠ م في قطاع غزة بفلسطين المحتلة - وهو يحتضر بحضن والده ( جمال) الجريح الذي كان يحاول حمايته بذراعيه من وابل الرصاص الذي يطلقه جنود العدو الإسرائيلي

ومازالت صورة ( محمد الدرة ) بعدسة المصور الفرنسي ( شارل اندرلان) مراسل القناة التلفزيونية الفرنسية الثانية في فلسطين المحتلّة منذ عام 1981 م ، تذكرنا بمجازر الاحتلال الإسرائيلى على الفلسطنيين ، حيث شارك في تحقيق أعدّه (طلال أبو رحمة) المصوّر التلفزيوني المتعاون مع عدّة قنوات دولية من بينها القناة الفرنسية والـ "سي. ان. ان" وغيرهما.



وطيلة السنوات العشر السابقة لم تهدأ عاصفة أنصار العدو الإسرائيلي ضد (شارل اندرلان) الذي يؤكّد اليوم في كتابه الجديد «موت طفل» ، وهو آخر كتاب يصدر للصحافي الفرنسي (اليهودي - شارل اندرلان ) .

وقد أثارت عملية القتل المباشر للطفل الفلسطيني موجة من الانفعال والاستنكار لدى الرأي العام العالمي بسبب هذه الصورة .

__________


[ماهي الصورة التي التقطتها عدسة المصور ثم  انتحر بعدها ؟ ]



تلك الصورة لطفلة سودانية فى مجاعة عام 1994 م ، و بينما هى تزحف باكية و تبحث عن أقرب مخيم للماء و الغذاء و ينتظر النسر فى الخلفية موتها ليتغذى على جوعها و لكنه كان به من الرحمة التى جعلته يطير بعيداً عنها


فى تلك الأثناء يلتقط المصور ( كيفن كارتر ) هذه الصورة من على بعد عشرة أمتار ، و انتحر بعدها بثلاثة أشهر لما سببته له من كآبة !!


أوجعت تلك الصورة ملايين الضمائر حول العالم و لكن ليس بصورة كافية ، ففى 2013 أعلنت الأمم المتحدة وفاة أكثر من 133 ألف صومالى إثر المجاعة التى اجتاحت البلاد .


_________


[صورة مهدت لفرض قوانين صارمة بما يتعلق بحوادث الحريق وشروط السلامه في أمريكا ؛ فما هي ؟ ]




في 22 يوليو 1975 م سمع مصور جريدة بوسطن (هيرالد) بواسطة جهاز الالتقاط الخاص عن حريق وقع في أحد الشوارع ، فذهب لمكان الحريق ليلتقط هذه الصورة لـ (ديانا بريتن) وفتاة صغيرة وهما تسقطان من المبنى الذي كانتا تعيشان فيه قبل الحريق.

ديانا توفت في لحظة اصطدامها بالأرض لكن الطفلة عاشت لأن رجل الإطفاء حاول حمايتهما من قوة الارتطام فنجح معها وفشل مع الاخرى !!

وقد حاز (ستانلي جي فورمن ) على جائزة الـ Pulitzer على تغطيته للحريق بالصور لكن الأهم من الجائزة أن عمله مهد لفرض قوانين صارمه بما يتعلق بحوادث الحريق وشروط السلامه في بوسطن والولايات الأمريكية الاخرى .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق